بين أنياب الوحش 17 لـ منى لطفي

19.5K 538 1
                                    

بين أنياب الوحش

الفصل (17)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

جلس يطالعها بذهول مختلط بصدمة عارمة، ثم رفع عينيه الى الوجوه المحلّقة حوله يقول بغير تصديق:

- ما... معنى هذا؟...

ولكن كانت روجيندا من أجابته وهي تحاول دفعه بعيدا عنها وصوتها يختلط فيه التعجب والاستنكار لهذا الغريب الذي هجم عليها يحتضنها ويشبعها قبلات ملهوفة:

- أنا التي تريد معرفة من أنت؟.. وما الذي تظن نفسك فاعله؟..

نظر اليها أصلان محاولا استيعاب ما يسمعه ويراه منها، وقال بصوت متحشرج:

- ألا تعلمين من أنا.. روجيندا؟..

روجيندا ببساطة وهي تحرك كتفيها علامة الجهل:

- كلا، لم يسبق لي الشرف بعد!..

لتردف موجهة حديثها الى خالتها:

- خالتي من يكون السيّد؟..

احسان وهي تحاول ابتلاع دموعها وبصوت مجروح من فرط البكاء:

- أنه..

وسكتت، لم تعلم بما تجيبها، لتحرك روجيندا رأسها إيجابا وهي تكرر عاقدة جبينها:

- أنه.. من؟...

تدخل كنعان قائلا بهدوء:

- رئيسك في العمل.. روجيندا..

قطبت روجيندا أكثر ورددت باستغراب:

- رئيسي في العمل؟.. أي عمل؟.. لقد أنهيت دراستي الجامعية لتوّي، وعلى حسب ما أتذكر فقد كنت على وشك التقدم لاجتياز اختبارات القبول بصحيفة "الخبر".. ليتم تعييني فيها، أليس كذلك خالتي احسان؟...

وقد وجهت سؤالها الى خالتها التي تقدمت منها تجلس الى جوارها من الناحية الأخرى للفراش وتحتضنها بحنان زائد كل هذا تحت أنظار أصلان المذهولة، لتجيبها قائلة:

- بلى، حبيبتي، ولكن هناك تعديل بسيط..

نظرت اليها روجيندا في استفهام فأردفت احسان وهي تغالب نفسها ألا تنهار في البكاء ثانية كما حدث عندما أخبرهم الطبيب بحالتها الصحية الراهنة:

- لقد استلمت العمل بالفعل في الجريدة، حيث عملت بقسم التحقيقات..

روجيندا بعدم فهم:

- كيف هذا؟.. خالتي أرجوك صارحيني، لما أنا هنا؟.. منذ أن فتحت عيناي وأشعر أنني محاطة بالألغاز، بداية بهذا المكان، ثم حديث الطبيب الهامس معك لتنخرطي بالبكاء بعدها، فهؤلاء الأغراب – مشيرة بسبابتها الى أصلان وكنعان – وأخيرا حديثك عن عملي وعن أن هذا الغريب هو رئيسي!!!!... ما الأمر خالتي؟..

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن