انطلقت رحلة فك اللعنة مع الكثير من الشجارات و المشاحنات في بدايتها و لكن الآن تبدو الأجواء هادئة نوعا ما ، ربما في ظاهرها فقط
كان دونغهي و ابريل يسيران في المقدمة و الأجواء بينهما هادئة أما بالخلف فقد كان يسير سيهون و باليرا التي تتعلق بذراعه الأيسر كطفلة مزعجة
أما على جهته اليمنى فتسير بقربه أوكتافيا و هي لا تنوي تركهما ينفردان أو يحظيان بوقت خاص لوحدهما
قطعوا تقريبا مسافة يوم و لكن بهذه اللحظة توقف دونغهي و أبريل
انحنت قليلا أبريل و أسندت كفيها على ركبتيها و هي تتنفس بقوة و بصعوبة ، حدق بها دونغهي بقلق و سألها
دونغهي : هل أنت بخير أبريل ؟
نفت أبريل برأسها ثم تحدثت من بين أنفاسها الثقيلة : لا ، أنا متعبة لا أستطيع المتابعة
توقف بقربهما سيهون و باليرا و أوكتافيا فسأله سيهون
سيهون : هل حدث شيء ؟
دونغهي : دعونا نتوقف فابريل متعبة ولا تستطيع المواصلة
باليرا : هل أنت بخير أبريل ؟
حدقت بها أبريل و أومأت مع ابتسامة صغيرة على وجهها المتعب ، هم لا يشعرون بالتعب بسهولة و لكن أبريل بشرية و من الطبيعي أن تتعب ، أساسا هي تحملت كثيرا منذ أن انطلقوا بدون أن تأخذ راحة
سيهون : حسنا لنتوقف
دونغهي : بما أن الليل أوشك على السقوط فما رأيكم أن نقضي ليلتنا هنا و هكذا أبريل ستأخذ كفايتها من الراحة حتى نستطيع المواصلة غدا
خرج صوت أوكتافيا معترضا لحظتها
أوكتافيها : ما هذا ... نحن لم نقطع سوى مسافة صغيرة هكذا سنتأخر
الجميع لمس نبرة الاستصغار في نبرتها تجاه أبريل لذا خصتها باليرا بنظرة حقودة أما دونغهي فهو لا يمكنه أن يلتزم الصمت
دونغهي : حتى الآن نحن لا نعلم الوجهة الصحيحة لذا لا أرى أن توقفنا فيه ضرر فنحن لسنا على عجله من امرنا
قاطع تلك الشرارة بينهما سيهون عندما قال
سيهون : سأتفقد المكان أولا
و هنا اشتعلت شرارة أخرى ، فتحدث باليرا و أوكتافيا بنفس الوقت
باليرا / أوكتافيا : سأذهب معك
حدق بهما و هو يمنع نفسه عن الانفجار بوجهيهما فمنذ انطلاق الرحلة يعاملانه كقطعة حلوى يتعارك عليها طفلين بغيضين
سيهون : لن يأتي معي أحد سأذهب لوحدي
تراجعت أوكتافيا و بقيت برفقة دونغهي الذي أشعل شعلة من النار و جلس بقربها هو و أبريل و سيهون ذهب و لكن باليرا بالطبع لن تستمع له فبمجرد اختفائه عن الأنظار لحقت به
توقف بمكانه ثم التفت لها يحدق بها بغيض
سيهون : لما تلحقين بي ألم أخبرك أن تبقي هناك ؟
باليرا : تعلم أنني لا استمع لأحد و أنفذ فقط ما يدور برأسي لذا سأرافقك
قالتها و هي تبتسم بوجهه فعاد يلتفت و هو يحرص أن يظهر لها انزعاجه و لكن بمجرد أن أصبحت غير قادرة على رؤية ملامحه هو ابتسم باتساع ، هي فتاته العنيدة و القوية و التي لا يستطيع أحد جعلها تخضع له حتى و لو كان هو
استمر بجولته حول المكان و باليرا وراءه و تتحدث بغيض عن أوكتافيا التي تلتصق بهما
باليرا : إنها تزعجني بشدة
سيهون : تجاهليها فحسب
باليرا : لا يمكنني إنها تتعمد اثارة غيرتي و غضبي و تستمر بالتقرب منك و أنت أيها البغيض أيضا تعطيها الكثير من المجال لتفعل ذلك
التفت اليها و صرخ بوجهها من غيظه منها فهي لم تتوقف و لو للحظة عن الكلام بالرغم من أنه حاول مجاراتها و لكنها لا توقف كلامها و حتى علو صوتها يزيد مع ازدياد انفعالها
سيهون : اخرسي باليرا ، ألم يتعب لسانك ؟
حدقت به بتفاجؤ ثم ابتلعت لعابها و تراجعت قليلا للخلف فمظهره مخيف
باليرا : بلا تعب
سيهون : إذا ابتلعيه
بعد انتهاء الجولة عادا لمكان دونغهي و أبريل و أوكتافيا ، و بعد اجتماع الجميع حول النار أخرجت أبريل بعض الطعام الذي أحضرته معها ، وضعته أمامهم ثم تحدثت
أبريل : إنه بعض الطعام أحضرته يمكنكم مشاركتي
حدقوا به بعدم رغبة فهم مختلفين عنها و لا يتناولون نفس طعامها ، لهم طعامهم الخاص و لكن باليرا الثرثارة لا تتوقف عن الكلام
باليرا : نحن لا نأكل هذا الطعام و أيضا أثناء جولتنا أنا و سيهون اصطدنا غزالا و .....
و وضعت ابهامها على شفتها و هي تستعيد لذة الذي تناولته و لكنه يبدو مقرف للبعض أو ابريل فحسب لذا حدق بها دونغهي بنظرة بمعنى اخرسي حالا يا ثرثارة و سيهون وكزها حتى تتوقف ابتلعت آخر كلماتها و توقفت
دونغهي : كلي أنت أبريل و نحن سنأكل لاحقا
أنت تقرأ
" لعنة ايرينيا "
Fantasyهل تؤمن بسحر اللعنات ؟ عندما تنقلب كل المسميات ، وتتعدد الهواجس وتختلف الأمنيات .. عندما يتحول السلام لبقعة الموت ؛ والرعد لصوت الرعب هناك حيث ينشأ الحب فوق الخوف ؛ ويولد العشق من رحم الكراهيه .. من الاختلاف يخلق التماثل ؛ ومن التضاد يصنع التطابق...