Part 6

1.8K 160 59
                                    

وقفت و هي تحدق حولها بالمكان و القلق بدأ يأكل قلبها ، ذلك العاشق الصغير الذي لا يزال في مراحله الفتية ..
فكرت لأكثر من مرة في خطوتها المجنونة التي ستقدم عليها و تراجعت عنها أيضا لأكثر من مرة و لكن في النهاية اتبعت قلبها و قررت الذهاب و العثور عليه و حجتها أنه يتلاعب بها
يال سذاجة عقلها الراجح و الفطن كيف تشعر بالخوف عليه و هو ذو قوة عظيمة و لكن هذه كانت حجتها الثانية للذهاب !
استخدمت قوتها و ارتفعت عن الأرض و هكذا سيكون بحثها أسهل و أسرع
توجهت نحو الغابة و هي تجول بعينيها في كل مكان حتى لمحته خلف أبريل و هو يضع يديه على عنقها
تأججت النيران داخل قلبها و اشتعلت عينيها حمرة ، نزلت على الأرض بقوة و صرخت باسمه الحقيقي لأول مرة
باليرا : سيهون
رفع رأسه نحو صوتها الذي طرق باب قلبه قبل عقله و حدق بها
حتى بمعركتهما لم تكن بهذا الشكل ، عينيها حمراء و تنظر تجاه آبريل بغضب عارم ، اللعنة هل تغار أم ماذا ؟
هكذا هي ستؤذي الفتاة و هو من كان يحاول التأكد من أنها نفسها فتاة دونغهي حتى يحميها و يحمي صديقه الغائب
حاولت مهاجمة آبريل بسرعة فائقة و لكنه ترك الفتاة و أمسك بها بين ذراعيه بقوة من خلفها حيث جعلها تسكن حضنه كعناق عشاق ، و بمجرد أن أصبحت بين ذراعيه اشتعلت عينيه زرقة ..

أبريل كانت تقف بجمود لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تفعله ، لقد كانت على وشك الموت اليوم لمرتين و من تعهد بحمايتها مختفي و لا يوجد له أثر ، كيف تمكن من تركها بموقف كهذا !
وقفت لبرهة و هي تحدق به كيف يعانق باليرا من الخلف و يمسكها بقوة بينما الأخرى تتخبط بغضب بين ذراعيه و هو تشع تلك الزرقة من عينيه
و هذا تماما ما يحدث مع دونغهي عندما يحدق بوجهها !
و لكنه ليس وقت التحليل و التفسير إنها فرصة و يجب عليها النجاة بحياتها
تراجعت للخلف قليلا و انطلقت تركض نحو قريتها أين تكون بأمان عندما لا يكون هو متواجدا .

سكنت الأخرى بين ذراعيه عندما اختفت ابريل عن أنظارهما و حاولت التفلت منه و لكنه لا يفعل هو فقط يستمر بحبسها بين ذراعيه و هو يستنشق عطرها و يتحسس دفئ برودها
كأن الزمن توقف عند تلك اللحظة بل لما لا يتوقف عندها و يجعله يحظى بقربها أكثر !
باليرا : أفلتني سيهون
سيهون : تحكمي أولا بغضبك
باليرا : لا أريد سأقضي على تلك البشرية
برقت عينيه أكثر بتلك الزرقة و تحدث : و لما تريدين القضاء عليها ؟
باليرا : لأنني من البيلاتريكس و هي بشرية
سيهون : و أنا أيضا من البيرتوس باليرا لا تنسي هذا
ابتسمت باستخفاف واجابته : أنا لم أنسى هذا يوما سيهون و لكن على ما يبدوا أنك أنت من تستمر بالنسيان
تجاهل جملتها و تحدث بصوت صارم : ما الذي جاء بك إلى هنا تعلمين أنك ستموتين إن تم الامساك بك
باليرا : أنا بين ذراعيك الآن فلما لا تقتلني ها ؟ لما لم تفعل ذلك اليوم عندما كان كل شيء في صفك ؟

ارتخت ذراعيه حولها و ابتعد عنها قليلا و هي حاولت أن تلتفت له و لكنه عاد و وقف قبلها يولها ظهره لماذا ؟؟؟
حتى يمنعها من رؤية عينيه التي تفضحان حبه لها
تحدث بصوت بارد عكس الصوت الذي استخدمه قبل قليل حتى يستفزها به فهو بتلك اللحظات كان خاضعا لقلبه و بسؤالها الأخير هي جعلته يدرك حقيقته
سيهون : عودي إلى أرضك الآن و الأيام بيننا لا تزال طويلة
قالها و بدأ بالسير و لكنها أوقفته بصراخها باسمه
باليرا : سيهون ..... توقف لا يمكنك أن تلحق بتلك البشرية
سيهون : هذا أمر لا يعنيك
باليرا : لقد كنت أعتقد أنك مختلف و متفرد بطبعك و لكنك لست سوى شخص لعوب يركض وراء كل ما يحمل تاء تأنيث !
ابتسم و هو لا يزال يوليها ظهره و عينيه كذلك لا تزال تتلألأ بلون الحب ثم أجابها
سيهون : الغيرة ليست من شيم الأقوياء و الشجعان باليرا
هذا ما قاله و اختفى من أمامها بسرعة ، وقفت عاجزة بمكانها و بدأت تضرب بقبضتها على صدرها
باليرا : كل شيء بسببك أيها الحقير أنت من قدتني إلى هذا الوغد اللعوب !

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن