ربيع القلوب

(٢٨)

في الشقة الاخرى كان ليام يستلقي في حضن اوديا وكانت تعبث بشعره وكأنه طفل صغير فقال وهو ينظر اليها
-اوديا
-هممم
-هناك امرا يجب ان اطلعكِ عليه
-ماهو
-في الواقع....
رن هاتف اوديا ففتحت الخط وهي تقول
-اهلا بكِ امي ...نعم نحن بخير...سنعود غدا لاتقلقي وداعا"
اغلقت الاتصال ونهضت من مكانها بسرعة وهي تقول
-نسيت ان طائرتنا بعد بضعة ساعات يحب ان نوضب اغراضنا بسرعة سأذهب لأخبر ايما
اومئ لها وقد شعر انها اشارة لكي لايخبرها بهذا السر الذي من الممكن ان يدمر حياتها.....
وصلو الى فيغاس واتجه ليام واوديا وايما للمنزل اما مارك فمكث عند احد اصدقاءه  وبينما كانو يتناولون الفطور قالت ايما...
-يجب ان اخبركم بشيء مهم
نظرت لها لوسي وقالت
-قولي عزيزتي
ابتسمت ايما بسعادة وقالت
-انا ومارك على علاقة
قال ريان وهو ينظر الي ايما بصدمه
-هل مارك الذي نعرفه صديق ليام
قال ليام بحده
-اجل ابي صديقي الذي تعرفه
فضحك ريان ساخرا مما جعل ايما تغضب منه
-لااصدق هذا لم يكتفي من السيطرة على ابني والان يحاول السيطرة على ابنه زوجتي اناا لن اوافق على هذه العلاقة مطلقا"
رفعت اوديا حاجبها بأستهزاء قائلة
-ومن طلب رئيك؟
نظرت لها لوسي بحده فصرخت ايما بأنفعال
-انه ليس كمااا تضنون انه شخص جيد وانا احبه كثيرا سواء اعجبكم الامر ام لا انا وهو مرتبطين ودعوته على العشاء الليلة
ضغط ريان على اسنانه بقوة وقال
-اللعين الوغد
ضرب ليام قبضته على الطاولة بعصبية
-لن اسمح لك ان تهين صديقي ياابي
صرخت لوسي بنفاذ صبر
-كفى كفى هدئا من روعكما فليأتي حبيبكِ هذا لنقابله  ولأقرر بنفسي مااذ كان يناسبك ولينتهي هذا الجدال فورا"
اكمل الجميع طعامهم بصمت ....
في المساء وكانو يجلس الجميع حول طاولة الطعام...نظر مارك  لريان ولوسي بقلق و التي كانت تعلو ملامحهم التجهم
اما ايما فكانت الابتسامه تكاد ان تشق وجهها من السعادة المفرطة واوديا تاكل طعامها بصمت غير مكترثة بما يحصل وليام الذي كان يحدق اليهم بسعادةغامرةويخرج هاتفه كل دقيقة ويلتقط لهم الصور ...خفض مارك رأسه وقال بهمس
-انا اعرف ان ريان لايُحبني لكن يبدو ان والدتكِ لم تُحبني ايضا"
حاوطت ايما ذراعه واستندت على كتفه وهي تقول
-المهم هو انني احبك  لاتكترث للاخرين
قالت لوسي وهي تعقد يديها امامها على الطاولة بكل حزم
-اذن مارك ماذا تدرس؟
حمحم مارك قائلا
-لاادرس
رفعت حاجبها الايسر وقالت
-وماذا تعمل؟
شعر مارك بالاحراج فقال
-لااعمل ايضا"
ضحكت لوسي وهي تحاول قدر الامكان السيطرة على غضبها
-هذا رائع ياايما لقد وجدتي شخصا" مثالي لترتبطين به
ضحك ريان بسخريةوقال
-انه شخص فاشل بحق
وضعت اوديا يدها على جبينها وهزت رأسها بياس فقالت ايما بأنزعاج
-هذا يكفي لااسمح لكم بأن تتحدثو عنه بهذا الشكل
شعرت لوسي بأنها فقدت السيطرة على اعصابها فقالت
-كيف ستعيشين مع شخص لايدرس ولايعمل هل جننتي ايما
نهض مارك من مكانه وقال
-عندما تقررون معاملتي بأحترام وليس كشخص اقل منكم مكانة وقتها سأتي لمقابلتكم اما الان عن اذنكم لااستطيع البقاء اكثر مع اشخاص يجدون انفسهم فوق الكل لانهم يملكون بضعة قروش
خرج من المنزل فلحقته ايما  ونادته وعندما وقف عانقته بقوة قائلة
-لاتكترث لرئيهم بك فرئيي بك لايتغير وانا لاازال احبك
ابتعد عنها وقال
-طابت ليلتكِ حبيبتي .....
وقف ليام هو الاخر وصرخ بغضب
-لااصدق انكم تعتبرون الشخص الغير متعلم والذي لايملك عملا نكرة!! انتم لاتعرفون الظروف السيئةالتي مر بها والتي منعته من القيام بكل مايحلم به
انا اشعر بالاسف حيالكم...انهى كلامه وصعد لغرفته ....تاركا تلك النظرات الحانقة الموجه اليه من قبل ريان ولوسي ....

عندما كان يمشي مبتعدا عن المنزل سمع نداء احدهم خلفه فتوقف ليجده ريان
-لقد سمحت لك بمصاحبة ليام لكني لن اسمح لك بالتلاعب بأبنتي هل تركت فتيات الارض جميعا" ووقعت عيناك على ابنتي؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامه ساخرةوقال بثقة
-اولا" انها ليست ابنتك ثانيا" لسنا نحن من نختار الاشخاص الذين نحبهم بل قلوبنا من تختار وانت تعرف هذا جيدا"
بما انك تركت فتيات الارض جميعا واحببت امرأة متزوجة
رفع ريان يده ليصفعه لكن نظرات مارك المتحدية جعلته يوقف يده معلقة في الهواء وقبض عليها بقوة
-سأعتبر أني لم اسمع هذا
قال كلماته واتجه عائدا للمنزل....
*********************
كان ليام يجلس امام مكتبه ويعمل بجهد فطرقت الباب مساعدته سمح لها بالدخول فدخلت واقتربت منه
-سيد ليام هناك فتى صغير يطلب مقابلتك
عقد ليام حاجبيه مستغربا"
-الم يقل مااسمه
-لا
-حسنا ادخليه
اومئت له وخرجت وبعد دقائق دخل جون لمكتبه ووقف عند الباب
تسمر ليام في مكانه ما ان رأه وجحظت عيناه بذهول قال جون بتلعثم وهو ينظر للارض
-ستقيم مدرستي غدا حفل تخرج لقد دعوت الجميع واردت ان ادعوك انت ايضا" بصفتك اخي الاكبر
لم يصدق ليام مايراه ومايسمعه فتمنى ان ياتي احد في هذه اللحظةويصفعه ليعيده لرشده الذي فقده ما ان رأى اخاه وبعد صمت دام لدقيتين استطاع ليام استيعاب ماقاله اخاه ونهض من مكانه قائلا
-سي يسعدني هذا
ابتسم جون واستدار ليرحل لكنه توقف واستدار مجددا وقال
-اعرف انك مصعوقا" الان وهذا واضح من ملامح وجهك لابد انك تعتقد ان الفضائين قامو بغزو عقلي او ماشابه فكيف اتغير بين ليلة وضحاها فبالامس كنت انفر منك والان جئت اليك بقدمي لكن الحقيقية هي اانني تنهد بعمق واكمل قررت ان اسامحك وامنحك فرصة اخرى
لم يشعر ليام بدموعه وهي تنهمر على وجنتيه فهز رأسه وقال
-شكرا لك
استدار جون ليرحل مرةاخرى لكنه توقف وعاد ليستدير نحو ليام وقال بنبرة حزينه وعيون تفيض بالدموع
-ايمكنني معانقتك يااخي
شعر ليام ان قلبه وقع بين قدميه تقدم امامه بسرعة  بخطوات متعثرةحتى اصطدم اكثر من مرة وضرب قدمه بالكرسي لكنه استطاع ان يصل اليه
وانحنى لطوله وعانقه وشهق بقوة
-انا اسف يااخي اسف
مسح جون دموعه بكف يده وابتعد عنه قائلا
-لااريد ان اتذكر الماضي فلنبدا من جديد مد يده وقال بحماس
-انا جون اخيك الاصغر
ضحك ليام وصافحه
-ليام اخيك الاكبر الذي لن يتخلى عنك ابدا مهما حصل
عاد جون ليعانقه ثم ابتعد عنه وقال
-يجب ان اذهب وعدت عمي ان نشاهد فيلما"
اومئ له ليام وقال
-حسنا" سأسمح لك بالذهاب هذه المرةفقط
خرج من مكتبه وبقي ليام يحدق اليه وهو يشعر بأنه امتلك سعادةهذا الكون بأسره......