بين أنياب الوحش 25 والأخير لـ منى لطفي

19.4K 469 4
                                    

بين أنياب الوحش

الفصل (25) والأخير

بقلمي/ احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

يقف أمام النافذة محدقا في الفضاء الخارجي، وهو لا يرى شيئا مما أمامه، فعقله شارد الى البعيد يسترجع ذكرياته معها، منذ لحظة سقوطها أسفل قدميه وهي تصرخ "وحش"، وقد ارتسمت أسمى آيات الفزع على وجهها، الى اللحظة الأخيرة التي رآها فيها بعد رجوعه من مراسم دفن أبيه الروحي كنعان، وكيف احتوت آلامه بحنانها، حيث تلقفته بين ذراعيها تماما كالأم التي تحنو على صغيرها تطبطب من أوجاعه!

زفر بضيق وقد اعتلت وجهه علامات التحفز والتصميم، يقسم بكل غالٍ ونفيس لديه أنه لن ينقضي اليوم قبل أن يعرف مكانها، ومن سوّلت له نفسه الاقدام على تلك العملية الانتحارية!... بلى، فخطف امرأة أصلان كاظم أوغلو أبدا لن يمر مرور الكرام، فهو انتحار لمن قام به، لأن نهايته كنهاية المنتحر تماما.... الموت.. وسيعمل على أن يتأكد ذلك المجرم الغبي من ذلك!!!

طرقات على الباب نبهّته ليقول بصوته القوي:

- ادخل..

ليدلف سريعا شاب في العشرينيات من عمره وهو يهتف قائلا:

- هل صحيح ما سمعته؟.. كيف اختفت روجيندا؟..

التفت أصلان عاقدا جبينه ليتقدم ناحية الشاب وهو يقول متسائلا:

- سنان؟.. متى عدت من أمريكا؟.. ولماذا لم تخبرني؟..

سنان وقد بان الضيق جليًّا على وجهه:

- أعتذر عن قدومي دون اخطار مسبق، لقد أتى الأمر صدفة، فهناك بعض الاوراق التي تحتاج توقيعك شخصيا، فبدلا من ارسالها مع مندوب خاص، فكّرت أن أحضر أنا في زيارة سريعة للوطن، لأتفقد أحوال الجميع، يكفي أنني لم أحضر حفل زفافك وروجيندا!!!!..

نظر اليه أصلان متجاهلا تلك الملاحظة فهو قد تعمّد أن يشغله هناك فلا يجد الوقت لحضور الزفاف، نعم... هو يغااااااار!!!.. لا ينكر ذلك، فمنذ معرفته بعلاقتهما الوطيدة التي نشأت في الفترة التي ابتعد فيها عنها تاركا لها بمفردها، ليرسل سنان بكل غباء حتى يمكث معها فيكون عينا له عليها، ناسيا أنه شاب يماثلها في العمر، ليعود فيفاجأ بعلاقتهما الوطيدة والتي صارحته هي بكل وقاحة وقتها أنها.. "صداقة".. ليلعن غبائه الذي جعله يقوم بتلك الخطوة الحمقاء، ولكن منذ متى لم يكن الغباء طرفا في أي أمر يخص حبيبته العنيدة!!..

ليقرر ارسال سنان في لحظتها الى اسطنبول بدعوى الاهتمام بالعمل، وحصل الحادث المشئوم فخاف أن يراها سنان لديه، ليقرر ابعاده الى أمريكا ليتولى شئون فرع شركاته هناك، وها هو الآن يقف أمامه يسأله بكل لهفة عن سر اختفاء.. زوجته هو؟!!!!!..

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن