بين أنياب الوحش
الفصل الثالث
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
صوت همهمات مرتفعة طرق سمعها انتشلتها من الظلام الذي ابتلعها في غياباته، كادت تصدر أنينا خافتا ينبأ المتواجدين حولها باستيقاظها لولا عبارة ساخطة واحدة انطلقت بصوت رجولي غاضب يقول:
- كيف لها أن تكون صمّاء وقد رفعت ذراعيها ما أن أمرتها بذلك؟...
لتسارع روجيندا بابتلاع تلك الآهة التي كادت تفلت منها فرأسها يؤلمها كما لو أن هناك مطارق خشبية تطرقه وبقوة، وسبّت نفسها بجميع أنواع الشتائم التي تعرفها والتي لا تعرفها، ناعتة نفسها بالغباء الحاااد المُركّز!.. فهي قد سقطت وبنجاح منقطع النظير منذ الدقائق الأولى لمقابلتها للوحش العظيم... أصلان أوغلو، فها هي الخادمة المسكينة ترجوه قائلة:
- سيد أصلان أنت تلعم أنه في أسبوع المهرجان من كل عام يكثر لدينا العمل بالمزرعة وبالتالي فإننا نوظف عمَال إضافيين، وتلك الفتاة قدمت مع خالتها للعمل هذه الفترة، فعلى حد قول الخالة هما ضيفتان لدى قريبة لهما تعيش بالجوار، ونظرا لظروف ابنة أختها المرضية وضعف حالتهما المادية فقد تقدمت الفتاة للعمل لدينا.. وقد أخبرتني تلك السيدة بأن الفتاة قد فقدت سمعها نتيجة حادث والديها الذي أودى بحياتهما، فكانت أن أصيبت بالصمم ولكن نتيجة عن صدمتها في فقدانها لهما أمام عينيها، أي أن فقدانها السمع نفسي وليس عضوي!!..
أجابها أصلان بسخرية غاضبة:
- وأنتِ صدقتي كذبتهما المفضوحة هذه بتلك السهولة ريحان؟.. ها هو رعبها قد كشفها تلك الغبية وهي ترفع ذراعيها ما أن صرخت فيها آمرا بذلك، لتسقط بعدها كجوال البطاطا أسفل قدميّ!!!!
كادت روجيندا أن تقفز من مكانها لتنهال عليه سبًّا وقذفا و... ركلا!!!.. "من هي الغبية؟.. أنا!!.. همست بغيظ في داخلها، مردفة بحقد بدون صوت.."أيها الجرذ الكبير العفن سليل المصارف والمجاري والمراحيض العامة!!!!.. سأجعلك تعلم جيدا من الغبيّ فينا!!!!"..
سريعا أغمضت عينيها متظاهرة بالاغماء عندما سمعت صوت أقدامهما تقترب منها، دفعة بيد خفيفة في كتفها علمت منها أنها رئيسة الخدم والتي عرفتها من صوتها، أعادت الاخيرة هزّها عدة مرات بقوة أعلى ففتحت عينيها ليطالعها وجه ريحان وقد اختلط به القلق والحيرة مع الغضب المكتوم، لتهز برأسها بمعنى أنها بخير وهي تحاول الاعتدال قائلة بضعف هي بالفعل تشعر به خاصة بعد الكارثة التي تسببت فيها لنفسها وقلقها حول ردة فعله المرتقبة:
- ما... ماذا...
قاطعها صوت رجولي خشن التفتت ناحيته فرأت أصلان الذي تقدم ناحيتها ليقف على بعد خطوات من فراشه الذي وضعها فيه بعد أن حملها حين وقوعها مغشيا عليها يقول لها وهو يطالعها بنظرات غامضة:
أنت تقرأ
بين أنياب الوحش رواية رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفي
Romanceبين أنياب الوحش رومانسية تركية (منتديات قلوب روايتي الشرقية) بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: من قال أن الوحش هو دميم الوجه، مخيف الشكل والهيئة؟.. فـ.. أصلان لا يختلف على وسامته اثنان، بل قد يكون أجمل من تقع عليه عيناك من الرجال، فهو وبكل يسر و...