Part 1

1.5K 144 54
                                    

انها المرة الأولى التي تشهد فيها ضعفه بهذه الطريقة
لأول مرة ترى دموعه تهطل من عينيه بسخاء كما تفعل الان
لكنه فقد صديقه الذي قضى معه حياة تقدر بمئات السنين
صديقه الذي شاركه اوقات الفرح واوقات الضيق ، والذي قاتل طويلاً جنباً الى جنب معه ..
لكنه يقف الان عاجزاً عن فعل اي شيء ، لا يمكنه سوى التحديق بجسده الهادئ ويده التي تتمسك بيد محبوبته التي لا حياة فيها
يراقبهما وهما ينسحبان من مشهد الحياة بعجز تاركين وصمة عار في قلبه على ضعفه وعجزه ..

انها الحياة .. تأخذ وتعطي ، لا شيء يأتي دون مقابل ولا شيء يذهب بلا ثمن
حل السلام الذي انتظره الناس طويلاً وتحققت النبوءة
لم تعد الغابة سجن البيرتوس الأبدي ، وما عاد للبيلاتريكس امل في تحقيق اهدافهم بعد ان اتحد البشر مع البيرتوس للقضاء عليهم
كان ذلك يوم عيد للبشر والبيرتوس ، ويوم عزاء في قلب اؤلائك الذين سعوا جاهدين لاحلال هذا السلام ..

اقترب انهيوك من جسد باليرا الذي كان يعانق الأرض ببهوت
وضع يده على عنقها ثم انساب بها الى كتفها ليخلع سترتها ويرى الوسم الذي تركه سيهون عليها
وقف في مكانه ليتكلم بصوته الهادئ جاذباً انتباه البقية
انهيوك : هما لم يموتا بعد ، هذه الفتاة تحمل وسم الرياح !
وقف دونغهي في مكانه ليمسح دموعه وهو يحدق فيه بعدم فهم بينما اسرعت اليه ابريل تتعلق بقميصه برجاء
ابريل : انقذهما ارجوك ان كنت تعلم الوسيلة لذلك
ابتسم بحب : كلانا يعلم الوسيلة لانقاذهما
لم تتمكن من استيعاب ما يعنيه لكنها شعرت بذراعه تحيط وسطها ليضمها
أسند رأسه على كتفها تاركاً برودة جسده تعانق دفئها بشوق اكتوى بمر السنين ..

وقبل ان تتجرع صدمتها من كل ما يحدث كان دونغهي قد سحبه بقوة ليرميه بعيداً عنها تاركاً عينيه تقدح شرراً احمراً
تكلم بحنق : انت تريد الموت بلا شك !
لم يجبه انهيوك الذي كان يحدق في الفراغ مشدوهاً قبل ان يتكلم
انهيوك : من انتِ ؟؟ انتِ لستِ اوريانا فمن تكونين وكيف تحملين ملامحها ورائحتها وحتى قوتها ؟؟؟
ابريل بعدم فهم : اوريانا ؟
قبل ان تتابع تساؤلها صدر ذلك الصوت الأنثوي القلق ليلفت نظرها
ضمتها والدتها بحب ودموع الفرحة تبلل وجنتيها
ضمتها إلى قلبها بلهفة ، ضمتها و هي تود لو تضعها داخل قلبها
ابتعدت عنها و امسكت بوجنتيها و هي تحدق بكل انش بوجهها و جسدها حتى يطمئن قلبها
والدتها : صغيرتي عدتي أخيرا
أمسكت ابريل بكفي والدتها و تحدثت بقلق
أبريل : أمي لما غادرت فراشك و أنت مريضة
والدتها : و كيف تريدينني أن أبقى هادئة بمكاني ، لقد كنت كمن يمسك قلبه بين كفيه و أنت غائبة عني كل هذه المدة ، كنت خائفة من أن يصيبك مكروه
أبريل : ها أنا هنا أمامك أمي و أنا بخير

كانت كلمة أمي هي الصدمة التي تلقاها أونهيوك و هو يقف بمكانه
منذ أن ظهرت امامهم و هو يحدق بها بدون تصديق
حدق فيها بدهشة وقلب يتلوع ويحترق ، لم يعلم كيف اخطأ منذ البدايه بها بينما يكون لوجودها هذا الوقع الشديد على قلبه المنكوب بالحب !
لم يكن الحب بالنسبة له سوى نكبة شهية ، وموت لذيذ ..!
إنها أوريانا عشقه الابدي ، حبيبته التي انتظرها دهرا لتأتي و تشفي قلبه الذي جرحته و لكن بعد مرور كل ذلك الوقت و كل ذلك الزمن ها هي هذه المرة أيضا توجه له خنجرا و لكنه استقر بقلبه ..
قلبت أوريانا نظراتها بين جميع اصدقاء أبريل الذين رافقوها بالمهمة إلى أن استقرت نظراتها عليه
تجمدت بمكانها أما قلبها فقد هرع إلى حضنه يضمه و يتمرغ بحنان عشقه
نظرت بعينيه و رفع هو رأسه نحوها و بادلها النظرات و تهشمت القلوب أكثر بتلك اللحظة
ماذا عساه يفعل بخيبته التي تلقاها مرة أخرى منها !
أليست حبيبته التي ربط مصيره بها ؟
كيف لها أن تفعل به كل هذا ، لماذا كانت أكثر شخص قام بأذيته ، لما وحدها من يقف أمامها عاجزا رغم كل قوته ؟!

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن