ربيع القلوب

(١١)

في المساء اجتمعت العائلة حول طاولة الطعام وهم يتناولون طعام العشاء وكانت ليزا تقدم لهم النبيذ وترمق ليام بالنظرات بينما هو لم يعرها أي اهتمام
وضع ريان الشوكة والملعقة جانبا وقال بحدة
-اسمعوني جيدا من الان وصاعدا نحن سنعيش هنا جميعنا كعائلةواحدة ومن لم يرغب بهذا فيمكنه الانتقال للعيش وحده
قالت اوديا بهدوء
-انا لن اترك والدتي ابدا سأبقى حيث تبقى هي
امسكت لوسي بيدها وهي تبتسم
فقال ليام وهو يقلد نبرة اوديا
-وانا لن اترك والدي ابدا" فقد تتحولين لأي لحظة الى وحش وتنقضين عليه لذا سأبقى معه لحمايته
رمقته اوديا بحقد بينما ضحك الجميع
فقالت لوسي بين ضحكاتها
-كم انت محظوظ ياريان لان لديك ابن يمتلك حس دعابة
فقال ريان ممازحا"
- وسيء الحظ  ايضا" لاتنسي انه يثرثر كثيرا
وضعت اوديا يدها على فمها تحاول كتم ضحكتها
ف لاحظ ليام وغضب من سخريتها فقال
-ان اكون ثرثارا" افضل من اكون منطويا" عديم الشخصية
عرفت اوديا بأنه يرمي الكلام لها فنهضت من مكانها بغضب ودفعت الصحن
-كيف تجرء وتنعتني بعديمه الشخصية ياهذا
قال ريان بسرعة محاولا حل هذا النزاع
-ليام اعتذر من شقيقتك فورا
-لكن ياابي هي من....
لم يكمل كلامه لان والده قاطعه
-فورا ياليام
تنهد ليام بقلة حيلة وقال
-اسف
ابتسمت اوديا بخبث قائلة
-ماذا لم اسمع
ضرب ليام قبضته على الطاوله بغضب
فقالت لوسي
-هذا يكفي اوديا اجلسي في مكانك
جلست اوديا واكملت طعامها فقال ريان
-نحن سنسافر غدا" لااريدكم ان تتشاجرو كالاطفال تصرفو بنضج وعقلانية هل فهمتم
قالت ايما بحده
-لاتقلق انا موجودة وسأمنعهم من افتعال المشاكل
ربت ريان على رأسها قائلا بسعادة
-كم انتي محظوظه يالوسي لأن لديكِ ابنه متفهمة وواعية
قلبت اوديا عينيها بضجر واكملت طعامها بصمت
استيقضو في الصباح وودعو والديهم وتوجهت ايما لعملها ...
اما اوديا فجلست على الكنبة في غرفة المعيشة وهي تقلب بهاتفها وليام كان يجلس في الكنبةالمقابلة لها يعبث بهاتفه ايضا" ....وبعد دقائق رفع ليام ناظريه عن الهاتف وهو يقول بتساؤل
-اوديا من ذالك الشاب الثلاثيني الذي كنتي تتحدثين معه على انفراد ليلة خطوبة والدينا
لم ترفع اوديا رأسها عن الهاتف واجابت بكل برود
-وماشأنك
شعر ليام بالاحراج لأنه تدخل في امر لايخصه فقال محاولا اصلاح الامر
-مجرد فضول كما اني اشفقت عليه اتعلمين قلت بأنكِ ستهجمين عليه في أي لحظة وتقتليه ياله من شاب مسكين
نظرت له اوديا بغضب قائلة
-انه مجرد صديق
ابتسم ليام وقال بسعادة لم يستطع اخفاءها
-حقااا"؟؟؟؟
ابتسمت اوديا بسخرية
-اجل حقا"
وعادت بنظرها للهاتف
شعر ان قلبه ينبض بسعادة
لانه لايوجد احدا في حياة اوديا لكن هذا لايعني انه سيتقرب منها لانها صعبةالمراس كما ان والده سيغضب حتما وسيدخل في مشاكل هو في غنى عنها لكن كيف سيمنع قلبه من ان يحبها وهي قريبة منه طوال  الوقت؟؟؟
وضعت ايما جاكيت مارك جانبا
وباشرت عملها هي تأمل ان يأتي للمتجر لتعطيه الجاكيت وتتخلص منه فهي تشعر وكأنه عبئ ثقيل يقف على كاهلها ويجب ان تعطيه له بأسرع وقت فهي لاتريد ان تحتفظ بشي يذكرها به
امست الساعة ال10مساء" ولم يأتي اليوم ايضا" لو كان يريد الجاكيت كان جاء اليها بقدميه لكن يبدو انه لايريده او لايريد رؤيتها او قد نساه ...طردت ايما كل هذه الافكار من رأسها واغلقت المتجر وهي تضع الجاكيت على ذراعها وتلتفت يمينا وشمالا علها تجد سيارةاجرة تقلها للمنزل لكن للاسف لايوجد قررت ان تمشي قليلا وبعد ان قطعت مسافة قصيرة لمحت شخص يشبه مارك كان يمشي بسرعة ويرتدي الاسود صاحت بأسمه لكنه لم يتوقف مشت خلفه وتأكدت من انه مارك لكنه لم يلاحظ وجودها خلفه لأنه كان شارد الذهن دخل لذلك الزقاق وتوقف امام شخصين  وتحدث بهمس
اما ايما فوقفت جانبا" دون ان يلاحظها احد وهي تختلس السمع قد قتلها الفضول لتعرف مايجري
-هل وصلت الشحنه؟
قال هنري بقلق
-وصلت وقد اخذ صاحبنا البضاعة وهو في طريقه الينا
قال مارك من بين انفاسه المتقاطعه لانه كان يجري بسرعة
-اسمعوني جيدا هذا اخر عمل لي في هذا الجانب القذر سنتقاسم الربح وكل منا في طريقه
اومئ له الاثنان بصمت
وبعد دقيقة واحدة اهتز هاتف هنري اجاب بسرعة وفتح مكبر الصوت
-ماذا حصل يامعتوه لم تأخرت
اجابه الاخر بصوت مرتجف
-الشرطه تلاحقني لقد عرفو ان بحوزتي مخدرات عليكم ان تهربو بسرعة....
وقطع الصوت
رمى هنري هاتفه بعصبية
-اللعنه على هذا المغفل ماكان يجدر بي الاعتماد عليه ابدا
وضع مارك كلتا يديه على شعره وهو يسحبه للخلف
-انتهى امرنا سنزج جميعنا بالسجن ذلك الاخرق سيشي بجميعنا
اقتربت منه ماريا وامسكت بوجهه بكلتا يديها
-لااحد سيمسك بنا اهدأ يجب ان نفكر
ابعد يديها قائلا بغضب
-كيف سيحصلل هذا كيف
وضعت ايما يدها على فمها لاتصدق ماسمعته للتو هل ماارك يبيع المخدرات؟؟؟؟
ارادت ان تهرب لكنها دهست على زجاجه مكسورة واصدرت صوتا جعلت الجميع يلتفت لذلك الصوت
-هناك احد ما هنا
قالها هنري وقدركض ناحيه الصوت ليجد  ايما تركض لكنه لحق بها بسرعة وامسكها
اقترب منه مارك وماريا وصدم مارك مما رأه وقال بتعجب
-ايما؟؟؟
قال هنري وهو يضغط على اسنانه بغضب
-لقد سمعَت كل شيء لهذا السبب كانت تحاول الهرب
انهمرت دموع ايما وقالت بصوت مرتجف
-دعوني اذهب اتوسل اليكم لن اخبر احدا
ضغط هنري على ذراعها بقسوة
-اصمتي ياهذا لن نثق بكِ
امسك مارك بذراعها وسحبها اليه
-انا سأتولى امرها سنأخذها معنا
قالت ماريا بتساؤل
-الى اين سنذهب
نظر لها مارك قائلا
-سنهرب بعيدا" عن هنا......
نظرت اوديا للساعة وكانت ال11 مساء"
لماذا لم تعد ايما بعد؟ قالت اوديا بداخلها ونهضت تقف امام الباب تنتظر ايما
كان ليام متجها" لغرفته لكنه رأى الباب مفتوحا واوديا تقف اقترب منها وهو يقول
-هل تنتظرين ايما؟
اجابته وكان القلق والخوف واضح في ملامحها
-ينتهي عملها في ال10 ونادرا ماتتأخر لل11 واذ ماتأخرت تقول لي هذا لكنها لم تتصل بي ولم ترسل حتى مسج
صمت ليام وهو لايعرف ماذا يقول لها
ف اتصلت اوديا بها وكان هاتفها مغلقا
نطق ليام محاولا تهدئتها وطرد تلك الافكار السلبيةعنها
-لابد ان شحنها قد نفذ او ضاع هاتفها فكري بكل الاحتمالات لكن لاتفكري بأن سوء قد حصل لها
تنهدت اوديا بضيق
-ليتني استطيع حصر افكاري والتحكم بها لكن للأسف لايمكنني، والافكار السلبية قد بدأت تتسابق للضهور في عقلي يجب ان اذهب للمتجر
اخرج ليام مفاتيح سيارته من جيبه
-سنذهب معا"
اومئت له اوديا وصعدا في السيارة....
وصلا للمتجر وكان مغلقا"
نزلت اوديا من السيارة وكانت تضرب على باب المتجر بقوةوهي تصرخ
-ايمااااا ايمااا هذه انااا هل علقتي في الداخل
اقترب منها ليام قائلا
-انه مغلق اين عساها تكون؟
وضعت اوديا يدها على جبينها وهي تجول  في دائرة صغيرة لاتعرف ماذا تفعل
امسك ليام بكتفيها محاولا تهدئتها
-اهدئي سنعثر عليها
انتفضت بسرعة وصاحت به بعصبية
-اهدأ؟ كيف تطلب مني ان اهدأ واختي مفقودة ياليام ولااعرف اين هي
سأفقد صوووابي
قال ليام وهو يتجه للسيارة
-اركبي سنذهب لمركز الشرطه
كانا يجلسان امام الشرطي واوديا تهز قدمها بسرعة وتنظر للارض فقال ليام
-حضرةالشرطي شقيقتي تأتي للمنزل كل يوم في الساعة ال10 لكنها هذه اليلة تأخرت كثيرا ونعتقد انه اصابها مكروه ما لذا نرجو منك ان تخرج فريق للبحث عنها
تكلم الشرطي في المقابل بهدوء
-لما كل هذا القلق لابد انها خرجت مع صديقتها او حبيبها ولم ترغب بأخباركم
نظرت له اوديا بحقد وهجمت عليه وقد قبضت على ياقته بكلتا يديها وهي تقول بغضب
-هل كنت لأتي الى هنا لو كان لديها حبيب او صديقة ياحضرة المغفل ستعثر على شقيقتي فورا لاتجعلني افرغ غضبي فيك
امسك ليام بخصرها وابعدها وهو يقول لها
-لاتفعلي هذا ستقحمين نفسكِ في المتاعب
رتب الشرطي ياقته وقال بجدية
-القانون يقول بأنه لايمكننا البحث عن شخص مالم يمضي على اختفاءه 24ساعة لذا عليكم ان تنتظرو
ارادت اوديا الهجوم عليه مرة اخرى لكن ليام اوقفها وقال بحدة
-سنتتظر يااوديا
نظرت له وكانت نظرتها مليئه بالحزن
-اشعر بأن مكروه اصابها ياليام كيف سأنتظر 24ساعة؟
لم يسبق وان رأى ليام هذا الانكسار والحزن في عينيها ارتجف قلبه ما ان نظرت اليه هكذا وكأنه يشعر بحزنها
اقترب منها وهمس
-ان لم تبحث الشرطه عنها فنحن من سنبحث ابتسمت له اوديا وصعدا في السيارة....