بين أنياب الوحش 12 لـ منى لطفي

21.2K 574 3
                                    

بين أنياب الوحش

الفصل (12)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

قطبت ملك ووقفت تطالعه بحيرة وغير فهم، لم تفهم قصده تماما من كلمته"حقّه بها"؟!!.. أيّ حقٍّ له فيها؟.. هي تعلم تماما أنها أضحت مكشوفة تماما وبمنتهى الغباء ولا بد أنه يعلم بما تكنّه له من مشاعر قوية حاولت اخفائها ولكنها أخفقت في ذلك وبجدارة!.. فرسلان ليس بغرٍّ ساذج بل هو زير نساء وقد كشفها منذ فترة طويلة وتحديدا يوم أن فاجئها وهي تدور كالحمقاء محتضنة وسادته بين ذراعيها وكأنها تعانق حبيبها بعد طول غياب!!!..

وقف يطالعها النظرات بأخرى سوداء، قوية، ومصممة، لتجد نفسها تهمس بما يقض مضجعها منذ أيام قائلة:

- وكلارا؟... هل أخذت حقك منها هي الأخرى ام أنني تعويض عنها؟..

اشتدت قبضتاه على مرفقيها بقوة شعرت معها بأن ذراعيها سينكسران، بينما همس بصوت خفيض يجمّد الدم في العروق قائلا:

- حذارِ ملاكي.. ليس معنى أنني أخبرتك عنها أن تلقين بها في وجهي بين كل حين وآخر، كلارا استيفانوس أمرا خاص جدا.. أنا وحدي من يقرر إن كان من حقك معرفته أم لا!!

لا حد لغروره وصلفه!!.. تبًّا لك من قلب أحمق غبي.. عَشِق هذا العنجهي المغرور المتكبّر، ولكن.. كلا!.. لست أنا من ترضى أن تسلّم قلبها لآخر قد سبقتها الى قلبه أخرى، حتى وأن كانت تلك الأخرى... مجرد ذكرى قد فارقت صاحبتها عالمهم الى الابد!..

أفلتت ملك من قبضته بصعوبة قبل أن تقف أمامه رافعة رأسها بثقة استمدتها منه هو.. فلو كان قلبه قد دق لغيرها فهي تقسم أنه سيصرخ.. بحبها هي.. وعلى يديها وحده سيذوق نعيم الحب و... عذابه!.

قالت بشموخ أثار اعجابه وبثقة ظاهرة:

- وأنا أيضا وحدي أملك قرار نفسي، وأنا فقط من يحدد علاقتي بالآخرين كـ زياد أو كمال أو غيرهما..

ليلتمع شيء في عينيه أثار توجسها قبل أن يقول بابتسامة شريرة:

- أتتحدينني صغيرتي؟..

قلب شفتيه قبل أن يردف ببساطة أثارت ريبتها:

- وهو كذلك.. أنا أقبل تحدّيكِ الطفوليّ هذا...

تعمقت عقدة جبينها ولكن.. ما أن نطق بعبارته التالية حتى انعقد لسانها وانفكت تقطيبتها وارتفعت دقات قلبها حتى أنها شعرت بالدوار الحاد:

- تزوجيني.. ملاكي!..

ثوان مرت وهي غرقة في صمت تام ما بين ذهول تام وصدمة تامة و.... فرح أشدّ!..

نعم، شعور خائن بالفرح تسلل اليها في غمرة أحاسيسها الكثيرة، ليطل برأسه على استحياء ولكنها لن تنكره.. ففارسها الوسيم يقف أمامها يخبرها برغبته في الزواج منها حتى وأن كانت قد صدرت عنه بصيغة أمر يجب عليها تنفيذه وليس طلبا.. ولكن يبقى أنه يرغب فيها كزوجة له.. لتكتشف أنها بدلا من أن تقفز فرحة تعلن موافقتها فهي تشعر بالحيرة الشديدة بل أن كلمة الرفض هي من تكاد ينطق بها لسانها!..

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن