Part 3

1.4K 142 39
                                    

دخلت للغرفة و أقفلت بابها عليها كما اقفلت عليها الحياة أبوابها
كانت تعلم أنه سيهجرها و ها هو خرج بدون أن يعود لها هي من كانت تتوق لرؤيته و لعودته لتحتمي بحضنه و قوته
جلست وراء الباب على الارض و أسندت نفسها عليه لتبكي انهزامها و خسارتها الفادحة
لقد صبرت على كل شيء اصابها و لكن هذه المرة و ببعده عنها لن تكون قادرة على المواجهة ، لن تكون تلك الشجاعة بعد الآن !
وضعت يدها على قلبها عندما شعرت أنه سيخرج من مكانه من شدة الألم الذي ألم به ، وضعتها و ربتت عليه بقلة حيلة فمن تعود أن يغلفها ببروده فارقها ليجعلها تجرب لوعة الحرمان ..

و من جانب آخر كان جسده مرتخياً و يتدلى و لا يمسكه سوى تلك الأغلال التي تكبله بقسوة
شعر بالالم في قلبه ليدرك أنها هي من تتألم ، يعلم أن ما تشعر به الآن بسببه و بسبب بعده عنها و لكن كل ما يفعله و يتحمله من أجلها و من أجل عينيها الفاتنتين
و بينما هو غارق بالمها عاد ذلك السوط يلسعه بقوة على صدره و من حيث لا يدري
زم شفتيه و منع صوته من الخروج و هو يتحمل الالم ليتضاعف و يصبح ألمين
مرت يومين لتختفي الاغلال من حول يديه و سقط جسده بضعف على الأرض
فجأة تحول ذلك الظلام الذي احاطه ليومين و ظهر زعيمهم أمامه يجلس على مقعده الذي يشبه العرش
أسند نفسه على الأرض و حاول الوقوف و لكنه لم يستطع و عاد ليتوسد الأرض و سمع صوت الزعيم يتحدث : ستكون أول و آخر خطيئة أغفرها لك ، خاصة أنت
ابتسم بتعب و تحدث بصوت متقطع و أنفاس لاهثة : حبيبتي ليست خطيئة إنها الأمر الصحيح بحياتي
الزعيم : سأتغاضى عن جنونك الآن لذا احمل نفسك وغادر

لم يرد عليه فمهما قال لن يشعر بما يشعر به ، عاد ليحاول الاستقامة و عندما مرت هي بذاكرته بكل افعالها القديمة و ضحكاتها السعيدة تزود بما كان يحتاج من الطاقة ليرفع نفسه عن الأرض
خرج بخطواته الثقيلة و كم ود أن يكون حضنها هو وجهته الآن و لكنه يريد تجنيبها الشعور بألمه و ذنبه
لا يريد أن يزيدها ضعفاً على ضعفها و لا قهرا و بؤسا على بؤسها
ذهب نحو منزله بالغابة ليفتح الباب و يمشي و هو يسند نفسه حتى وصل للغرفة التي كانت تقيم بها
فتح الباب و توجه نحو الخزانة ليخرج ذلك البرنس القاني و ضمه إليه يستنشق به عبيرها الشذي
ارتمى على السرير و هو لا يزال يغرق وجهه به ليتمتم باسمها بين شفتيه
سيهون : باليرا ....... أعشقك حتى يمل العشق مني ، أحبك حتى يجن الحب من حبي لك
أغمض عينيه على همساتها و لمساتها التي لم تغادر مخيلته ، ابتسامتها و قبلاتها التي يكاد يجن بهذه اللحظة حتى يحصل عليها ..

في مساء احد الأيام ؛ جلست على الأريكة بضيق وزفرت انفاسها بتعب امام ناظري ذلك الذي لا تغيب احدى تحركاتها عن عينيه
جلس بجانبها متسائلاً : ما الذي يزعجك بهذا القدر ؟
ابريل تتنهد : منذ اختفاء سيهون وباليرا في حالة سيئه ؛ انها لا تستمع الى احد
دونغهي : لا تزعجي نفسك كثيراً ؛ سيعود وستحل كل مشاكلهما
ابريل : لا يسعني النظر اليها بتلك الحالة دون فعل شيء ؛ اشعر انني اختنق ..

" لعنة ايرينيا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن