بين أنياب الوحش
الفصل (11)
بقلمي/ احكي يا شهرزاد(منى لطفي)
لا تصدق أنه قد نفّد وعيده وسجنها في هذه الجزيرة التي ولدهشتها الفائقة وجدتها وكأنها قطعة من الجنة، ولو كانت في ظروف أخرى لأطلقت عليها لقب "جزيرة الاحلام".. بحق!..
أغمضت عينيها وهي تقف في منتصف غرفتها الفارهة التي تكاد تماثل مساحة منزلها هي وخالتها كله!.. زفرت بتعب قبل أن تفتحهما ثانية وتسير الى النافذة العريضة التي تحتل نصف جدار والتي حبست أنفاسها وقت غروب الأمس وهي ترى أشعة الشمس التي تخلل زجاجها الملون لتدخل اليها منقسمة الى ألوان الطيف السبعة، لن تستطيع الانكار أنها تشعر في هذه الغرفة أنها كالأميرة.. فاثاثها وتصميمها يشبه الى حد بعيد غرف الاميرات في قصص الاساطير التي تعشق قراءتها، ولا تدري لما طرأ على خاطرها غرفة "بيللا".. في قصة "الجميلة والوحش".. الشهيرة، والمضحك بالأمر أن تلك الاسطورة كانت من أحب الحواديت الى قلبها، بل كانت نفسها تهفو لرؤية ذلك الوحش الذي أسرته بيللا بجمالها ورقتها لتنفك عنه لعنة السحر ويتحول الى أمير وسيم ركع أسفل قدميها يهبها حبه واضعا قلبه أسفل قدميها!!!..
تراها بالغت في أمنيتها تلك؟.. ولكن.. وحش الأسطورة كان نتاجا عن لعنة ساحرة أما وحشها هنا فهو نتيجة طمع وجشع وقلب ميّت وماض تكاد تقسم أنه يضاهي الليل في سواده!.. كما أن الوحش الخرافي كان مخيف الشكل، بينما وحشها الحقيقي أوسم من قد يقع عليك عيناه، فيما داخله.. مخيف لدرجة الرعب!!!
زفرت بتعب لقد تركها بالامس دون أن أي كلمة فقط ألقى بأمره المتسلط لمديرة المنزل السيدة نجاة أن تذهب بها الى غرفتها وكأنها طرد غير مرغوب به، وعندما جاءتها تلك الاخيرة تبلغها بموعد العشاء رفضت شاكرة ببرود، ولدهشتها لم يأتها غاضبا مزلزلا كما توقعت، بل أنها فوجئت بصينية العشاء تحملها اليها خادمة صغيرة في السن حيث تركتها وانصرفت بدون كلمة.. ليترسخ شعورها بأنها بالفعل سجينة هنا يقوم السجان بادخال الطعام والشراب له.. حتى وان كان هذا السجن هو قصر أسطوري في جزيرة خيالية..
صوت طرقات على الباب نبهها لتنطق سامحة للطارق بالدخول بلهجة باردة، فدلفت السيدة نجاة والتي شعرت بالطيبة والالفة ما ان رأتها بالامس، تقدمت السيدة نجاة تنقل نظراتها بينها وبين صينية العشاء التي لم تمس لتقول بعتاب حان:
- لم تتناولي عشائك آنستي؟.. الغضب على الطعام سلوك طفولي لا أظن أنك تتحلين به!
روجيندا بغيظ:
- وسجني سلوك اجرامي أكيدة أنا أن سيدك يتحلى به!!!!!
نظرت اليها نجاة بلوم لتعض روجيندا على شفتها فلا ذنب للسيدة نجاة كي تنفجر في وجهها، لذا فقد نأت بوجهها جانبا وقالت بتذمر غاضب:
أنت تقرأ
بين أنياب الوحش رواية رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفي
Romanceبين أنياب الوحش رومانسية تركية (منتديات قلوب روايتي الشرقية) بقلمي/احكي ياشهرزاد(منى لطفي) الملخص: من قال أن الوحش هو دميم الوجه، مخيف الشكل والهيئة؟.. فـ.. أصلان لا يختلف على وسامته اثنان، بل قد يكون أجمل من تقع عليه عيناك من الرجال، فهو وبكل يسر و...