كانت اوديا تقف امام النافذة تنتظر قدوم اختها وتدعي ان تكون بخير
رأت اوديا سيارة ليام تقف امام المنزل
فنزلت السلالم بسرعة وخرجت
ترجلت ايما من السيارة وما ان رأت اختها حتى ركضت باتجاهها وعانقتها بقوة وهي تبكي
-انا اسفة لقد كنتي محقة انهم وحوش جميهم وحوش
مسحت اوديا على شعرها بهدوء قائلة
-لاعليكِ سيكون كل شيء على مايرام لايمكن لأحد ان يؤذيك طالما انا على قيد الحياة
اقترب منهما ليام قائلا بقلق
-ماذا حصل لها هل هي بخير؟
نطقت اوديا بعصبية قائلة
-ستكون بخير عندما يبتعد عنها صديقك المغفل
-لاتقلقي طلبت منه ان يبقى بعيدا عنها
-جيد
قالت اوديا ببرود ودلفت للداخل
اما ليام حرك سيارته واتجه لمنزله.....
نظرت ايما لاوديا بعيون تملؤها الدموع والحزن
-سأذهب لأغير ملابسي
قبلتها اوديا على رأسها وقالت
-يمكنك النوم معي هذه الليلة
-كلا سأكون بخير لاتقلقي
اومئت اوديا بتفهم وذهبت لغرفتها
اما ايما دخلت للحمام وقفت امام المرآة وهي تراقب مضهرها الذي اصبح مخيفا
اصبحت تشبه اولئك الاشخاص الذين رأتهم في الحفل لقد كانت على وشك الدخول الى عالمه دون ان تدرك هذا
امسكت بالمنديل وبدأت تمسح وجهها بقوة
اصبحت اشبهه لااصدق نفسي......
عاد مارك الى الحفل وصرخ بقوة
-من الذي قذف ايما في بركةالسباحة؟
ضحك الجميع فعاد ليصرخ بعصبية وعروق جبينه كادت ان تنفجر
-اجيبووووو ياهذا
فتكلم احد الاشخاص كان يحمل بيده زجاجة نبيذ وهو يترنح في مشيته
-هي سقطت بنفسها لقد عانقتها وحسب
اقترب منه مارك قبض يده ولكمه بقوة مما جعله يسقط في الحوض
اقتربت منه ماريا وهي تمسك بذراعه قائلة بخوف
-لنذهب ياماركوس ارجوك لاتفتعل شجارا"
اومئ لها وخرج من المكان.....
------------------------------------
كان مارك يجلس على الكنبه وهو يراقب تلك العلبة الكبيرةالموضوعةامامه والتي كانت هدية من ايما اقترب منها وفتحها ليجد العديد من الواح الشوكولا التي كان يبحث عنها طوال اليوم التقط واحدا وبدأ ياكله بسعادة لكنه سرعان ماتذكر كلام ايما قبل قليل لتتحول سعادته لحزن رمى الشوكولا في الصندوق واتكئ على الكنبه ورفع رأسه للأعلى يحدق بالسقف
هو اعجب باايما كثيرا لكنه لايستطيع ان يدخلها الى جحيمه كما فعلت هانا به لذا هو فقط سيبعدها عن تفكيره وسينسى امرها......
في الصباح الباكر سمع مارك صوت طرقات الباب نهض بتكاسل فتح الباب وهو يتثاءب
-اغلق فمك قبل ان تدخل فيه حشرة
قال ليام كلماته بسخرية ودلف للداخل
جلس على الاريكه ووضع صندوق صغير امامه
قال مارك بتساؤل
-ماهذا؟
-هديه عيد ميلادك
خفض ليام رأسه وقال بخجل
-اعتذر لأني نسيته ف بعد ماحصل مع جوناثان نسيت حتى نفسي
جلس مارك بقربه وربت على قدمه
-لاعليك انا لست غاضب
نظر له ليام وارتسمت على شفتيه ابتسامه عريضة
-الن تفتح الهدية؟
اخذ مارك العلبةالصغيرة وفتحها
كانت مفتاح لشيء ما
تساءل مارك بفضول
-مفتاح ؟؟؟
تعال معي
امسك ليام بذراع صديقةواخذه للخارج ليندهش مارك مما رأه
-هل اشتريت لي دراجة نارية ياهذا
كانت تناسب ذوق مارك تماما" فكان لونها اسود يتخلله بعض الخطوط الحمراء
كانت فقط مثالية بعين مارك
عانق مارك ليام بسعادة وهو يقول
-شكرا لك
................................
مضت عدة ايام خلالها تم عقد زواج ريان ولوسي في الكنيسةبحضور الجميع وكانو سعداء جدا ماعدا اوديا التي لم تتقبل بعد فكرة دخول رجل الى حياتهم
عقدت مراسيم الزواج على اتم وجه
واشترى ريان منزل كبير يسع العائلة
وكان يوم انتقالهم اليه......
دخلت اوديا الى المنزل وهي تتفحصه بعينيها
دخلت ايما خلفها وقد اسقطت حقيبتها ارضا وهي تفتح فهما بأنبهار
-ياللهول انه يشبه احد القصور الملكية من الداخل لااصدق اننا سنعيش هنا
دخل ريان خلفهم يقول بسعادة
-لايزال هناك طابق علوي يجب ان تروه
ابتسمت ايما بحماس وركضت على السلالم وهي تتجةللطابق العلوي وتبعتها اوديا وهي تزفر بملل
اقتربت لوسي من ريان واسندت رأسها على كتفه
-شكرا لك
-على ماذا
-لأنك منحتني السعادة التي كنت انتظرها
نظر الى عينيها مطولا ثم قال
-وانا اشكرك لأنكِ جعلتي ايامي كلها ربيعا"
اقترب منها وكان على وشك ان يقبلها لكنه
تراجع بعد ان سمع صوت صراخ ليام
-يااالسعااادتي لااصدق ياابي هذا المكان جميل بحق
اقترب ليام منهما والابتسامه تكاد ان تشق وجهه فنظر له ريان بغضب
-ماذا لما تنظر هكذا ام انكم كنتم على وشك ان تتبادلا القبل وافسدت هذا؟
زفر ريان بنفاذ صبر وكتمت لوسي ضحكتها
وضع ليام يده على كتف والده
-لكني قلت لك ياابي اني سأفسد لحضاتك الرومانسية انتظر فقط انها مجرد البداية
-لاتتأمل عبثا" سنسافر غدا ونتخلص منك
.....دخلت اوديا الى تلك الغرفة الكبيرة وقد انبهرت بها كثيرا فكانت نافذتها تطل على المسبح وقررت اوديا ان هذه الغرفة ستكون لها وضعت حقيبتها ونزلت للاسفل
-ليام اذهب واختر غرفة لك
اومئ له ليام وقال بسعادة
-حسنا" ياابي
تجول ليام في كل ارجاء المنزل ولم تعجبه اي غرفة ماعدا غرفة واحدة.....
جلسو جميعا على الاريكه وهم يرتشفون كوب القهوة ف اقترب منهم ليام قائلا بحماس
-لقد اخترت الغرفة التي سأمكث فيها
فاجابته ايما بفضول
-أي واحدة؟
-تلك التي تطل نافذتها على المسبح
فتحت اوديا عينيها ونظرت له بغضب
-تلك الغرفة لي
-ماذا قلتي؟
وضعت كوبها جانبا" واقتربت منه
-انا حجزتها اولا ياغبي
ضحك ليام بسخرية
-لايهم لقد اصبحت لي
صرخت اوديا بغضب
-انها لي حتى اني وضعت حقيبتي
-اووه هل تلك الحقيبةالتي رميتها خارجا كانت لكِ
احمر وجه اوديا غضبا"
فقال ريان محاولا تهدئتهما
-اهداؤ ياشباب سنجد حلا"
توجهت اوديا لتصعد السلم فركض ليام وكانا يتسابقان الا ان وصلا للغرفة
اخذت اوديا حقيبتها ودخلت للغرفة
جلست اسفل النافذة وشبكت ذراعيها على صدرها قائلة
-لن ابرح مكاني الا على جثتي
جلس ليام امامها واتكئ على الجدار
-ولا انا
صعد ريان ولوسي الى الغرفى فضحكا عليهما عندما وجدوهما بذلك المنظر
فقال ريان بحدة
-هناك الكثير من الغرف في هذا المنزل لاتتصرفو كالاطفال
صرخت اوديا بغضب
-انا اخترت هذه الغرفة اولا فليجد له غرفة اخرى
تكلم ليام بغضب مماثل
-لايهمني من اختارها اولا انا اريدها وانتهى
وضع ريان يده على جبينه بنفاذ صبر
ف امسكت لوسي بذراعه قائلا
-اتركهما سيستسلم احدهما في النهاية
اومئ لها ونزلا للاسفل ليراقبو العمال وهم يرتبون الاغراض
وبعد ساعة كامله وقف احد العمال امام الغرفة وهو يقول
-سيدي ماذا سأضع في هذه الغرفة؟
تنهد ريان بضيق
-ايمكنك وضع السريرين معا"؟
-كلا ياسيدي لن تتسع
دخل ريان للغرفة قائلا
-الم تستسلما بعد لم يجيباه
فاستطرد قائلا
-حسنا اذن ستنامون على الارض لانه لايمكننا ادخال سريرين الى هنا ولاخزانتين ايضا" قررو من سيمكث هنا وبعدها نادوني
حدق ليام باوديا قائلا
-الم ينكسر عنادكِ بعد؟
قالت اوديا بسخرية
-اذا كنت تنتظرني بأن استسلم فسيكون عليك ان تنتظر للابد
-جيد وانا لن استسلم ايضا"
ولا مانع لدي ان نمت على الارض
نهض من مكانه وجلب الغطاء والوسادة فرشهم على الارض واستلقى
وفعلت هي الاخرى
كانت بينهما مسافة كبيرة لكنهما كانا امام بعضهما وكلاهما يحدق بالاخر
كانت اوديا تنظر له بغضب اما ليام كانت نظراته تحمل معنى اخر
استدارت اوديا للجهة الاخرى وحاولت النوم لكنها لم تستطع فهي اعتادت طيلةحياتها ان تنام على السرير يبدو انها ستصارع النوم هذه اليلة اما ليام فقد غفى فورا"......
استيقضت اوديا في الصباح نظرت الى ليام وكانت تأمل ان تجده قد استسلم وغادر الغرفة لكنها وجدته نائما بعمق زفرت بضجر وتوجهت للاسفل
كان الجميع يجلس على الطاولة يتناولون فطورهم حييتهم وجلست في مكانها نزل بعدها ليام بعدة دقائق وكان يضع يده على ضهره وجلس هو الاخر فقال ريان متسائلا"
-اذن هل توصلتم الى حل؟
اجاب الاثنين بصوت واحد
-لاااا
نهضت ايما من مكانها وقالت
-انا لدي حل
نظر لها الجميع مترقبا ماستقوله
-سنقيم مسابقة جري من يصل الى المتجر الذي بقرب منزلنا اولا ستصبح الغرفة له
ضرب ليام يده على الطاولة قائلا بغرور
-موافق
تنهدت اوديا بملل
-حسنا
فقالت ايما بحماس
-هيا بنا اذن فلتستعد
قال ريان بحماس هو الاخر
سأسبقكم للمتجر وارى من يفوز اولا"
نظر ليام واوديا لبعضهما بتحدي وكانت ايما تقف جانبا وتعد وعندما وصلت لرقم 3 انطلق الاثنان بسرعة فائقة
واصبحت الغرفة من نصيب ليام لأنه قد وصل للمتجر اولا تاركا اوديا تلهث خلفه
عانق ريان ابنه قائلا"
-مبروك خذ الجائزة مد ليام يده فاعطاه والده مفتاح الغرفة مشى ليام بتباهي امام اوديا التي كانت تنظر له بحقد وحرك المفاتيح امام وجهها قائلا بسخرية
-لاتبكي ارجوكِ ف انا لااحتمل دموع الحسناوات
لم تكترث لكلامه واستدارت متجهةللمنزل اراد ليام الالحاق بها لكن صوت والده اوقفه
-ليام يجيب ان نذهب للمطار لتوديع اوليفيا
-ماذا هل ستعود لالمانيا بهذه السرعة؟
قال ريان بحزن
-نعم مع الاسف
-حسنا هيا بنا
كانت اوليفيا تجلس على احد مقاعد الانتظار وما ان لمحت اخيها وابيها قادمان نحوها حتى هبت لمعانقتهما
-سأشتاق لكم كثيرا
تنهد ليام بحزن قائلا
-الا يمكن ان تبقي قليلا بعد
-لااستطيع زوجي مريض للغاية
وضع ريان يده على ذراعها يمسحها بعطف قائلا
-اتصلي بي بين الحين والاخر
-سأفعل ياابي
قال ليام متسائلا"
-اين ساندي الن تعود معكِ
-لا قالت انها ستبقى هنا مع ابيها
قال ليام في داخله
-يبدو ان هذه الفتاة ستصبح بلاء" على رأسي....
ودعتهم اوليفيا بعد ان سمعت ان رحلتها هي القادمه ....وعاد الاثنين للمنزل
في المساء...
وقفت ايما في الحديقة تنظر للفراغ وهي ترتشف من كوب قهوتها ف اقترب منها ليام ووقف بجانبها قائلا
-لم تستنح لنا الفرصة لنتحدث كثيرا
نظرت له ايما وابتسمت بهدوء
-عما تريدنا ان نتحدث؟
اردف ليام
-في الواقع عن اوديا
عقدت ايما حاجبيها بتساؤل
-مابها اوديا
-لماذا تتصرف هكذا؟ بعنف وقسوة وغضب
تنهدت ايما وهي ترتشف من كوبها
وقالت بعدها
-لقد عايشنا امور سيئة في الماضي والتي اثرت على شخصيتها كثيرا انا لااذكر كل شي لاني كنت صغيرة اما اوديا فهي تتذكر التفاصيل بأدقها
ابتسم ليام قائلا"
-اتعلمين انتما لاتتشابهان ابدا من لايعرفكما يقول انه من المستحيل ان تكونوا اخوات
سئلت ايما بفضول
-كيف
-انتي هادئة ولطيفة كالربيع اما هي كالشتاء متقلبة احيانا عاصفة واحيانا ممطرة لااستطيع فهم تقلباتها ابدا لكنها سيئة بجميع تقلباتها
-لاتقل هذا عنها انت لاتعرفها بعد لاتحكم على خارجها ففي داخلها شخص اخر شخص رقيق وعاطفي جدا
ابتسم ليام بسخرية
-اوديا عاطفية؟؟؟
اومئت له ايما
-لن اصدق حتى وان رأيت بأم عيناي
-سأعطيك معلومه ياليام ستنفعك لاحقا
عندما تقابل شخص ذو مضهر قاسي وصلب فتأكد انه خلف هذه القساوة يحمل عاطفية ورقة لاتسع هذا الكون بأكمله
صمت ليام للحظة وهو يفكر بكلامها
ربتت على كتفه قائلة
-طابت ليلتك
ابتسم لها وعاد يفكر بما قالته.....
أنت تقرأ
ربيع القلوب
Любовные романыعندما تجف قلوبنا وتذبل كورقة شجر حل عليها الخريف،فهي تحتاج لمن يرعاها ويهتم بها ليعيد اليها ربيعها