بين أنياب الوحش
الفصل الثاني
بقلمي/احكي يا شهرزاد(منى لطفي)
تأففت وهي تراقب خالتها أثناء تجهيزها لحقيبتها والفرحة تكاد تتقافز في عينيها وكأنها ستسافر في رحلة سياحية وليست مقامرة بعمرهما كله!!!!..
قالت بتذمر يغلّفه رجاء بسيط تشكّ أنه قد يأتي بفائدة فهي أعلم الناس بصلابة رأي خالتها المشهورة به:
- خالتي أرجوك، للمرة الألف فوق المائة أخبرك أنه لا داعي لقدومك معي..
ثم تقدمت منها بينما الأخرى لم تعرها أي انتباه مستكملة تحضير حقيبة ثيابها بهمّة ونشاط لتردف روجيندا بتملّق:
- سأكون بخير لا تقلقي، ألم تحادثي خالتي ليلى صديقتك وأخبرتك أنني سأمكث لديها في المنزل؟..
أجابتها وهي تطوي ثيابها وتضعها داخل الحقيبة:
- بلى، ولكن هذا لا يمنع من أن ذهابي معك أمر حتمي يا ابنة أختي...
زفرت روجيندا بضيق ودمدمت بسخط فقد علمت أن خالتها ستنفذ مشيئتها هي لا محالة دون أخذ رأيها بالاعتبار:
- أتحسبينها نزهة خلوية؟.. أننا ذاهبتان لعرين الأسد بقدمينا.. على الأقل تكون إحدانا بمأمن لتساعد الأخرى إن تم اكتشافها!!
نظرت إليها إحسان لأول مرة منذ بداية اعتراضها على ذهابها معها بعينيها الزيتونيتين وقالت بسخرية:
- لا داعي للسخرية صغيرتي، فأنا أعلم أي جرذ كبير نحن على وشك النفاذ الى وكره، وليكن بعلمك أنك مهما قلت فأنا لن أغيّر من رأيي، فأنا سأرافقك... نقطة انتهى السطر!
شتمت روجيندا نفسها لأنها صارحت خالتها بشأن هذا الأمر مخبرة لها كافة التفاصيل حوله، ولكن كيف لها أن تعلم أنها ستصمم على مرافقتها وبهذا الإصرار القويّ؟.. فهي لم تعتد إخفاء أي شيء عن خالتها والتي اعتنت بها منذ وفاة والديها في حادث سير مروّع كانت هي الناجية الوحيدة منه، لتصبح خالتها هي كل عائلتها بعد ذلك منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها وحتى الآن..
عشر سنوات وخالتها إحسان بمثابة الأم والأخت بل والأب لها، وهي من شجّعها على دراسة الإعلام والعمل كصحافية بعد ذلك، وحدث أن السيد علي رئيس التحرير تربطه صلة قرابة بعائلة والدتها فكان أن توسطت لديه خالتها للعمل لديه في جريدة "الخبر".. والتي تعدْ من أقوى الجرائد بل وأجرئها في عرض تحقيقات مهمة تمس الواقع وتكشف عن الكثير من الفساد المتفشي في الوطن..
ولم تصدق حظها عندما فاجأتها خالتها بموعد المقابلة الشخصية للتعيين في الجريدة، ليتم قبولها كمتدربة لفترة شهرين وأن أثبتت جدارتها سيتم تثبيتها بصورة دائمة، لتثبت كفاءة تامة في الأقسام التي تنقلت بينهم في غضون هذين الشهرين، ويتم تثبيتها في قسم التحقيقات، فتقوم بإجراء أقوى المواضيع التي تتناول أمورا في غاية الأهمية والتي اتسمت بالجرأة الشديدة والذكاء في تناولها، وترتفع مبيعات الجريدة ويصعد اسم "روجيندا ديميرا".. عاليا وبسرعة الصاروخ ليتنبأ لها الجميع بمستقبل باهر وأن تكون جنبا الى جنب مع المشاهير من الصحفيين والإعلاميين النابغين...
أنت تقرأ
بين أنياب الوحش رواية رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفي
Roman d'amourبين أنياب الوحش رومانسية تركية (منتديات قلوب روايتي الشرقية) بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: من قال أن الوحش هو دميم الوجه، مخيف الشكل والهيئة؟.. فـ.. أصلان لا يختلف على وسامته اثنان، بل قد يكون أجمل من تقع عليه عيناك من الرجال، فهو وبكل يسر و...