Part 2

2.4K 187 79
                                    

رحل هو بمجرد سماعه لصوت الرعد و تركها هناك تحارب لاستعادة قوتها و طاقتها التي مهما حاولت و هي بقبضته لم تستطع التحكم بها
سقطت على الأرض و هي تمسك برقبتها و تتنفس بقوة بينما عينيها جاحظتين ، لقد كان سيقتلها فعلا لولا صوت الرعد القوي
رفعت رأسها تبحث عن مساعديها و تتأكد من أنهما لم يصابا بأي أذى و لكن الحقائب الخاصة بهما السوداء الملقية على الأرض جعلتها تعلم أنهما تركاها
استقامت و أسندت نفسها على الجذع الذي ألصقها به منذ لحظات ذلك الذي كاد يقضي عليها في رمشة عين
وضعت يدها على صدرها تستعيد أنفاسها و لحظتها سمعت خطوات تجري نحوها و علمت لمن هي فلم تكلف نفسها عناء رفع رأسها نحوهما
ركض أدوراي نحوها و أمسك بذراعها و هو يحاول التحديق بملامحها و لكنها أبعدت يده عنها بخشونة
باليرا : لما عدتما الآن ؟
أدوراي : هل أنت بخير ؟
حدقت به بحنق لتجاهله لها بسؤال آخر و تقدم آلبين بحذر منها و سألها هو الآخر
آليبن : قائدة باليرا أنت لم تصابي بأذى أليس كذلك ؟
ابتسمت كمهووسة و تحدثت بين أسنانها
باليرا : كنتما تريدان أن يصيبني مكروه أليس كذلك لهذا هربتما
عبس أدوراي بشكل طفولي و تحدث
أدوراي : ماذا...... أنظري لنا نحن لم نهرب ، نحن هنا معك
باليرا : حقا ؟ اين كنتما أيها الوغدين عندما هاجمني و حاول اقتلاع رأسي ، لولا صوت الرعد الذي ظهر فجأة لكنت في عداد الموتى الآن
أدوراي : و هل صوت الرعد ذلك ظهر من العدم هكذا بدون أن يتسبب به أحد ؟
ابتسم آلبين و أخرج مكبر الصوت أمامها و أدوراي أخرج هاتفه  كذلك
آلبين : لقد كانت فكرة أدوراي
ابتسمت بسعادة لأنها في هذه اللحظة أدركت أن رفيقيها هما من أنقداها باستخدام خدعة بسيطة انطلت على واحد من أقوى و أذكى مصاصي الدماء من عشيرة بيرتوس القوية و لكن لم و لن تنسى أنهما في البداية حاولا النجاة بحياتهما أولا

بعد فترة أي بعد أن عادوا أدراجهم نحو مقر عيشهم في أرض عشيرتهم كانت باليرا تجوب بين الرفوف في تلك المكتبة التي تحمل طابع العصور الوسطى المظلمة
رفعت رأسها نحو رف عالي للغاية و لمحت بعض الاسماء الغريبة و التي تتحدث عن العشائر الغير معروفة بالنسبة لبني البشر ، ابتسمت لأنها وجدت ضالتها
ارتفعت بسرعة نحوه و هي لا تزال تطير في الهواء ، أخذت الكتاب و تصفحت مقدمته و لمحت اسم عشيرتها " بيلاتريكس " و اسم العشيرة الثانية العدوة اللدودة لهم " بيرتوس " ابتسمت لأنها وجدت بالضبط ما كانت تبحث عنه ثم عادت لتحط قدميها بهدوء على الأرض و سارت نحو الأريكة الموجودة بالمكان
رمت نفسها عليها باهمال و بدأت تتصفح الكتاب و لكن هناك شخص مزعج قاطعها بدخوله المندفع
أدوراي : باليرا ...... عفوا أقصد قائدة باليرا هناك شيء أريد أن أحدثك به
ردت عليه باليرا و هي لم تكلف نفسها رفع عينيها عن صفحات الكتاب بين يديها
باليرا : تحدث أنا أسمعك
أدوراي : نريد أنا و آلبين الخروج ، أعدك لن نتأخر
أبعدت الكتاب عنها أخيرا و حدقت به و هي ترفع حاجبها
باليرا : و هل تعتقد أنني سأصدقكما ، آخر مرة فعلتماها لم تعودا حتى صباح اليوم التالي
دخل آلبين الذي كان يختبئ خلف الباب ينتظر أدوراي للظفر بموافقتها و لكن يبدو هذا صعبا ، و بدأ بالنحيب كالأطفال
آلبين : هذه المرة سيكون الأمر مختلف أرجوك
اعتدلت بجلوسها و أغلقت الكتاب و وضعته بقربها ثم حدقت بهما
باليرا : حتى الآن لم أنسى بأنكما حاولتما الهرب و تركي هناك
ابتلع أدوراي لعابه و خرج صوته خائف ، يعلم أنها ستقدم على فعل أمر ما
أدوراي : و لكنك ... سامحتنا أليس كذلك ؟
آلبين : بالطبع هي سامحتنا فهناك فرق بين كلمة مسامحة و كلمة نسيان ، فعدم نسيانها للأمر لا يعني أنها لم تسامحنا أليس كذلك ايتها القائدة باليرا العزيزة و الجميلة
باليرا : أنت محق آلبين ، هناك فرق بين الكلمتين و لكن أنا لم أقل ايضا أنني سامحتكما
وقفا باستعداد حتى يهربا و لكنهما ارتفعا عن الأرض بسرعة و اصبحا معلقين بقرب أعلى رف للكتب بهذه المكتبة
استلقت باليرا مرة أخرى و أخذت كتابها و عادت لفتح صفحاته بينما الآخران يصدران أصوات بكائهما
أدوراي : أرجوك أيتها القائدة أنزلينا و لن نزعجك مرة أخرى
باليرا : لا أريد ابقيا هناك و استمتعا بقراءة بعض الكتب
آلبين : أنزلينا و سنساعدك في البحث عما تريدينه بطرق أكثر تطور و سرعة
قهقهت عليهما لتدل قهقهتها تلك على سخريتها من أفكارهما الساذجة
باليرا : عليكما أن تعلما يا عزيزي أن تقنيات البشر تلك التي تتعلقان بها  لا تستطيع مساعدتي فما أبحث عنه لا يمكن أن يطلع عليه أي أحد
أدوراي : تذكري أن تقنيات البشر هي من أنقذتك اليوم بالاضافة أنهم أجدادك 
باليرا : اخرس أدوراي و إلا زادت مدة بقائكما هناك
آلبين : حسنا أخبرينا متى ستنزليننا
باليرا : هل مللتما بهذه السرعة ؟ الليل لا يزال طويلاً يا صغيري
شهقا بفزع و تحدث أدوراي : أرجوك يا قائدة أنزلينا سيكون الأمر شاقا و ها أنا أشعر بالدوار منذ الآن
باليرا : اخرسا الآن لأنكما تشتتان انتباهي
مرت مدة لا بأس  و هما معلقان هناك و ينتحبان بدون توقف و هي تحاول التركيز بما تقرأه و لكنهما مزعجان للغاية
عثرت على كلمة ربما هي مفتاح ما تبحث عنه في ذلك الكتاب و في الفصل المتعلق بعشيرة " بيرتوس " و لكن أصواتهما منعت عنها التركيز فأغلقت الكتاب بقوة و بنفس تلك اللحظة سقطا الآخرين على الأرض بقوة لتصدر منهما أصوات التألم
أدوراي : ألن تكفي عن أفعالك هذه ؟
آلبين : عظامي تفتت ، أدوراي حاول تحريكي أنا لا أشعر بشيء
أدوراي : أنا أيضا لا استطيع تحريك اصبع بجسدي
صرخت عليهما بغضب
باليرا : اخرسا و غادرا حالا
فجأة استقاما بسرعة و غادرا حيث لم يبقى وراءهما سوى ذرات الغبار
فتحت الكتاب من جديد بنفس تلك الصفحة و عينها كانت على تلك الكلمة " قوة الرياح " ، ابتسمت و فتحت ذلك المبحث الخاص لتقرأه بتركيز لأنه الباب الأول الذي ستفتحه و يقودها نحو الانتقام

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن