كانت ايما تقف امام احدى الطاولات وهي تتمايل بجسدها مع الموسيقى ف اقترب منها مارك ومد يده
هل لي ان احضى بشرف هذه الرقصة؟
ابتسمت له ايما ووضعت يدها فوق يده
وضع كلتا يديه على خصرها وهي شبكت ذراعيها خلف رقبته وكانا ينظران لبعضهما
-اذن هل تدرسين ام تعملين؟
-افعل الاثنين
قال مارك باعجاب
-هذا رائع
-ماذا عنك
-لااادرس واعمل مغني في الحانات
فتحت ايما عينيها باعجاب
-حقا؟ مانوع الاغاني التي تقوم بادائها
اجابها مارك ببساطه
-روك
تجهمت ملامح ايما وقالت
-لما اخترت هذا الجانب المظلم من الغناء؟
عقد مارك حاجبيه باستغراب
-لما تعتبرين الروك جانب مظلم؟
-انه كذلك
ساد الصمت بينهما للحظة بعدها قالت
-هل دخلت اليه بارادتك ام ان احدهم قام بالتأثير عليك؟
سؤالها هذا قد افاق العديد من الجروح والذكريات السيئة التي كان قد دفنها
توقف عن الرقص واعتلت ملامحه الحزن
-عن اذنكِ سأذهب للحمام
اومئت له وذهب تاركا اياها...
كان ريان ولوسي يرقصان وينظران الى بعضهما بكل حب فقال ريان
-واخيرا بعد كل هذه السنوات نستطيع ان نكون بمفردنا دون خوف
وضعت لوسي يدها على فمه بسرعة
-اشش قد يسمعك احد
قبل يدها وقال بأعتذار
-اسف
وعاد لينظر اليها بحب
فقالت بخجل
-لاتنظر ألي هكذا
-كيف؟
-وكأنه لايوجد احد سوانا
-هل يوجد احد اخر هنا؟ لأني لاارى سواكِ
اقتربت منه وقبلته على شفتيه بخفة وابتعدت
-احبك كثيرا
وضع جبينه على جبينها واغمض عينيه
-وانا احبكِ
كان ماكس واوديا يمشيان في الجهة الاخرى من المنزل ولم يكن هناك احد سواهما..توقف ماكس وهو يحدق باوديا
قائلا"
-اوديا انا لن احتمل اكثر اذا بقيت اخفي هذه المشاعر الهائجة ليوم اخر فسأنفجر
نظرت اوديا باستغراب ولم تستوعب كلامه
تنهد بضيق وقال
-انا احبكِ يااوديا
فتحت اوديا مقلتيا عينيها بصدمه وهي لاتعرف بما تجيبه
اقترب منها وامسك بيدها
-اعرف لاتبادليني المشاعر ايضا" لكن ارجوكِ امنحيني فرصة، فرصة واحدة فقط لأثبت لكِ كم احبك
انتفضت اوديا وابعدت يديه
-هل انتهيت؟
اومئ لها ماكس لتقول في المقابل
-انت شاب جيد ياماكس وانت اول شاب اسمح له بأن يقترب مني كل هذا الحد لأني وجدتك مختلفا عن باقي الشباب
انت لاتنظر للمرأة على انها مجرد جسد
بل تحترمها وتقدرها وهذا الامر اعجبني فيك كثيرا لكن ياماكس تنهدت بحزن واكملت
اذا كان هناك خيط امل رفيع قد زرعته في داخلك وتمسكت به على ان نرتبط ذات يوم
ف تخلى عنه ياماكس لانه لن يحصل هذا كما انك تستحق فتاة تقدم لك كامل الحب والاخلاص اما انا فلا استطيع
نظر ماكس الى الارض بحزن وهو لايعرف مايقوله....ودخل الصمت بينهما...
اما ليام الذي كان يقف امام ليزا وينتظر ماتقوله لانه بدأ يضجر منها
-متى ستصبح علاقتنا حقيقية؟
ضحك ليام وقال بسخرية
-لن تصبح ماخطبكِ هل نسيتي الاتفاق
-أي اتفاق
-عقد حاجبيه وقال بغضب
-قلت لكِ سابقا وسأكرره مجددا انا لااعدكِ بشيء ياليزا لا بعلاقة حقيقية ولابزواج انتي مجرد صديقة امضي معها الوقت لااكثر اذا شئتي ابقي معي على هذا الحال واذا ابيتي فالباب مفتوح واخرجي متى ما ماتشائين
نظرت له ليزا وقد تجمعت الدموع في عينينها
-يالك من وغد ياليام يالك من وغد
-اقترب منها وقال بتحذير
-لاتفتحي معي هذا الموضوع مجددا وتضيعي وقتي...ابتعد عنها وعاد للحفل يبحث عن اوديا فرأها تقف من بعيد مع ماكس
لاينكر انه قد شعر بالغيرة .لانه معجب بأوديا ليس لأنها جميلة فقط بل لأنها مختلفة وفريدة من نوعها ازاح هذه الافكار من رأسه وتقدم ليتكلم مع احد الحضور ف احتمال تكوين علاقة بينه وبين اوديا ثامن المستحيلات السبع.....
تقدم هذا الشاب الصغير ..والنحيل
وكان يرتدي بذلة رسمية جعلته انيقا" ووسيما" رغم صغر سنه الا ان حضوره ملفت للانظار وشخصيته تجعل الجميع يحبه ويحترمه اقترب من والده وارتسمت على شفتيه ابتسامه عريضة
انخفض ريان ليصل لطوله وعانقه بسعادة قائلا"
-لم يكن ليكتمل الحفل لولا حضورك
-شكرا ابي اتمنى لك سعادة دائميه
ربت على كتف والده وابتعد عنه متجها" نحو لوسي
مدت لوسي يدها لتصافحة فامسك بيدها وقبلها
-تبدين فائقة الجماب يازوجة ابي
ان ابي محظوظ جدا
ابتسمت لوسي وهي تقول
-اوووه يالك من لطيف شكرا لك
نظر جون لوالده وقال ممازحا"
-ابي عليك ان تشكر حظك لاني طفل لو كنت شابا يافعا لسرقتها منك
ضحك ريان بقوة قائلا
-لقد بدأت تشبه ليام كثيرا ياهذا فهو يطرق داعبات كهذه
تجهمت ملامح جون ما ان ذكر والده اسم ليام
رأى ليام اخيه يقف مع والده ف التمعت عيناه فرحة لكنه لم يبرح مكانه
بقي واقفا يحدق اليه لايعرف مايفعل
وبعد دقائق من التفكير والصراعات النفسية قررر التقدم نحوه لعل هذه الامنيه البسيطة التي يخبئها في زاويةمن زوايا قلبه ويتمناها في كل مرة ،تتحقق
وهي ان يركض اليه اخيه ويعانقه ولو لمرةواحدة في حياته ...
لكن للأسف تخلت عنه هذه الامنية في هذه المرة ايضا" وأبت ان تتحقق
ف ما ان اقترب منه ورأه جوناثان يتوجه بخطاه نحوه صرخ جون بهستريا
وهو يبتعد
-لاتقترت انت قتلتها لاتقترب انا اكرهك اكررررررهك
قال ليام برجاء وهو يقترب منه اكثر
-اخي لاتقل هذا ارجوك لاتحطم وصال قلبي ليس هذه المرةاتوسل اليك
لكن بلا جدوى وكأن جون ذو شخصيتين فشخصيته المجنونه هذه التي تصرخ بهستريا لاتشبه شخصيته اللطيفةالتي كانت قبل قليل اقترب ريان من ابنه وحمله وركض به للداخل اما الضيوف فكان الجميع يقتله الفضول ويبحثون عن الاجوبه في اوجه بعضهم لكن لحسن الحظ لااحد يعرف القصة سوى عائلة ستارلي والمقربون منهم....
ركضت اوديا ما ان سمعت الصوت
فوجدت ليام يقف متسمرا" في مكانه ووجهه خال" من التعابير وكأن المشاعر قد نفذت من داخله
هزته قائلة بخوف
-ليام ماذا حصل
لم ينطق بحرف وابتعد عنها ذاهبا للامكان
فذهبت لوالدتها وهي تسألها
-امي مالذي يحصل؟؟
-وانا لااعرف يااوديا قد انصدمت ايضا"
تنهدت اوديا بملل
-لنعد للمنزل اذن
هزت لوسي رأسها نافية
-لا لايمكن ان اترك ريان في هذا الوضع اذا شئتي عودي انتي واختكِ للمنزل
-لن اتركك سنعود معا"
صرخت اوليفيا وهي تسير بين الحضور
-شكرا لحضوركم يمكنكم العودةالى منازلكم لقد انتهى الحفل
استاء الجميع وتذمرو من كون حفل جميل كهذا انتهى بطريقة شنيعة لكنهم توجهو للخارج طواعية....
