ربيع القلوب

(١٩)

جلست اوديا على الاريكه وهي تحدق امامها بشرود ف اقترب ليام وجلس بجانبها
-ماذا فعلت بخصوص التصاميم؟
تنهد ليام بضيق واجابها
-طردته من الشركه سأنتظر قدوم ابي هو سيجد حل انا لااستطيع التعامل مع هذه المشكلة
لحظة صمت سادت بينهم فقال ليام وهو يحدق اليها
-ايمكنني ان اطرح عليك سؤالا"
اومئت له وهي تنظر اليه
-لما تكرهين الرجال؟لما انتي عدوانيةهكذا تجاهم ماذا حصل معك في الماضي والذي جعلكِ تكتسبين هذه الشخصية؟
ضحكت اوديا بخفةقائلة
-هذه عدة اسئلة وليس سؤال واحد
حك مؤخرة رأسه بتوتر ثم اردف
-في الواقع اريد ان اعرف الكثير من الامور عنكِ
تنهدت بحسرة ثم قالت
-لقد عايشت ماض سيء
-اعرف هذا قالت لي ايما، هل الماضي يتعلق بوالدك الهذا السبب لاتتحدثين عنه مطلقا"؟
ضمت ركبتيها الى صدرها واخذت نفسا عميقا
-ذلك المعتوه لايستحق ان يكون ابا"
-مالذي حصل معكِ؟ثقي بي واخبريني الم اخبرك بماِ حصل معي
اومئت له اوديا ثم بدأت تسرد قصتها
كانت والدتي مغرمه بوالدي وكان شخصا  قاسيا"وفقيرا لكنها تركت كل شيء حتى عائلتها من اجل ان تبقى معه اعتقدت انها ستجد السعادة معه لكنها كانت مخطئة فأحيانا الحب لايكفي لتوليد السعادة كانو يتشاجرون كثيرا وابي كان في وضع مزري كان غارقا بالديون وراتبه لم يكن يكفي
لهذا كان يصب جام غضبه علينا...ويضربنا حتى ...اتعرف بأنه حبسني في القبو عدةمرات لاني كنت اقف بوجهه عندما يريد ان يضرب امي؟ كانت حياتي اشبه بالجحيم معه لطالما تمنيت ان يموت واتخلص منه بسببه فقدت الثقة بكل الرجال وكرهتم كنت في ال10فقط
وبعد مضي سته اشهر من التعذيب النفسي والشجارات المستمرة بينهم والعنف الذي يبديه ضد والدتي ...قررت والدتي ان تتركه ف قدمت شكوى للشرطه وزجوه في السجن وانتقلنا لمدينه اخرى
نظر لها ليام بحزن وقال
-الم تفكري يوما أنه سيعود ليطالب برؤيتكما؟
ضحكت بسخرية وقالت
-ليجرؤ ويقترب اقسم اني سأقتله فانا لم اعد تلك الطفلة الضعيفة التي كان يحبسها في القبو
تنهدت بحسرة ثم قالت
-ليس هذا وحسب ماحصل معي في الماضي بل حصل شيء اسوء بكثير
-اذ لم ترغبي بان تقولي لي فلاباس
-كلا سأخبرك بما اننا فتحنا صفحات الماضي ...تلك الفتاةكلارا
-مابها
-عندما انتقلنا لمنزلنا الجديد واصبحت لدى والدتي صديقات كانت هي ابنه صديقةوالدتي واصبحت صديقتي المقربة
كنت احبها كثيرا لم اكن اعرف انها تغار مني وتريد لي السووء..عندما اصبحنا في الثانوية كان هناك ذلك الشاب الذي وقع بحبي اعجبت به انا ايضا لكني لم اقل له هذا لاني كنت خائفة وكلارا كانت قد اغرمت به وعندما عرفت انه يحبني احترقك من الغيرة ووو
نزلت دموعها فمسحتهم بكف يدها واكملت
كان والدها شرطي فأخذت سلاحه ووضعته في حقيبتي واخبرت كل من في المدرسة انني سرقت السلاح
فتح ليام عينيه بصدمه
-مااذا؟؟؟وماذا حصل بعدها
حبست في السجن لمدةاسبوعين عانيت من الوحدةالقاتلةوالبرد القارس والجوع والضياع وكل شعور قبيح ومشمئز
بعدها جاءت واعترفت انها كانت مزحة واطلقو سراحي لكني انتقلت لمدرسةاخرى لأن جميع من في تلك المدرسة كرهوني بشدة حتى ذلك الشاب
