بين أنياب الوحش
الفصل (13)
بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)
جلست في صمت تام تتطلع في شرود الى المناظر التي تمر أمام ناظريها سريعا من خلال نافذة السيارة، فيما سؤال يتردد في ذهنها بعدم تصديق.. "هل فعلا أصبحت منذ سويعات قليلة زوجة رسلان ديميريل؟!!!"... هي لا تعلم ما الذي حدث تحديدا خلال اليومين المنصرمين، فكأنها كانت داخل دوامة كبيرة، دارت بها ولفّت حتى إذا ما سكنت فوجئت بنفسها وهي بين ذراعيه.. يبتسم لها وهو يمسك بها بقوة، وكأن صدره هو مرفأها الآمن.. بينما عيناه تخبرانها انها كان لا بد لها إن عاجلا أم آجلا السقوط بين ذراعيه فهو مصيرها الذي لا مفر منه!!!!
حاولت تذكّر أحداث اليومين السابقين ولكن لتكتشف أن ذهنها ما هو إلا صفحة بيضاء، فهي نفسها لا تعرف كيف استطاع اقناع والدها بالزواج في ظرف ساعات، فبالرغم من ان والديْها قد فوجئا به وهو يطلبها وبكل ثقة للزواج، ولكن كانت فرحتهما كبيرة فهو السيد رسلان الصديق الحميم وشريك رب عملهما، ولكن ما جعل والدها متخوفا هو السرعة التي طلب بها رسلان تنفيذ الزواج، أما كيف أنه استطاع اقناعه فهذا ما لم تعرفه، ولكنها أكيدة أنه قد استخدم سحره الخاص، فيكفي سماعها له وهو يخبر والدها أنه سيسافر في رحلة الى الشرق الاقصى ويريدها معه.. زوجة له، لتنسى أمها مخاوفها وتبتهج، وسريعا كان عقد القرآن الذي حضره أهل البلدة، حيث أقيم الاحتفال في المزرعة، ليبارك لهما السيد كنعان، ذلك الرجل صاحب الحضور الطاغي، بابتسامة بالكاد ظهرت لها ونظرة غامضة لـ.. زوجها!!!!..
زفرت بتعب وألقت برأسها الى مسند مقعدها عندما سمعت صوته الرخيم يقول بابتسامة بينما ينهب الطريق بسيارته الفورد السريعة والتي صمم على قيادتها بنفسه:
- ترى لما هذه الزفرة العميقة؟.. بماذا تفكّر زوجتي الجميلة؟..
احمرّت وجنتيها واعتدلت في جلستها لتجيبه بتمتمة خافتة وهي تنظر الى اللاشيء أمامها:
- لا.. لا يوجد شيء محدد..
ليقاطعها بصوت هامس دغدغ مشاعرها وهو يقول ونظراته تغازلانها بلا هوادة فيما صممت هي على عدم النظر اليه:
- أما أنا فكثيرة هي الأشياء التي ترواد تفكيري بشأنك ملاكي!!
ليتباين لون وجهها من الشحوب الى الاحمرار الطاغي ما أن فهمت عبث معنى عبارته، لتكتم شهقة ناعمة قبل أن تزمّ شفتيها وتعقد حاجبيها بشدة، ليميل ناظرا الى وجهها قبل أن يلقي بنظرة خاطفة الى الطريق الممتد أمامه، قال بعدها ببراءة زائفة:
- لا تعليق؟!!!!!...
ملك من بين أسنان مطبقة بقوة وهي رافضة الانزلاق وراء عبثه المكشوف:
أنت تقرأ
بين أنياب الوحش رواية رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفي
Romanceبين أنياب الوحش رومانسية تركية (منتديات قلوب روايتي الشرقية) بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: من قال أن الوحش هو دميم الوجه، مخيف الشكل والهيئة؟.. فـ.. أصلان لا يختلف على وسامته اثنان، بل قد يكون أجمل من تقع عليه عيناك من الرجال، فهو وبكل يسر و...