وقفت ايما امام الباب واخذت نفسا عميق ثم زفرته بهدوء وابتسمت بتصنع واطرقت الباب فهي تحاول قدر الامكان الحفاظ على رباط جأشها ولاتريد ان تضهر حزنها بالاخص امام اوديا
فتحت نورا الباب وهي تقول بترحيب
-اهلا بكِ انسة ايما تفضلي
دخلت ايما للمنزل وهي تقول
-اين اختي
ارادت نورا ان تتكلم لكنها رأت اوديا تهبط درجات السلم فاشارت لها بعينيها
-ايمااا هل عدتي؟؟
ركضت اوديا وعانقت اختها بقوة
-لقد اشتقت اليكِ كثيرا اتعلمين
ابتعدت عنها ايما وهي تبتسم
-وانا ايضا"
اقترب منهم ليام وهو يقول بسعادة
-ها قد جاءت الاميرة الشقراء
عانقته ايما وهي تقول
-الم يعودا والدانا بعد
هزت اوديا رأسها نافية
-ليس بعد
قال ليام بفضول
-كيف حال صديقتكِ؟
اجابت ايما بتلعثم
-ااانهاا بخير اصبحت بخير
امسكت اوديا بوجنتيها وهي تحدق لعينيها
-مابال عينيك منتفختان هكذا هل كنتي تبكين؟
-اجل لأني ودعت صديقتي فبكيت
سأذهب لأرتاح قليلا عن اذنكم
اومئت لها اوديا لتذهب لغرفتها
دخلت لغرفتها واستلقت على سريرها
رغم انها عادت للمنزل الا انها لاتشعر بالسعادة تشعر بأن هناك جزء" مفقود، حكاية لم تكتبت نهايتها بعد او احجية لم تجد القطعة الناقصةبعد ،وهذه القطعة التي ستكملها هو مارك ..نزلت تلك الدموع الساخنه لتبلل وجنتيها امسكت وسادتها وحضنتها بقوة للحظة تمنت ان يكون مارك بدل هذه الوسادةلتعانقه هكذا فهي بدأت تشتاق اليه منذ الان بقت على هذا الحال حتى حل المساء سمعت صوت دراجة نارية فنهضت من مكانها بسرعة واتجهت نحو النافذة وقلبها يكاد يطير فرحا" بقت تنظر وتأمل ان يكون هو لكنه كان شخصا اخر عبست ملامحها وعادت تستلقي على السرير فدخلت اوديا ونظرت لها بقلق قائلة
-هل انتي بخير؟
اومئت ايما دون ان تجبها
-الن تنزلي لتناول العشاء؟
وضعت ايما الوسادةفوق رأسها
-ارجوك يااوديا دعيني وشأني لامزاج لي لالطعام ولالشيء اخر
استغربت اوديا كثيرا من حالتها هذه فهي لم يسبق لها وأن رأت اختها بهذه الحالةمن قبل لكنها لم تشء ان تضغط عليها وتركتها ..
-------------------------
-ضعو الازهار في منتصف الطاولة ...ورتبو الكراسي بهذا الشكل...لا ليس هكذا
اقتربت اوديا ورتبت الكراسي على ذوقها
-اتحتاجين شيئا اخر انسةاوديا؟
-لا ،يمكنك الرحيل
اومئت لها نورا وانصرفت ف اقترب ليام واخذ حبةزيتون من على الطاولة ووضعها في فمه فضربته اوديا في مؤخرة رأسه
-احمق الا يمكنك الانتضار قليلا
حك ليام مؤخره رأسه بألم
-ماهذه يدكِ مصنوعة من الحديد
ضحكت اوديا بخفة ثم اردفت
-هل ستذهب للمطار؟
-اجل كما انني سأذهب الان
قالها وهت يتجه للخارج فقررت اوديا ان تذهب لتوقظ اختها...دخلت لغرفتها ووجدتها مستقيضة وتحدق بالفراغ
جلست امامها وشرارةالغضب تتطاير من عينيها
ابتلعت ايما ريقها بتوتر وقالت
-لما تنظرين الي هكذا؟
اجلبتها اوديا بنبرة حادة
-ماذا يحصل معك؟
-لاافهم
-تبقين في غرفتكِ طوال الوقت وعيونك منتفخة وطعامكِ بات قليلا انتي على هذا الحال منذ حوالي اسبوعين!!!
ثم امسكت بكتفها وقالت بقلق
-ماذا حصل معكِ يااختي اخبريني
دعكت ايما يديها بتوتر ثم قالت
-عديني انكِ لن تغضبين اذا اخبرتكِ
-حسنا هذا يعتمد على ماستقولينه لي
-اوديا عديني اولا
تنهدت اوديا بنفاذ صبر ثم قالت
-حسنا اعدكِ والان قولي لي ماذا جرى معكِ
نظرت لها ايما وقالت بخوف
-لقد كذبت عليكِ
عقدت اوديا حاجبيها بعدم فهم
-بأي شأن؟
-لم اكن عند صديقتي بل كنت مع..