اغمضت عينيها بقوة وهي تحاول السيطرة على دموعها امسك ليام بوجهها واداره ناحيته
-انظري الي رغم اختلافنا عن بعضنا الا ان هناك نقطة مشتركة بيننا وهي ان ماضينا كان معتما" وقبيحا لدرجة اننا نرغب بمحيه عن ذاكرتنا نرغب بطي تلك الصفحات السيئة وحرقها
ابتسمت وقالت
-من السهل قول هذا ..حرق الماضي تجاهله والمضي قدما وكأن شيئا لم يحصل انها كلمات سهلة القول ولكنها صعبة الفعل نحن لايمكننا نسيان الماضي لأنه جزء منا ااننا فقط نتعايش معه و نتقبل حدوثه ...كما ان هنالك شيء ايجابي من معايشتنا لتلك الاشياء السلبية التي حدثت  في طفولتنا وهي أنها جعلتنا نكتسب قوة هائلة تمكننا من تجاوز عقبات الحياة واختباراتها الامتناهية
ابتسم وهو يحدق بها بفخر
-انتي اقوى فتاة عرفتها في حياتي يااوديا
-وانت اقوى شاب عرفته رغم ماحصل معك الا انك تبتسم دائما  وتمرح وتعيش حياتك .وكأنك تتحدى ذلك الماضي السيء..تتحداه بقولك انه لن يسلب منك سعادتك
قالت كلماتها ونهضت متجهةللمطبخ
-تعال لنأكل شيئا لقد جعت كثيرا
ابتسم ليام بسعادةولحق بها
////////////////////////////
دخل مارك للمنزل ورأى ايما تجلس على الاريكه والتي نهضت ما ان رأته
حدق بها لثواني ثم قال
-تعالي معي سنذهب
عقدت حاجبيها مستغربة
-الى اين
-ستعرفين
قالها وخرج من المنزل واتبعته...
صعدو على الدراجة وقادها .......وبعد نصف ساعة اوقف دراجته امام موقف الحافلات نزلت ايما ووقف امامه وهي تقول
-ماذا يحصل يامارك لما جئنا الى هنا؟
خلع مارك خوذته وحدق بها بحزن
-ستعودين الى منزلك اخرج من جيبه بضعة اموال ووضعها في يدها...
نظرت له بتعجب وكأنها لم تستوعب كلامه بعد
-ستحتاجين هذا المال من اجل العودة
-اهكذا ببساطه ستتركني؟
تنهد بعمق ثم اردف
-ابقيتك معي قسرا لأنني لم اكن اثق بك خشيت ان تذهبي للشرطه وتقولي لهم عن مكاني اما الان ف اانا اصبحت اثق بك واثق بأنك لن تخبرين احدا عما جرى
تجمعت الدموع في عينيها وبقيت تحدق به
-لاتقلقي علي فبعد اسبوعين سيتم تهريبي للسويد سأكون بخير
اومئت له وخفضت رأسها تنظر للأرض فهي لاتريده ان يرى دموعها التي تهدد بالانهيار نظر لها قليلا ثم قال
-وداعا ايما اعتني بنفسكِ جيدا"
لاحظ صمتها فحرك داراجته وقاد مبتعدا
جلست على الارض وسمحت لتلك الدموع بالهطول
-اهكذا يودع الشخص الذي يحبه ياله من مغفل ويالها من نهاية فاشلة لقصةحب قصيرة مزقت حقيبتها ورمتها ارضا"
بعدها اسندت بضهرها للحائط وبكت بصمت وهي تقول بداخلها
-ماذا كنتي تتوقعين ياايما فهو سيذهب عاجلا ام اجلا ماكان علي ان اسمح لنفسي بالتعلق فيه والوقوع في غرامه كيف سأعتاد غيابه الان كيف سأستيقض في الصباح ولن اجده امامي كيف سانسى تلك الغمازتين وصفاء عينيه والاهم كيف سأنسى تلك القبلة التي انتشلتني من عالمي....وصلت الحافلة فمسحت دموعها وبقت تنظر للخلف لعله سيعود لعل هناك معجزة ستحصل وستجبرهما على البقاء معا ولكن المعجزات لاتحصل عندما نريدها اخذت نفسا عميق وصعدت في الحافلة .....