Part 11

1.3K 150 65
                                    

اوشكت انفاسها على الانقطاع وارتجفت اطرافها من برودة جسدها حيث كان قلبها قد بدأ يتجمد بالكامل
همست بصوت متعب : احبك .. دونغهي ..
شد قبضته المرهقة على يدها وهو يراها تسدل جفنيها وهمس بذات الصوت المرهق : وانا احبك .. ابريل ..
ثم اسدل عينيه مستسلماً للظلام الذي ابتلع كلاهما بلا رحمة ..

قلبين عاشقين خطا سطور الحب رغم الاختلاف وابتدعا قصة خيالية احلى من الأساطير
لكن ليست الحياة بالرَؤوفة لتمنحهم ما يريدون بهدوء
الموت كان يطوقهم من كل جانب ، لا يهم عدد المرات التي يهربون فيها منه
لكنه ذات يوم لابد وسيتمكن منهم وسيقفون امامه عزلاء بلا سلاح .....

انتهت المعركة بانتصار ساحق للبيرتوس ؛ تمت ابادة كل اثر للبيلاتريكس من على هذه الأرض بعد تلك المعركة الطاحنة
وعندما انقشعت سحابة الخوف التي خلقها انهيوك بقدراته العظيمة
وتلاشت الأدخنة والغبار الذي خلفته المعركة لتتضح الرؤية اكثر
كانت اوريانا تسير بين الركام وجثث القتلى وهي تنادي باسم ابنتها تبحث عنها لكن لا من مجيب حتى سمعت صوت صراخ باليرا باسمها
اسرعت نحو باليرا كما اقترب البقية ليجدوا دونغهي وابريل ممدان على الأرض بطريقة عكسية
لكن رأسيهما قريبان من بعضهما ووجوههما متقابلة كانهما تعمدا ان يكون يكونا اخر ما يريانه في هذه الحياة

جلست على الأرض بغير تصديق وهي تهز جسد ابنتها تحاول ايقاظها بلا جدوى
بللت دموعها مقلتيها وهي تتحسس جبينها ووجنتيها لتتكلم بصوت متقطع : لا يمكن .. جسدها بارد جداً .. لا يمكن لابنتي ان تموت
تعلقت فيها باليرا التي كانت تبكي بجنون : انقذيها ارجوكِ ، يمكنك معالجتها ؛ انقذيهما قبل ان يفوت الأوان !
ازداد نحيبها وهي تتلمس صدر ابنتها : قلبها .. انه لا ينبض !!
تقدم انهيوك ليلمس عرق عنقها ثم وضع يده فوق قلبها ليهز رأسه بضيق : لقد تجمد قلبها ..
اعاد نظره نحو دونغهي ليلمس نبضه الضعيف الذي يوشك على ان يتلاشى ثم اعاد نظره نحو اوريانا التي كانت تضم جسد ابنتها وتنتحب بقوة مع باليرا
انهيوك : لم يموتا بعد ، لديك فرصة لانقاذها
حركت رأسها نافيه : ذلك مستحيل ..
صرخ سيهون بغضب : لا تستسلمي للمستحيل فقط حاولي ولو كانت هناك فرصة ضئيلة لانقاذهما
حركت اوريانا رأسها وهي تبعد دموعها بخشونه
اغمضت عينيها ووضعت كفيها المرتجفتين على صدر ابنتها وحاولت تركيز كل قوتها لاذابة الجليد عن قلبها وعيون الجميع معلقة فيها

وضع تشانيول يده على عنق دونغهي ثم رفع نظره نحو انهيوك ليشير له بمعنى ان ذلك لم يفلح
وهذا ما جعل انهيوك يصك اسنانه وهو يعيد نظره نحو اوريانا التي كانت تضع كامل تركيزها بينما تنصب دموعها كالشلال على وجنتيها وكفيها
من مكانه هنا يمكنه سماع صوت همساتها المرتجفة وهي ترجو ابنتها ان تستيقظ
يستطيع ادراك نبضاتها المرتبكة والخائفة كانها تعلم يقيناً انها ستفقد ابنتها الوحيدة ..

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن