Part 8

1.7K 156 63
                                    

مضت عدة أيام وكلاهما لم يرى الآخر بعد شجارهما الأخير
ضرب العناد رأسهما ليمتنع هو عن الذهاب الى منزلها كما امتنعت عن وصول الغابة لرؤيته
رغم ما فعله الشوق بقلبها العاشق الصغير لكنها غاضبة منه
ربما لانه اختفى دون ان يخبرها بشيء ، وربما لانها كانت تشتاقه وذهبت بحثاً عنه بينما هو قابلها بالغضب عليها !
جلست على سريرها بهدوء ، هل انتهى كل شيء بالفعل ؟
لانها تسبب له الارهاق كما قال هل قرر التخلي عنها وعدم رؤيتها من جديد ؟!
لكنه أصبح روتينها الذي لا تمل منه ؛ منذ ان دخل حياتها شعرت بشيء مختلف بداخلها ولا تريد لذلك الشعور ان يختفي
تنهدت بحزن وهي تعبث باناملها حتى سمعت صوت طرقاته المعتادة على زجاج نافذتها
التفتت لتجده يجلس هناك وينظر اليها بهدوء بملامحه الجادة
عبست بوجهه وولته ظهرها من جديد وهي تحاول اخفاء غبطتها لقدومه

زفر انفاسه من عبوسها وتجاهلها له ، تقدم داخل الغرفة وجلس على الطرف المعاكس من السرير وهو يسند ظهره الى ظهرها
أعاد رأسه الى الخلف ليسنده على كتفها بينما لم تحرك ساكناً
دونغهي : كان على أحدنا ان يوقف هذا العناد ويأتي ..
ابريل : ظننتك لن تأتي أبداً
دونغهي : لا يمكنني ذلك ..
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن يسمع صوت شهقاتها المكتومة مما جعله يبتعد عنها ويديرها لتنظر اليه
ملامحها البريئة مكسوة بالحمرة وغارقة بدموع غزيرة أمطرت من سماء عينيها
بيديها المرتجفتين كانت تحاول محو هذه الدموع لكنها كانت أقوى منها وأبت إلا فضح حزنها وشوقها وخوفها
امسك كفها التي تمسح دموعها وتكلم بمرح : ما الذي يبكيك أيتها الطفلة ؟
ابريل من بين دموعها : لست طفلة !
دونغهي يبتسم : بل طفلة بكاءة ، اين تلك الفتاة العنيدة التي كانت غاضبة قبل عدة ايام ؟؟
ابريل : كنت قلقة عليك ، انت لم تظهر وخشيت ان يكون مكروهاً قد اصابك ..
دونغهي وهو يمسح دموعها : وانا كدت اموت من الخوف عليكِ ولهذا غضبت
ابريل : ما كان عليك ان تختفي بدون قول اي شيء هكذا !
ضحك بخفة وهو يسحبها الى صدره ويربت على شعرها الحريري الطويل
دونغهي : معكِ حق ؛ انه خطأي لذلك توقفي عن البكاء

لكن نحيبها ازداد بدلاً من التوقف عن البكاء وهي تخفي وجهها عند عنقه
بدون ان تعي ان انفاسها الدافئة تلك تغزو جسده كالحمم البركانية لا تذر فيه الا الرماد بينما يحترق حباً ..
دونغهي : لماذا لا توقفين بكاءك ؟؟
ابريل تبكي : جسدك بارد !
ضحك بخفة : هل اسبب لك البروده ؟
حركت رأسها نافية وهي تبتعد عنه لتنظر في زرقة عينيه
ابريل : ألا تشعر بالبرد ؟
دونغهي يغمزها : منحني جسدك الدفئ الكافي
عضت شفتيها بطفولية وهي تمسح آثار الدموع العالقة في رموشها
وهو يتأمل أدق تفاصيل ملامحها الجميلة بشغف
دونغهي : لا تبكي مجدداً ، تبدين قبيحة عندما يصبح وجهك شديد الحمرة بسبب بكائك !
ضربته بخفة على كتفه : لست قبيحة .
مد انامله لتلامس بشرتها المتوردة من أثر البكاء بنعومة وتكلم بصوت هادئ مثير
دونغهي : عديني انكِ لن تعرضي نفسك للخطر مجدداً
ابريل : عدني انك لن تختفي بدون اخباري
ضحك ساخراً : اعدك ؛ سأخبرك بكل تحركاتي حضرة القائد
لوت شفتيها بانزعاج من سخريته فما كان منه إلا ان يضحك على حركاتها الطفولية تلك

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن