قال مارك وهو يوجه ناظريه نحو ماريا وهنري
-سنذهب لمنزل عمي الذي على الحدود انه في منطقةنائية لذا سيصعب على الشرطه ايجاده ..سأسبقكم الى هناك
اومئ له الاثنان وركبا السيارة اما مارك صعد فوق دراجته النارية وجعل ايما تجلس خلفه وضع حزام خلف ضهرها وربطه ببطنه حتى لاتحاول الهرب وقاد دراجته سريعا"
قال ليام وهو ينظر الى الطريق امامه
-هل بحوزتكِ صورة لها
اومئت له اووديا وارسلت اليه صورتها
-الى اين سنذهب
-الى جميع الكازينوهات والفنادق سنريهم الصورة لعل احدهم قد رأها
تنهدت اوديا بحزن ونظرت نحو النافذة
وبعد ساعات طويلة من القيادة والبحث والتي لم تؤدي لنتيجة اوقف ليام سيارته امام ذلك الكازينو الضخم وهو يتثاءب
-تبقت خمس فنادق وهذا الكازينو فقط ان لم نعثر عليها في هذه الاماكن سيكون علينا ان ننتظر ماستفعله الشرطه
لم يسمع الرد من اوديا فنظر اليها ليراها تسند رأسها على النافذة وهي تغط بنوم عميق ابتسم وبقي يحدق بها
-كم تبدين بريئة حينما تنامين من يراكِ في هذه الحالة لايصدق ابدا" انكِ تمتلكين شخصية متوحشة
اخذ حقيبة الضهر الخاصة به الموجودة في المقعد الخلفي واخرج كاميرته والتقط لها صورة اعادها في الحقيبة واسند رأسه على المقعد وغفى هو الاخر....
وصل مارك الى منزل عمه قبل صديقيه لانه كان يقود دراجته بسرعة فك الحزام ولاحظ ان ايما نائمه وتضع رأسها على كتفه صاح بها لتستفيق بسرعة وتنتفض من مكانها
-اين نحن؟
نزل مارك من دراجته ..نظر اليها وتنهد بحسرة
-اااه ياايما لو تعرفين في أي مصيبة اقحمتِ نفسكِ
انهمرت دموعها من جديد ..قالت بينما شفتيها كانت ترتجف
-كنت اريد ان اعيد لك الجاكيت وحسب
-اللعنه على ذلك الجاكيت لو انك احرقته او رميته ولا خطيتِ بأقدامكِ نحوي
ارجوك يامارك دعني اذهب اتوسل اليك
قال مارك بسخرية
-هه اترككِ بهذه السهولة لكي تشين بي؟
حركت رأسها نافية
-اقسم لك اني لن اشي بك سأنسى ماسمعته وسأعود لحياتي ارجوك مارك
قال مارك بحده
-انا لااثق بكِ اخر مااريده في حياتي البائسة هذه هو ان ادخل السجن
لقد عشت حياة سيئة جدا ياايما اسوء بكثير مما تتصورين لااريد ان اعيش ماتبقى من حياتي في السجن
لاحظت ايما ذلك الحزن العميق في عينيه
لكنها ازاحته من تفكيرها فورا
ف اخر ماسوف تفكر به هو الشفقة عليه ف بعد ماعرفت حقيقته القذرة كرهته بشده ولعنت ذلك اليوم الذي تعرفت به عليه وضنته شخص جيد
جلست على الارض وحضنت نفسها وهي تشهق بقوة
-انا اكرهك اكرهك انت شخص سيء جدا ماكان علي الوثوق بك ماكان علي ان اعجب بك
اعتصر قلبه الما" فكان كلامها اشبه بالسهام التي اصابته في منتصف قلبه
اخذ نفسا" عميقا" واستدار للجهة الاخرى
ف اذا بقي يراقبها سيشفق عليها وسيحررها حتما"
وصلا ماريا وهنري وما ان نزل هنري من السيارة ورأى ايما جالسةعلى الارض حتى اقترب منها وامسك بذراعها جعلها تقف
-لنقتلها وندفنها في مكان بعيد
صرخت ايما بفزع
-لااا ارجوكم دعوني اذهب
اقترب منه مارك ودفعه ليبتعد عنها
وقال بعصبية
-لن نقتلها اتريدنا ان نتورط بجريمتين في يوم واحد
قال هنري بحدة
-ستسبب لنا المتاعب اذا ابقيتها معنا
قالت ماريا وهي تشبك ذراعيها امام صدرها صدرها
-ماذا سنفعل الان
اتكئ هنري على سيارته قائلا"
-لدي صديق يقيم في السويد سيأتي الى هنا بعد شهر وهو سيتكفل بأمور تهريبنا الى هناك
صرخت ماريا بغضب
-شهر اتمازحني ماذا لو امسكت بنا الشرطه خلال هذا الشهر
قال مارك بجدية
-لن تفعل سنكون حذرين ولن نظهر انفسنا
بعدها نظر الى ايما وقال
-ستبقين معنا لمدةشهر عندما نهرب للسويد سأدعكِ ترحلين بسلام
لم تجبه ايما ولم تنظر اليه حتى، بقيت تحدق بالفراغ ودموعها تنهمر
دخلا للمنزل ففتح هنري الثلاجة ولم يجد فيها شيئا زفر بضجر قائلا
-يبدو اننا سنموت جوعا"
-هناك مستودع في الاسفل يحوي على الكثير من الموارد الغذائية اذهب واجلب البعض منهم الى هنا
اومئ له هنري وتوجه للمستودع
فتحت ماريا زجاحة الشمبانبا وقالت
-اين يقيم عمك هذا
-انه في كندا وقد ترك لي هذا المنزل لكني لم اتي الى هنا الا مرةواحدة
-ولم عساه ان يحتفظ بمواد غذائية في المستودع قالتها بينما كانت تحتسي الشراب
-كان لديه متجر لكنه قام باغلاقه واحتفظ بجميع الموارد هنا
اقترب هنري منهم وكان يحمل بيده صندوق
-هذا الطعام سيكفينا لمدة شهر واخيرا حالفنا الحظ هذه المرة
نهض مارك واخذ علبه التونه اقترب من ايما التي كانت تجلس بصمت ومدها لها
-لابد انكِ جائعة خذي
ادارت ايما وجهها للناحية الاخرى قائلة
-افضل أن اموت وانا اتضور جوعا" على ان ابقى معك في نفس المنزل
ضحك هنري قائلا بسخرية
-يبدو ان معجبتك الصغيرة باتت تكرهك
امسك مارك قنينة الماء البلاستيكه ورماها عليه قائلا بغضب
-اصمت
قالت ماريا بتساؤل
-كم غرفة يوجد في هذا المنزل
اجابها مارك بعد ان جلس على الكنبه
-غرفتين فقط
-سنبقى انا وهذه الشقراءالمثيرة في غرفة وانت وماري في الغرفة الاخرى قالها هنري وهو يغمز له
نظر له مارك بغضب
-الفتاتان ستبقى في غرفة ونحن في غرفة ياهنري
-حسنا" حسنا" كما تشاء.....
تثاءبت ماريا وقالت بصوت ناعس
-سأخلد للنوم لقد تعبت كثيرا"
تثاءب هنري ايضا وقال بغضب
-تثاءبك انتقل الي ياحمقاء سأذهب لانام انا ايضا"
توجه الاثنين لغرفهم وبقي مارك وايما وحدهم يجلسون مقابل بعضهم بصمت
فقالت ايما بعد صمت طويل وهي تنظر له
-مارك
نظر لها هو الاخر وقال في داخله
-الهي كم يبدو اسمي جميلا حين تنطقيه
استطرد قائلا
-مالامر
-انا اعدك اني طوال مدة بقائي هنا لن احاول الهرب ولن اسبب لك المتاعب لكن بشرط
عقد مارك حاجبيه قائلا بأستغراب
-وماهو شرطكِ
تنهدت ايما بضيق وقالت
-يجب ان اتصل بأختي
نهض مارك من مكانه وقال بعصبية
-هل تسخرين مني اتريدين الاتصال بها لكي تعرف موقعنا
عادت ايما تقول بتوسل
-كلا افهم ارجوك لن افعل هذا فقط سأخبرها اني بخير واني سأعود قريبا لايمكنني ان اتركها في دوامه قلق وتفكير لمدةشهر ارجوك مارك لاتكن قاس" لهذه الدرجة
تنهد مارك بقلة حيلة وقال
-حسنا"
فتحت اوديا عينيها بسبب اشعةالشمس المسلطةعليها اعتدلت في جلستها ونظرت لليام الذي كان يبدو نائما" حدقت به قليلا بعدها ابعدت عينيها وهي تقول بصوت مسموع
-لما اريد ان احدق به اكثر؟
-لأني وسيم للغاية
عضت شفتها السفلى وقد شعرت بالاحراج فقالت بسرعة محاولة تغير الموضوع
-كم الساعة الان يبدو اننا نمنا كثيرا
ابتسم ليام ونظر لساعته وقال
-انها ال1ضهرا"
-سأدخل انا لهذا الكازينو واسألهم
فتحت باب السيارة لتخرج لكنه امسك بذراعها
-لن يجدي نفعا" لننتظر الشرطه ارجوكِ
عادت لتغلق الباب ونظرت له بحزن
-ونحن ماذا سنفعل كل هذا الوقت؟هل سنجلس مكتوفي الايدي؟
-سأخذكِ للمنزل لترتاحي قليلا وبعدها سنفكر
-حسنا"
اهتز هاتف اوديا لتمسكه بسرعة فقال ليام بقلق
-هل هي ايما
-لااعرف لم يسبق وان رئيت هذا الرقم
-اجيبي لابد انها هي
فتحت اوديا الاتصال قالت بخوف
-ايما اهذه انت؟
تكلمت ايما بصوت مخنوق
-اختي كيف حالكِ
اتسعت ابتسامه اوديا فورا وقالت بسرعة
-اين انتي مالذي حصل لكِ
-صديقتي جويس هل تذكريها
-اجل مابها
-انها مصابةبالسرطان وقد جاء عمها الي ليلةامس وقال بأنها تحتاجني تنهدت ايما بحسرة وحاولت كتم دموعها قدر الامكان واكملت
لم يكن لدي الوقت لاقول لك او اودعك اضطررت على الرحيل فورا" انا اسفة يااوديا
لم تصدق اوديا كلامها فقالت بحدة
-ايما انتي لاتكذبين علي اليس كذلك؟
- لم عساي ان اكذب انا اقول الحقيقة صدقيني
تنهدت اوديا بارتياح قائلة
-كم ستبقين عندها؟
-الا ان تتعالج اي حوالي شهر
شهقت اوديا قائلة
-شهر كامل؟
-اعرف انه كثير لكنها صديقتي الوحيدة لايمكنني تركها هكذا ارجوك يااوديا لاتقلقي علي انا بخير واعتني بنفسك جيدا قد لااستطيع محادثتك لاحقا لأنني مشغولة بجويس لكني اعدك اني ساعود خلال هذا الشهر
-حسنا اعتني بنفسك واذا احتجت شيء اتصلي بي فورا
-حسنا وداعا اختي اعلمي انني احبك كثيرا
-وانا احبك
انهت اوديا الاتصال وكانت تبتسم
نظر لها ليام وقد لاحظ الاشراق والبريق الموجود في عينيها
-لقد قلقتي عبثا"
ضربت جبينها بالهاتف بخفة
-انها افكاري السوداوية دائما ماتسيطر علي
ضحك ليام بخفة قائلا
-لنعود للمنزل
اومئت له اوديا وقاد نحو المنزل....
اخذ مارك الهاتف وكسر الشريحة ورماه في القمامه اما ايما كانت تجلس وصوت شهقاتها يتعالى شيئا فشيئا"
اقترب منها مارك واعطاها منديل
اخذته ومسحت دموعها
-انا اسف لما يحصل معكِ لكني كنت مضطر لهذا
نظرت اليه بعيونها التي كانت محمرة من فرط البكاء وقالت بحدة
-كان يمكنك ان تتركني
-لااستطيع وضع ابهامه على خدها ومسح دموعها
-سيأتي يوم وستتفهمينني وستعطيني الحق في كل مافعلته
ابعدت يده بقوة وقالت
-لااضن هذا بعدها نهضت من مكانها وتوجهت للغرفة.....

أنت تقرأ
ربيع القلوب
Romanceعندما تجف قلوبنا وتذبل كورقة شجر حل عليها الخريف،فهي تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها ليعيد اليها ربيعها