دلفت لوسي وبناتها للمنزل فرأت جون ممدد على السرير وريان يجلس امامه ويمسح على شعره
فاشار لهم بأن يذهبو للغرفة الاخرى
اومئت لوسي بتفهم وتوجهت مع الفتيات للغرفة المقابلة
وبعد نصف ساعة خرج ريان بعد ان اطفئ الضوء في غرفة الجلوس وتوجه لهم
نهضت لوسي فور رؤيته اقتربت منه وعانقته
-ماذا حصل لقد قلقنا جميعا"
تنهد ريان بضيق وأسى
-انه يعاني من هذه النوبات منذ ان ماتت والدته
قالت ايما بقلق
-هل هو بخير الان
اومئ لهم ريان
-سيصبح بخير لاتقلقو
قالت لوسي وهي تبتسم
-حسنا اتصل بنا وطمنا عندما يستيقض نحن سنرحل
لوى ريان رقبته بانزعاج
-الا يمكن ان تبقو هنا هذه الليلة
نطقت اوديا بسرعة
-لايمكن
-كما تشاؤون
قالت لوسي وهي تنظر لأبنتيها
-اذهبا واجلسا بالسيارة سألحق بكما
اومئت لها الفتاتين وتوجهتا للخارج
فقالت لوسي بقلق وهي تنظر الى ريان
-لما اصابته هذه النوبه عندما اقترب منه ليام؟ ولماذا قال جون بأنه قتلها؟
وضع ريان كلتا يديه على مقدمه شعره وهو يقول بغضب
-لن اصلح الامر لن استطع ان اصلحه ابدا
قالت لوسي بتساؤل
-لاافهم تصلح ماذا؟
امسك ريان بكتفي لوسي بكلتا يديه
-سأشرح لكِ مفصلا لكن ليس الان لنلتقي غدا في مكاننا المعتاد
اومئت له لوسي وطبعت قبله على خده وغادرت
في الصباح كانت ساندي تجلس على الكنبه وهي تهز قدمها بقلق منتظرة قدوم ليام فهي تعرف لما تصرف جوناثان بهذا الشكل عندما رأى اخيه لانها كانت حبيبه ليام السابقة وصديقةالعائلة وتعرف كل اسرارهم
دخل ليام الى المنزل وكان يبدو شاردا ركضت ساندي وعانقته بقوة
-اقلقتني كثيرا اتعرف
ابتعدت عنه وهي تنظر اليه بخوف
-هل انت بخير
قال ليام بهدوء
-ماذا تفعلين هنا؟
اتيت البارحة مع اوليفيا ولم تستنح لي الفرصة لمقابلتك لانك كنت مشغولا بالرقص مع....لم تكمل كلامها لان ريان قد دخل لغرفة المعيشة وعانق ليام
-انت بخير؟
ابتسم ليام ببرود
-بخير لاتقلق سأستجمع نفسي
تنهد ريان بارتياح فاردف ليام قائلا
-هل غادر جوناثان؟
-اخذتهة صباحا" لمنزل عمك
تنهد ليام بضيق وهو يضع يده على رأسه من الافضل الا نتواجه ابي لاتدعنا نتواجه ابدا لااريد ان يتكرر ماحصل بالامس
اومئ ريان بتفهم وقد اعتلت ملامحه الحزن
-سأذهب لغرفتي لاتنادوني ولاتدخلو اليها اريد البقاء بمفردي قليلا
ربت ريان على كتفه
-كما تشاء
توجه ليام لغرفته فضهرت ليزا امامه وكانت ايضا" قلقه عليه لكنه لم يعر وجودها اهتماما" ودخل لغرفته....

أنت تقرأ
ربيع القلوب
عاطفيةعندما تجف قلوبنا وتذبل كورقة شجر حل عليها الخريف،فهي تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها ليعيد اليها ربيعها