ابتلعت ريقها فصرخت اوديا بغضب
-مع من كنتي اذن
اغمضت ايما عينيها وقالت اخيرا
-مع مارك
اتسعت عينا اوديا بصدمه
ونهضت من مكانها وقالت بغضب
-ماذا يعني هذا؟لاافهم ماذا كنتي تفعلين معه طوال هذا الوقت؟
شرحت لها ايما كل ماحصل معها ...ثم لحظة صمت سادت بينهما بعدها مشت اوديا في ارجاء الغرفة وهي تقول بغضب
-هذا المغفل المنحط اللعين ساقتله
-لااا لاا اوديا انه شخص جيد
صرخت بها اوديا قائلة
-اصمتي ولاتدافعين عنه
-اختي انصتي الي اعرف بأنك تكرهين الرجال وتمقتينهم بشدة لكن مارك مختلف لاتنظرين الى خارجة المضلم وتحكمين عليه انا نضرت لداخله وكان ابيضا" كالثلج
عقدت اوديا حاجبيها وهي تتظر لايما التي سرحت وهي تتذكر لحظاتها مع مارك
تنهدت اوديا بعمق وهي تحاول ان تهدء نفسها فقالت
-هل احببتيه؟
استلقت ايما على ضهرها وهي تنظر للسقف
-بل عشقته
جلست اوديا على طرف السرير وقالت
-لقد احببتِ الشخص الخطأ يااختي
فلا بد انه الان يعيش في مكان بعيد وبدأ حياته من جديد
جلست ايما باستقامه وقالت
-انا متأكدة من اننا سنلتقي مجددا واذا حصل والتقينا فلن اتركه ابدا لايجب على قصتنا ان تبقى ناقصة
قلبت اوديا عينيها بضجر
-الهي ياايما قصص وحكايات انتي تسرحين في ارض الخيال عودي للواقع وانهضي بسرعة ف أمي ستأتي بعد قليل
قوست ايما شفتيها بحزن ونهضت من مكانها قائلا
-حسنا انتي اسبقيني سأتي....
استقبل ليام والده ولوسي في المطار وعانقهم بقوة
-لاانكر انني اشتقت اليكم كثيرا
ضحكت لوسي وهي تقول
-ونحن ايضا اخبرني كيف حال الفتيات؟
-انهن بخير وينتظرونكم لتناول الطعام
قال ريان وهو ينظر لساعة يده
-انا لن اعود للمنزل الان علي ان اذهب للشركه وارى مافاتني فقلبي غير مطمئن
لوت لوسي رقبتها بأنزعاج
-ولكن ياحبيبي الا يمكن ان تتاجل الاعمال قليلا
-لا لايمكن سأكون عندكم في المساء هذا وعد قبلها على شفتيها وابتعد قائلا
-ليام اوصل لوسي للمنزل
اومئ له ليام وفتح باب السيارة لتدخل لوسي....وبعد نصف ساعة وصلا للمنزل..دخلت لوسي وعانقت ابنتيها
-الهي كم اشتقت اليكما
ابتعدت وهي تحدق بهما
-هل اصبحتما اكثر جمالا في غيابي ام ماذا
ضحكت اوديا وهي تقول
-بل انتي من ازددتي جمالا يبدو ان شهر العسل فادك كثيرا
ضحكت لوسي واتجهت للطاولة
-تبدو رائحةالطعام شهية
-اوديا من حضرت كل هذا خصيصا لك لم اكن ان اعرف ان اوديا بارعة في طهي الطعام...قالها ليام وجلس على احد الكراسي الموضوعة امام الطاولة..
فقالت ايما وهي تنظر حولها
-اين ريان ألم يأتي معك امي
-كلا سيذهب للشركه لينجز بعض الاعمال
قالت اوديا بنبرةساخرة
-ايعقل ان اعماله اهم من رؤية بنات زوجته يبدو انه لم يشتاق الينا ابدا
فقالت لوسي بحدة
-لاتقولي هذا اوديا سيأتي في المساء
وبينما كانو يتناولون الطعام اهتز هاتف ليام ليجيب فورا
-ماذا هناك ابي؟
ضغط ريان على اسنانه بقوة وهو يحاول قدر الامكان السيطرةعلى غضبه
-تعاال للشركه فورا ياليااام
عندما سمع ليام نبرة صوت والده الحازمه ادرك انه قد علم بموضوع التصاميم
-حسنا ابي انا قادم
اغلق هاتفه ونهض من الطاولة
-عن اذنكم يجب ان اذهب
عقدت اوديا حاجبيها قائلة
-الى اين هل حصل مكروه؟
-لا ساذهب للشركه
......................
وقف ليام امام مكتب والده وتردد كثيرا
هل ادخل الان واتعرض للتوبيخ؟ سأتعرض له عاجلا ام اجلا فانا استحق هذا اخذ نفسا عميق ودخل للمكتب
كان ريان يجلس على الكرسي الموضوع امام مكتبه فرفع راسه ما ان دخل ليام وقال بهدوء يناقض اعصار الغضب الذي تولد بداخله
-سيد ليام اهلا بك كنت اضنك ستهرب من مواجهتي لكن طالما قررت ان تواجهني فهذا يعني انك تدرك حجم المصيبة التي اوقعتني بها
-ابي انا....
قاطعه ريان وهو ينهض من مكانه ويصرخ بعصبية حتى كادت عروقه تنفجر
-شهر واحد تركت الشركه تحت مسؤليتك لشهر واحد وماذا فعلت؟ جعلتهم يسرقون التصاميم ..وستفلس الشركه
خفض ليام راسه والتزم بالصمت فوالده محق فيما قاله
-اين كنت عندما حصل كل هذا؟ اوو دعني احزر..هل في الكازينو تضاجع احدى عاهراتك مع صديقك سيء السمعه مارك
رفع ليام رأسه ونظر لوالده وقال بجدية
-كلا ابي لم يحصل أي من هذا
عاد ريان ليصرخ
-ااين كنت اذن؟؟ولما لم تخبرني وقتها؟
-لم اكن ارغب بأن افسد سعادتك
ضحك ريان بسخرية
-سعادتي؟لو انك اخبرتني وقتها كنت وجدت حلا لهذه المعضلة لكنك كنت وستضل شاب طائش عديم المسؤلية
-حسنا اعرف بأنني اخطأت ولكنني لن اسمح لك بان تهينني اكثر
قال ليام كلامه وخرج من مكتب والده
جلس ريان وهو يفكر في ماسيفعله لأنقاذ شركته..فقرر اخيرا ان يتصل بصديقه
البرت ستيورات اكبر رجل اعمال في البلد ويملك العديد من شركات التصاميم...ف اتصل به واخبره انه يرغب بعقد شراكه معه ودعاه ستيوارت لمنزله.....
خرجت ساندي من المنزل وهي ترتدي نضاراتها الشمسيه وذلك الفستان الابيض القصير الذي يضهر سمار بشرتها وعندما توجهت لسيارتها لاحظت سيارة غربية مركونه جانبا فسألت احد حراسها الشخصين
-لمن هذه
-انها لريان ستارلي
خلعت ساندي نضاراتها تقول بدهشة
-لااصدق ماذا يفعل هنا فهو لم يزورنا منذ وقت طويل..انتابها الفضول لتعرف ماجاء ستاارلي لأجله فعادت ودخلت للمنزل واقتربت من مكتب والدها وبدأت تتصنت الحديث
كان ستيوارت يجلس بكل تباهي وغرور كعادته ويضع قدما فوق الاخرى اما ريان كان يجلس امامه ويدعك يديه بتوتر
-البرت انا بحاجة لمساعدتك الان اكثر من أي وقت مضى احتاج لأن تمد لي يد العون
ابتسم البرت وقال
-لما فجأة اتخذت قرار الشراكه معي؟
تنهد ريان بضيق ثم اردف
-لقد اخبرتك ماحصل على الهاتف كما انني سمعت ان لديك الكثير من المصممين البارعين اذا تعاونا معا وتمكنت من انتاج مجموعة تصاميم جديدة فأنا سأنقذ شركتي من الأفلاس
-انا اوافق على هذه الشراكه لانها ستزيد نفوذي وشهرتي
ابتسم ريان بسعاده وهب لمعانقته
-اشكرك كثيرا ياصديقي
-على الرحب
خرج ريان وتوجه للخارج ف ابتعدت ساندي لكي لايراها وبعد ان تاكدت من ابتعاده دخلت لمكتب والدها وكتفت ذراعيها امام صدرها وقالت بخبث
-لقد سمعت كل شيء
-لما تنصتني علينا ياساندي
-ابي اريدك ان تطلب مقابل هذه الشراكه زواجي بليام
عقد البرت حاجبيه بغضب
-اجننتي ايعقل انك اصبحتي مهووسة بذلك الشاب لدرجة انك تريدين الزواج منه بهذه الطريقة
-اجل ياابي انا مجنونه به
-لن يحصل هذا
اقتربت منه ساندي وجلست بحضنه
-ابي اتوسل اليك افعل هذا من اجلي ارجوك
تنهد البرت بقله حيلة ثم حمل هاتفه واتصل بالحراس قائلا
-اوقفو ريان لاتدعوه يذهب واطلبو منه ان يعود لمكتبي
عانقت ساندي والدها بسعادة وابتعدت عنه لتخرج
عاد ريان ووقف امام البرت وهو يعقد حاجبيه مستغربا"
-لقد طلبتني يالبرت ماذا حصل هل تراجعت
قهقه البرت ثم قال
-اريد مقابل هذه الشراكه شيئا"
-وماهو
اجابه البرت ببساطه
-ان يتزوج ابنك ليام من ابنتي ساندي
صمت ريان للحظة ثم قال
-حسنا سأخذ رايي ليام بالموضوع واتصل بك
اومى له البرت وخرج ريان...
صعد بسيارته وقادها مبتعدا ثم اتصل بليام وقال له انه يريد رؤيته فورا واعطاه العنوان....
اوقف سيارته امام ذلك الكشك الصغير
وانتظر ليام طويلا وبعد نصف ساعة دخل ليام سيارةابيه وجلس بجانبه قائلا بانزعاج
-اذا طلبتني من اجل ان توبخني فأنا لن احتمل هذا
-كلا لدي شيء اقوله لك ..تنهد ريان ثم قال
سأعقد شراكه مع صاحبي البرت ستيورات
قال ليام ببرود
-هذا جيد اهنئك
-لكنه يريد مقابل هذه الشراكه زواجك بساندي
فتح ليام مقلتيه بصدمه ونظر لأبيه وقال بسرعة
-لاتقل لي بأنك وافقت
-قلت له بأني سأخذ رئيك اولا
-انت تعرف رئيي جيدا ابي انا لااريد الزواج هكذا بالاخص من تلك السافلة
صرخ ريان بغضب قائلا
-عليك ان تدفع ثمن اخطائك ياهذا فبسببك كادت ان تنزلق كل اعمالي نحو الهاوية
تنهد ليام ونظر امامه بشرود
-هل اعمالك اهم مني ياابي
-طبعا لا لكني اريدك ان تساعدني بأنقاذ الشركه
وذلك بالزواج من ساندي فاذا رفضت الزواج بها لن تكون هناك شراكه وبالتالي سنخسر كل شيء الشركه المنزل السيارات كل شيء ياليام
-سأفكر
قالها ليام وترجل من السيارة.......
جلست اوديا امام حاسوبها وهي تتصفحه
فنظرت لها ايما وقالت
-اراكِ تستلطفين ليام كثيرا"
رفعت عينيها وقالت
-اجل فهو مختلف عن باقي الرجال
-كيف
اغلقت اوديا حاسوبها وقالت
-لااعرف انه لطيف جدا ويدفعني للضحك بأستمرار
-لقد تغيرتي كثيرا اثناء غيابي
قالت اوديا بنبرةحادة
-وانتي تغيرتي ياايما واصبحتي عاشقة لذلك الوغد
تأففت ايما بضجر وقالت
-سأذهب للحديقة
بينما كانت تتجول على العشب سقطت قدمها في حفرة عميقة فصرخت بغضب
-اللعنه ماهذا الان
اقترب منها شاب بسرعة ومد يده
ليخرها وضعت يدها فوق يده وسحبها
-انا اسف بشدة انستي لكن ماكان عليك الاقتراب من هذه الحفرة لقد صنعتها لكي اضع بها البذور
عقدت حاجبيها وحدقت به بأستغراب
-من انت
خلع قبعته وقال
-انا اسف لأني لم اعرفك على نفسي انا هو ليوناردو البستاني الجديد لقد وظفني السيد ليام لأعتني بالحديقة
-وانا هي ايما تشرفت بمعرفتك استدارت لتذهب لكنها وجدت دراجة موضوعة جانبا
-هل هذه الدراجةلك؟
-اووه انستي انا اسف لأنني وضعتها هناك سأخذها لمكان اخر
-لالاعليك لقد تذكرت اشياء جميلة عندما رايتها..شردت قليلا وهي تتذكر كيف كانت تحاوط ذراعيها بخصر مارك وتسند رأسها على ضهره لكي لاتسقط اااه وكم كان عطره مثالي....لاحظ ليو شرودها فهزها قائلا"
-انستي انا اسف لكن هل انتي بخير
عقدت ايما حاجبيها ونظرت اليه
-اتعرف كم مرةذكرت كلمه اسف في حديثك
-انا اسف لكن هذه هي طبيعتي في الكلام
ضحكت ايما وقالت
-انت مضحك للغاية...تركته ودلفت للداخل
وبقي هو ينظر اليها وقد فتنته ضحكتها-

أنت تقرأ
ربيع القلوب
Romanceعندما تجف قلوبنا وتذبل كورقة شجر حل عليها الخريف،فهي تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها ليعيد اليها ربيعها