بين أنياب الوحش 22 لـ منى لطفي

18.5K 514 11
                                    

بين انياب الوحش

الفصل (22)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

ها قد انتهت المهلة التي حددتها له العصابة، ولم يفعل ما أمروه به!.. لقد مرّ عليه اسوأ ثلاثة أيام في حياته، ما بين الهستيرية التي أصابت ملك والتي استمعت الى المحادثة الهاتفية حيث قام بفتح مكبر الصوت بالخطأ، وقلقه الذي كاد يفتك به عليها، وبين خوفه أن تنفذ العصابة تهديدها ويقوموا بتصفية أصلان دون علمه، كما أن الأخير هو أكثر ما يثير حيرته وقلقه!!!..

كان يظن أنه بزواجه من روجيندا سيهدأ باله، فهي قد أصبحت زوجته، وضمن أنها لن تذهب بعيدا عنه، كما أن مسألة فقدانها لذاكرتها قد جاءت في مصلحته، ولكنه لم يحدث!!.. فأصلان يبدو مترقبا لحدث ما!!!.. قد يكون أمر رجوع الجزء المفقود من ذاكرتها، فمن المؤكد أنها لن تدع الأمر يمر مرور الكرام وقتها!.. وقد يكون شيئا آخر، لا عِلم له به، فأصلان في الآونة الأخيرة يبدو غريب الأطوار الى حد ما، قد لا يلاحظ المحيطين به ذلك، ولكن هو.. توأمه الروحي يكاد يقسم على ذلك، فهو يحفظه تماما كخطوط راحة يده، وأبسط مثال على ذلك هو اختفائه منذ يومين في جهة لا أحد يعلمها، وقد عرف هذا من التقرير الأمني لرجاله اللذين وضعهم لمراقبة أصلان وموافاته بتحركاته، فمنذ أن جاءه الأمر بتصفيته وأصلان تحت عينيه طوال الوقت، فهو لن يدع شيئا للظروف!.

زفر بضيق وهو يحلّ ربطة عنقه حيث ألقى بها جانبا وأتبعها بفتح أزرار قميصه حتى منتصف صدره العضلي، وقد لقت سترته نفس مصير ربطة العنق، قبل أن يرمي بنفسه فوق الصوفا العريضة بغرفة المكتب في منزله، وقد استند برأسه فوق ظهرها، مغمضا عينيه وقد ظهر على وجهه تعبيرا يدل على التعب بينما عقله فيعمل كالمكوك لايجاد مخرج لتلك الورطة الكارثية..

طرقت الباب برقة، وعندما لم تسمع جوابا تشجعت ودلفت الى الداخل وكلمات وداد التي قالتها لها في وقت سابق تتردد في ذهنها!..

"يا ابنتي هو زوجك، أنا لا علم لي تماما عمّا حدث بينكما، ولكنه منذ فترة طويلة وهو لا يبدو على مرام، أنا أعرف السيد رسلان جيدا، فأنا أعمل لديه منذ مدة طويلة، تقريبا خمس سنوات، وأستطيع أن أؤكد لك أن من أراه اليوم ليس هذا رب عملي الذي اعتدت عليه!.. وأبسط مثال هو غياب ضحكاته ومزاحه المعهود!.. السيد رسلان كان عنوانا للمرح، دائما ما يمزح مع هذا ويضحك مع ذاك، فيما عدا تلك الفترة المؤلمة من حياته، لكنه استطاع بطريقة أو بأخرى تجاوزها، خاصة بعد أن دخلت أنتِ حياته!

ابتسامة خائنة ظهرت على استحياء تزيّن ثغرها، وقد مالت عيناها بشرود حزين، فيما تابعت وداد بأسف:

- ولكن كل هذا اختلف الآن، أنا لا أريد أن معرفة السبب – أضافت تلك العبارة وهي ترى ملك تهمّ مقاطعتها ثم واصلت بطيبة – ما أريده هو أن تعود ضحكته تعم أرجاء المكان ثانية، وأنا أكيدة أن الحالة التي بها السيد لا يوجد غيرك من يقدر على اخراجه منها، فهو.. يحبك!

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن