ربيع القلوب

(٣٠)

بعد مرور اسبوعين-
انتبه هناك كرسي امامك تقدم خطوتين بعد 
زفر مارك بضيق
-ايما انا فعلا بدأت اكره المفاجئات
-افتح عينيك الان
فتح عينيه لينظر بدهشة للمكان
-نحن في الاستوديو؟
-اجل من الان وصاعدا ستغني هنا
صرخ بحماس وحضنها وبدأ يدور بها
انزلها بعد لحظات وعانقها بقوة
-لااصدق انكِ تفعلين هذا من اجلي
امسكت بذقنه براحه يدها وقالت
-سأفعل كل شيء لاراك سعيدا"
صمت قليلا ثم قال
-وماذا عن سعادتكِ انتي
ابعدت انظارها عنه وقالت
-ماذا بها
-اعرف بأنكِ تشتاقين الى والدتكِ الم تعاقبيها بما يكفي برئيكِ
-ماكان عليها ان تخفي موضوع كهذا
-مهما فعلت فهي تضل والدتكِ ستحتاجين اليها دائما" اذا كنتي تحبيني فتصالحي معها
نظرت له ايما وعقدت حاجبيها
-ولكنك بدأت تقلدني
الصق جبينه بجبينها واغمض عينيه وقال
-الم يقولو ان العشاق يشبهون بعضهم بمرور الوقت  في التصرفات وطريقة الكلام وها انا  قد بدأت اشبهكِ
-حسنا سأتصالح معها
ابتسم بخفة وقال
-تزوجيني
فتحت مقلتيها بدهشة وقالت
-ماذا قلت
-لنتزوج ياايما
عانقته بقوة وبدأت تقفز فرحا"
-اجل موافقة
***************
اوقفت اوديا دراجتها وزفرت بغضب
اتجهت لتلك السيارة التي توقفت خلفها وطرقت النافذة بعصبية فتح ليام النافذةورفع ذقنه بغرور
-نعم
-متى ستكف عن الالحاق بي
رفع رأسه قليلا ليفكر ثم اجابها
-اممم الى ان تسامحيني
-لن يحصل هذا ابدا
ابتعدت عن النافذةواتجهت لدراجتها فخرج ليام من سيارته واقترب منها بسرعة وامسك بذراعها وسحبها ...ادخلها للسيارة ودخل هو بسرعة نظرت اليه وقالت بتعجب
-ماذا تفعل
ارتسمت على شفتيه ابتسامه خبث وقال
-اختطفكِ
عقدت ذراعيها امام صدرها وحدقت امامها بصمت ..حرك سيارته وقاد مبتعدا"
-ماذا عن دراجتي لقد اشتريتها حديثا؟
-سأشتري لكِ واحدة اخرى
اوقف سيارته امام منزل متوسط الحجم به حديقة كبيرة للغاية فترجل من سيارته وفتح لها الباب لتخرج
-ماذا نفعل هنا
امسك بيدها لكنها ابعدتها فورا وصرخت بغضب
-اياك ان تلمسني مجددا لاتتتوقع أني سأعاملك كما في السابق
تجهمت ملامحه وقال
-اشتريت هذا المنزل لنا لنسكن فيه معا"
فضحكت ساخرة
-كيف سأعيش مع شخص لااثق به
استدارت لتبتعد لكنه امسك بذراعها وجعلها تدور لتصبح امامه
قرب وجهه من وجهها وقال بنبرة متألمه
-يكفي هذا الحد من العذاب لم اعد احتمل ابتعادكِ اكثر ...اوديا انا اشتاق اليكِ كثيرا" ألم تشتاقي الي؟
للحظةواحدة كانت على وشك ان تضعف امامه لكنها قاومت ودفعته بقوة
-ابقى بعيدا" عني وحسب
ومشت مبتعدةعنه الى ان اختفت عن انظاره.....جلست على احد المصطبات الموضوعة في الشارع ورفعت رأسها تتأمل السماء فشعرت بوجود شخص يجلس بقربها نظرت اليه وقالت بتعجب
-جون!
-لقد عرفت كل ماحصل...نحن لسنا ملائكه لكي لانخطئ وكلنا نستحق فرصة ثانية واذا كان الله يغفر لعبده حينما يخطأ فمن نحن لكي لانغفر له اليس هذا كلامكِ؟
اخفضت انظارها للارض وقالت بحزن
-بلى
-جيد تأمليه اذن وفكري ان تمنحي فرصة اخرى لجميع من حولكِ
قال كلامه وابتعد عنها
- لحظة كيف عرف بمكاني نظرت خلفها لتجده يصعد بسيارة ليام زفرت بضيق وفكرت في كلامه او بالاحرى كلامها ربما يجب ان تمنحهم وتمنح نفسها فرصة اخرى....
بعد مرور اسبوع.........
دخلت للمنزل وهي تبحث بين الوجوه عن الاشخاص الذين تريد ان تراهم لكنها لم ترى سوى الاشخاص الغرباء
صعدت درجات السلم ودخلت لغرفة ايما شهقت ماان رأتها ترتدي الفستان الابيض اقتربت منها وقالت
-الهي تبدين كحورية سقطت من السماء
عانقتها ايما بشوق ثم ابتعدت عنها وقالت
-شكرا لانك جئتي
-ايعقل الا أتي لزفافكِ ايتها الغبية
دخلت لوسي وهي تحمل بيدها باقةالورد
-لقد جلبتها ل...
ابتلعت باقي الحروف وهي تنظر الى اوديا بعيون تغرقها الدموع اقتربت منها اوديا وقالت بعصبية متصنعة
-ولكن ياامي ايعقل ان تبكين الان وتفسدين مكياجك
ضحكت لوسي وفتحت ذراعيها لتقترب منها اوديا وتعانقها
-انا اسفة ياصغيرتي
-ارجوكِ لننسى ماحصل لااريد ان افسد زفاف اختي بذكريات مزعجة اومئت لها لوسي فأبتعدت اوديا وهي تقول
-هناك اشخاص يجب ان اراهم عن اذنكم.....نزلت درجات السلم فصادفت كلارا التي كانت تصعد وقفت امامها وقالت
-غدا سأقيم حفلة مبيت وقد دعوت بعض الصديقاات القدامى اتودين القدوم؟
فتحت كلارا فمها ببلاهة ثم اومئت لها
ابتسمت اوديا ونزلت باقي درجات السلم فرأت لوكاس يقف امام الطاولة ويحتسي النبيذ وقفت امامه وقالت
-لم اكن اظن بأنك مدعو
-لست مدعوا" لكني لن احرم نفسي من رؤيةابنتي وهي ترتدي فستان الزفاف
ثم مد يده وقال
-الا نزال متخاصمين؟
صافحته وهي تبتسم
-لااضن هذا
ثم قالت وهي تنظر للحديقة
-عن اذنك الان يجب ان اذهب هناك شخص مهم علي ان اتحدث معه
اومئ لها فذهبت للحديقةبسرعة وهي تبحث عن ليام لكنها لم تجده
وبعد دقائق دخلت ايما للحديقة وهي تمسك بذراع ابيها والابتسامه تعلو وجهها تقدما ببطئ نحو مارك الذي يقف بقرب الكاهن  وقفت ايما امامه وقال الكاهن
-ماركوس بايرز هل تقبل ايما عروسا" لك وتشاركك في  الصحةوالمرض والبؤس والفرح
ابتسم مارك وهو يحدق بها
-نعم انا اقبل
-ايما ستيفن هل تقبلين بايرز زوجا" لكي وان تشاركيه في حزنه وسعادته
-اقبل
-اعلنكما زوج وزوجه  يمكنك تقبيل العروس
قبلها مارك بخفة على شفتيها وصفق الجميع استطاعت اوديا ان تجد ليام يقف بين الحشود  وهو ينظر للعروسين بحماس ويصفر وقفت بجانبه فنظر اليها ولم يتكلم كان ينتظرها ان تتكلم هي اولا وهي كانت تنتظر ان يتكلم هو وبقي كلاهما في دوامه الصمت
وبعد ان رقص الجميع وقطعو الكيك وقفت ايما وبيدها باقة الزهور وتجمعت خلفها الفتيات العازبات وهن يصرخن بحماس رفعت ايما باقه الزهور للاعلى وقذفتها بعيدا لتسقط بين ليام واوديا ضحكت اوديا ثم نظرت اليه وقالت
-اما زال عرض المنزل قائما" لأني اريد العيش معك
ابتسم بسعاده وامسك بشعرها من الخلف وسحبها اليه وقبلها ...نظرو اليهم الجميع وبدأؤ يصفقون ويصفرون فيبدو انهم سيشهدون عن قريب زفاف اخر....
في الخارج هناك اربعة فصول...لكن في دواخلنا هناك فصلين فقط فصل السعادة وفصل الحزن او لأسميهم فصل الشتاء والربيع
الفصول الخارجية يحددها الوقت
لكن الفصول الداخلية يحددها الشخص الذي تحبه فهو قادر على جعل كل ايامك ربيعا(سعادة)
او كلها شتاء"(حزن) او ربما الاثنينن معا".