بين أنياب الوحش 10 لـ منى لطفي

23.8K 630 11
                                    

بين انياب الوحش

الفصل (10)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

كان قد انفصل عن واقعه تماما، وقد بدا كمن قرر الغوص الى أعماق محيط عاصف بأتون رغبة مشتعلة قرر أن يعلم نهايته، ليكتشف أنه ما من نهاية!!.. فكلما توغل الى العمق فوجئ بعمق آخر.. ورغبة أخرى و... احساس جديد لأول مرة يختبره.. ولن يتراجع قبل أن يسبر غوره كاملا ويعرف مسماه الحقيقي.. فما يحدث بداخله ليس أبدا برغبة عادية.. وأن كان.. فهي رغبة مهلكة!.. ولن يتوانى قبل ان يخمدها تماما.. فلا يوجد ما يُستعصى عليه.. فأي شيء وأي شخص هو طوع بنانه.. هو.. أصلان كاظم أوغلو!!

كان سارحا في أفكاره العميقة بينما يداه وكأنهما قد التصقتا بها، وفمه لا يستطيع ترك شهد ثغرها، بل وكأن أنفاسها هي الهواء الذي يتنفسه.. ليتغلغل داخل خلاياه فتنتعش أوردته.. ولم يكن ليضحي بكل هذا لولا أن... فوجأ بتلك الانفاس وهي تتباطئ لينتبه أن صاحبتها قد غدت كقطعة رخام باردة بين يديه!!!

انتفض أصلان لحظتها وأبعدها عنه يقبض على كتفيها وهو ينادي اسمها بريبة وتقطيبة تعتلي وجهه الوسيم الخشن:

- روجيندا؟!!!!...

ولكن.. لا رد!... ليقبض على وجهها بكفيه العريضين وهو يرفع صوته قائلا:

- روجيندا.. أجيبيني!!

ولأول مرة ينتفض قلبه هلعا فقد حاكى وجهها شحوب الاموات ليطلق لعنة نابية من بين شفتيه، قبل ان يتركها لترتمي على الوسائد من خلفها ثم يقفز حيث منضدة الزينة فيتناول عطرها ويعود سريعا اليها يقوم برش بعضا منه فوق راحته ثم يضعها على أنفها، ولكن.. النتيجة سلبية!!..

قرّب أصلان وجهه من أنفها يحاول التصنت الى صوت أنفاسها، ثم يضع وجنته قريبا من أنفها ليهاله مدى بطء النًّفس الذي يخرج منها، فما كان منه الى أن مد جسده ليتناول ابريق الماء الموضوع فوق الطاولة الجانبية الصغيرة بجوارها، ثم سكب بعضا منه فوق يده ليمسح وجهها ولمّا وجد أنه لا فائدة قام بالقاء محتويات الدورق دفعة واحدة في وجهها ليسمع أنينا ضعيفا صادرا منها فرمى ما بيده بعيدا، ثم انحنى عليها يمسح براحتيه الضخمتين وجهها، ولو كان في أحوال عادية لضحك ملئ فِيهِ فوجهها تكفيه يد واحدة منه لتغطيه بل وتفيض!!!

رفعها بحرص واضعا ذراعه الايمن اسفل كتفيها معيدا رش بعض قطرات من العطر أمام وجهها، ليزداد صوت أنينها عمقا، فناداها بلهفة محمومة:

- روجيندا.. أفيقي..

ببطء شديد رفعت أهدابها الطويلة لتظهر زمردتيها اللتين خبا بريقهما ليزفر أصلان براحة فيما همست بوهن شديد:

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن