ربيع القلوب

(١٧)

نزلت من دراجتها ونظرت اليه كان يقف امام قبر والدته ودموعه تنهمر بصمت اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه قائلة بقلق
-ليام هل انت بخير؟
استدار نحوهها وقال بعصبية
-لا لست بخير ...هل تضنين انكِ الوحيدة التي عايشتي ماض سيء هل تضنين انك الوحيدة التي تتألم يااودياااا
علت ملامحها الدهشة ما ان رأته بهذا الحال.. الشخص الذي يقف امامها ليس ليام الذي اعتادت ان تراه كل يوم انه شخص مختلف كليا"...ليس ذلك الشخص المرح المجنون والذي ينبض قلبه سعادة وحياة بل شخص هزيل ..عيونه باتت منطفئة ..ذابلة...تحكي عن وجع دفين...
جثى على ركبتيه وشهق بقوة
جلست امامه   وبقيت تحدق فيه بصمت لاتعرف ماتقوله فقال من بين شهقاته المتتالية
كنا   عائلة سعيدة....اخذ نفسا ثم زفره واكمل...رغم انفصال والداي الا اننا كنا سعيدين للغاية ..انا واوليفيا وجوناثان كنا نحب والدتي كثيرا ولاسيما جون كان متعلق بها بشدة...كنت مراهقا" طائشا" متمردا" تورطت ذات يوم مع اشخاص سيئون وتشاجرت معهم وذات يوم هجمو على منزلنا ووجهو امامي سلاح واطلقو الرصاصة لكن....عادت دموعه لتنهمر ..لكنه تحدى دموعه واكمل بصعوبة
-لكن والدتي وقفت امامي ووو
وضعت اوديا يدها على فمه
-لاتكمل ارجوك اذا كان ماستقوله يؤذيك ف ارجوك لاتكمل
ابعد يدها وقال
-اتعلمين ان جون لم يسامحني الا الان ويلومني لأنني كنت السبب في موتها
اخبريني يااوديا كيف اسامح نفسي ان لن يسامحني اخي؟
لم تستطع كبت دموعها اكثر فأطلقت العنان لتلك الدموع المتمردة لتنهمر بغزارة
عانقته بقوة وقالت
-لاتقل هذا انت لست السبب في موتها ....لقد كان مقدر لها ان تموت ذلك اليوم وقدُر لك ان تعيش
ابعدها وهو يصرخ بغضب
-لو اانها تركتني اموووت لما بقيت اعاني من تئنيب الضمير طوال حياتي
انا اكرهها يااوديا بسببها خسرت اخي
وضعت راسه على صدرها ومسحت على شعره برقة
-لاتقل هذا نحن لانستطيع تغير القدر ....
استمر بكائه لعدة دقائق وهو بين احضناها وفجأة لاحضت صمته نظرت اليه ..فوجدته غارقا" في النوم ابتسمت برقة وبقيت تحتضنه....
○○○○○○○♤♤♡
حدق مارك بزجاجه النبيذ الموضوعة امامه وتسائل في داخله
-لم احتسي الكحول منذ اسبوع كيف هذا وانا كنت احتسيها يوميا" ايعقل أن الاحداث التي جرت مؤخرا جعلتني انسى اهم شي في حياتي
نهض من مكانه بسرعة وانهى تلك الزجاجه بجرعات متتالية لكنه شعر انه بحاجةللمزيد فدخل للمطبخ وكان يبحث
دخلت ايما للمطبخ وقالت بتذمر
-الى متى سنبقى هنا يامارك الا يمكننا الانتقال لمكان اخر لاتعجبني هذه الفتاة شيري
لم يجبها وبقي يبحث فعقدت حاجبيها بتساؤل
-عما تبحث؟
-زجاجة نبيذ ابحثي معي ارجوكِ ايما
فتحت عينيها بدهشة
-هل انت مدمن؟
هز راسه عدة مرات
-اجل اجل مدمن والان ارجوك اعثري لي على زجاجه
فتح مارك احد الخزانات ووجد زجاجه امسكها بسرعة وكاد ان يفتحها لولا ان اقتربت منه ايما مسرعة واخذتها منه
نظر لها بغضب قائلا
-هاتي الزجاجة ايما
هزت راسها نافية وركضت فلحق خلفها والغضب يسيطر عليه
وبعد ان تعبت من الجري داخل المنزل وقفت ووضعت الزجاجة خلف ضهرها ..اقترب منها مارك وتراجعت للخلف الا ان اصطدم ضهرها بالحائط
-اعطيني الزجاجة ياايما
-لا لن اعطيك
-ماخطبكِ لما تعاندين
تنهدت بحزن ثم قالت
-انا لاعاند عمتي كانت مدمنه واصيبت بالسرطان لااريد ان يحصل معك المثل
ضحك مارك بسخرية
-لن يحصل هذا
-بلى سيحصل كما ااني مدينه لك
عقد حاجبيه بعدم فهم
-مدينه لي بماذا؟
-لأنك انقذتني ذلك اليوم من هنري ف انا مدينه لك وسأنقذك من هذا السم ايضا
اقترب منها كثيرا لدرجه انه التصق بجسدها ...ابتلعت ريقها بصعوبةوقد شعرت بسخونه تدب في اعماقها
نظرت لعينيه وانفاسها مضطربه وصدرها يعلو ويهبط بجنون...
نظر لها هو الاخر وشعر بأضطراب ورغبة عارمه في تقبيلها ..قرب وجهه منها اكثر..لكن صوت دخول شيري الى المنزل
جعله يتراجع
مد يده خلف ضهرها وسحب زجاجه النبيذ بسرعة وابتعد عنها
-ياارفاق اين انتم....
اووه ماذا تفعلون هنا
لم تجبها ايما وضعت يدها على وجهها لتتحسس حرارتها المرتفعة فقالت بسرعة
-ساذهب للحمام
اما مارك كان يحاول السيطرةعلى انفاسه المضطربة اقتربت منه شيري وسحبت الزجاجه من يده
-لن اسمع لك ان تثمل في منزلي
لاحظت صمته فقالت بتعجب
-مارك هل انت بخير؟
اجابها بتلعثم
-بخي  يير ...
-حسنا" تعال لنتناول الطعام اومئ لها
واتجهو نحو المطبخ جلسو على الطاولة وبعد دقائق جاءت ايما وجلست امامه
نهضت شيري وهي تقول سأجلب الوشاح اشعر بالبرد....
ضرب مارك بقدمه ..قدم ايما من تحت الطاولة فنظرت له بحنق
-ماذااا
-لما وجنتيكِ محمرة؟
وضعت كلتا يديها على وجهها
-اتعلمين انكِ تبدين اكثر جمالا" عندما تخجلين
-اتعلم بانك تتغزل بي
ابتسم ثم قال
-الا يمكنني هذا
اقتربت منهم شيري وهي تقول بحماس
-هيا استعدو سنذهب
عقد مارك حاجبيه قائلا
-الى اين
-هناك حفلة راقصة سنذهب اليها
ابتسمت  ايما بسعادة
-هذا رائع لنذهب
-انتي لن تذهبين
نظرت له ايما بغضب
-ماذا يعني هذا
-هذا النوع من الحفلات لاتناسبكِ
-وهل انت من سيقرر هذا
زفر مارك بنفاذ صبر ونهض من الطاولة
-قلت لن تذهبين لاتعانديني
قالت شيري برجاء
-لاتفعل هذا يامارك دعنا نذهب ونستمتع
زفر مارك بغضب
-حسنا"
دخلووو للحفلة ...وكانت ايما تبتسم بسعادة لانها تحب الرقص كثيرا اما مارك بقي يراقبها بعينيه..امسكت شيري بيد مارك وسحبته ليرقصا
نظرت لهم ايما بحقد وهي تقول بداخلها
-كم اتمنى ان اوسعها ضربا" لأشوه وجهها هذا..اقترب منها شاب وقال وهو يتمايل مع الموسيقى بحماس
-هيي ياحلوة اترقصين
نظرت له ورفعت ذقتها
-ولما لا
بحث مارك بعينيه عن ايما فوجدها ترقص مع شاب اشقر وتبدو مستمتعة توقف عن الرقص نظر اليهم  وقد استشاط غضبا"
اقترب منهم بسرعة وامسك بذراعها واخرجها من الحفل
ابعدت ذراعها وهي تقول بغضب
-لما اخرجتني من الحفل؟
اجابها بغضب يفوق اضعاف غضبها
-لما كنت ترقصين مع ذلك الاخرق
-ارقص مع من اشاء ماشأنك
لاتتدخل
-بالطبع سأتدخل
-لماااا
-لأننيييي
اغمض عينيه بقوة وفتحها ليراها تقف امامه وتنتظر اجابته
-لأنك؟؟؟؟
-يارفاق ماذا حصل لما غادرتم الحفل؟
نظر لها مارك قائلا
-خذي ايما للمنزل انا سأبقى في الخارج قليلا
اومئت له شيري وابتعد عنهم مسرعا"....
@@@@@@
فتح ليام عينيه ورفع رأسه ليحدق بهذا الوجه الملائكي
ايعقل انني بين احضان اوديا ام انني احلم
اذا كان حلم فأرجوك يالهي لاتدعني استيقض
احست اوديا بتحرك ليام فأدركت انه استيقض نهضت بسرعة ووقفت امامه
-هيا انهض لنعد للمنزل يكفي دراما لليوم
ضحك بخفة وهو ينفض نفسه
-وانا كنت اتسائل متى ستعود اوديا المتوحشة
-ها قد عادت الان
اقترب منها وقال
-اعجبتني اوديا الحنونه اكثر اتعرفين
عقدت حاجبيها بغضب..لابد انه سيذكرها بهذا اليوم طوال الوقت
تنهد بحزن قائلا
-شكرا لكِ لقد ارتحت كثيرا عندما افضيت لكِ اشعر وكأن هما كبيرا قد انزاح عن عاتقي..ابتسمت له  وقالت
-لاعليك هذا واجبي تجاهك كشقيقة
استاء كثيرا من كلمه شقيقة لكنه لم يضهر هذا فقال وهو يرتدي نظارته
-سأذهب للشركه
-لاتبدو بحال جيدة لم لاتأخذ اجازة
-تأخرت الاعمال كثيرا لايمكنني ان اؤجلها اكثر ولاتقلقي علي انا بخير
مشى امامها ودخل لسيارته اما هي ركبت دراجتها وعادت للمنزل....