Part 3

1.9K 193 98
                                    

فتح عينيه ليقابله سقف غرفته ، حاول أن يتحرك من مكانه فمنعته أوكتافيا من ذلك من خلال امساكها بكتفيه و اجباره على العودة كما كان فهي كانت تجلس على كرسي مقابلاً لسريره منذ أن تمت معالجته و غادر دونغهي بعد أن اطمأن عليه
أوكتافيا : ابقى بمكانك سيهون أنت لا تزال متعب
لم يعجبه كلامها لأنه شعر بأنها تشير أنه ضعيف و هو يكره تلك الكلمة ، استقامت و اقتربت لتضع كفها على جبينه و لكنه أبعدها بخشونته المعتادة معها و تحدث ببروده القاتل تجاهها
سيهون : أنا بخير يمكنك المغادرة
أوكتافيا : لا بأس سأبقى برفقتك اليوم
حدق بها بعينين غاضبتين و تحدث
سيهون : أنا لست ضعيفاً ولا أحتاج لمساعدة أحد لذا غادري
حدقت به بحنق هذه المرة و تحدثت : حسنا سأغادر أيها السوداوي ، دونغهي كان محقاً عندما نعتك بهذا اللقب
تجاهلها ليدير رأسه فتقع عينيه على السهم الموضوع على الطاولة الصغيرة بوسط غرفته ، توجهت أوكتافيا نحو الطاولة و أخذت السهم لتغادر و لكنه أوقفها
سيهون : توقفي
ابتسمت و التفتت إليه و لكنه خيب أملها من جديد فهذا ليس شيئاً غريباً عنه
سيهون : أتركي السهم بمكانه
تركته و خرجت بغضب فهو لا يفوت فرصة ليظهر أنه لا يمتلك تجاهها أي مشاعر
حتى أنه لا يريد أن يفتح عينيه و يراها أو حتى يحاول لكسب هذه المشاعر نحوها ، ببساطة إنه متحجر القلب

تنهد و أبعد الغطاء عنه ليستقيم ، ذهبت نحو الحمام و وقف أمام المرآة ينظر للنصف العلوي العاري من جسده و كيف يلتف ذلك الشاش الابيض على صدره و جانب كتفه ليغطي المنطقة المصابة و هناك بقع سوداء عليه ، و هذه البقع السوداء ليست سوى دمائه ، دماء مصاصي الدماء السوداء
وضع كفه على مكان اصابته و تذكر كلماتها العابثة فاشتعلت عينيه حمرة  لتدل على غضبه العارم في تلك اللحظة
خرج من الحمام و عاد لمكانه ، أخذ السهم و تسطح على سريره و بدأ يقلبه بين أصابعه
تذكر عينيها البنفسجيتين و كيف احتلتهما تلك اللمعة فجأة عندما أحاطها بذلك السد من الريح
لفت انتباهه شيء بالسهم فدقق النظر به ليلمح عليه نقشاً صغيراً لا يكاد يرى
" Balera "
ابتسم و همس باسمها مرة أخرى " باليرا " ، ابتسم أكثر عندما فكر بشيء مرتبط بالقوة و الشجاعة ثم تحدث
سيهون : سنتقابل مرة أخرى باليرا عندها لن تنجي مني

في مكان اخر ، استيقظت من بروده انامله التي لامست بشرتها لتفتح عينيها ببطئ
اعتدلت بجسدها وهي تحدق فيه وحالما استوعبت وجوده في غرفتها حتى فتحت فمها لتصرخ باعلى صوتها ..
لكنه اغلق فمها بيده في الحال وضربها بخفة على عنقها لتسقط بين ذراعيه مغشياً عليها
تلفت حوله بخوف ليتأكد ان احداً لم يشعر بوجوده
اراد اعادتها الى فراشها لكنه شعر بدفئها وهي تسند رأسها على صدره
وكم اعجبه هذا الشعور الغريب بالدفئ !
جلس على السرير وابقاها بين ذراعيه وعينيه الزرقاوين تتأمل كل تفاصيلها بشغف
ما الذي فعلته بشرية ضعيفة بوحش عظيم مثله .. حتى هو لا يمكنه فهم ذلك !!

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن