بين أنياب الوحش 15 "الجزء الثاني" لـ منى لطفي

21K 599 11
                                    

بين أنياب الوحش

الفصل (15) – الجزء الثاني

بقلمي/ احكي ياشهرزاد (منى لطفي)

زفرت بضيق تام، وهي تنهض من جلستها، لتروح وتجيء في المكان ثم تعود الى الجلوس ثانية، لم يكد يمر يوم على غياب سنان وها هي تشعر بضيق بالغ وسأم فظيع، فذلك اللعين أمره بالسفر لمتابعة أعماله وبفرقعة أصبع كان سنان يغادر وللغرابة دون أن يودعها!!... كانت ساعتها في غرفتها بعد ان انفرد به ذلك الغليظ في مكتبه، وبعد وقت ليس بالطويل إذا بها تفاجأ بسماع صوت الطائرة المروحية لتركض ناحية النافذة فتراها وهي ترتفع في السماء، لتتجه من فورها الى الطابق الأسفل حيث أبصرت نجاة فسألتها أن كان سنان قد سافر لتؤكد لها الأخيرة صحة ظنها، وعندما أبدت دهشتها لعدم وداعه لها أجابتها نجاة بتلقائية دون أن تعلم أنها تصب الزيت الساخن فوق النار:

- لقد سمعت السيد أصلان وهو يخبره أنه سيبلغك تحياته، فلا داعي للتأخير دون طائل!!!!

لتعض على نواجذها غيظا وقهرا منه، وتسارع بالصعود الى غرفتها رافضة النزول منها، حتى أنها أبت موافاته لتناول طعام الغداء معللة فقدانها لشهيتها، وها هو الليل قد أقبل وهي عادت الى سجنها الانفرادي ثانية، وما زاد في قهرها أنها لم تعيد شحن هاتفها الشخصي حتى الآن، فبعد تفكير عميق خافت أن تكون غرفتها مراقبة من قِبل ذلك الوقح اللعين، فهي على يقين من أن المنزل كله مراقب، وخاصة غرفتها لأنه لم يخفِ شكّه وارتيابه بها، لذا فقد ارتأت عدم المخاطرة واظهار هاتفها حتى تتأكد من أنه ليس هناك من يراقبها، أو أن تجد مكان آمن لا يمكن أن يكون مراقبا من قِبل السيد العظيم.. "أصلان كاظم أوغلو"!!!..

صوت طرقات على الباب استرعت انتباهها لتسمح للطارق بالدخول بينما تقف تطالع الفضاء الخارجي من نافذتها الزجاجية، سمعت صوت نجاة وهو يقول بهدوء:

- السيد أصلان يخبرك أنه في انتظارك لتناول طعام العشاء بعد ساعة من الآن.

التفتت روجيندا الى نجاة وقالت بهدوء:

- أبلغيه شكري، واعتذاري عنه، فأنا لا أشعر بأدنى رغبة في تناول الطعام.

تقدمت منها نجاة وهي تقول باعتراض مغلف بحنان:

- ولكن اسمحي لي ابنتي.. أنت منذ طعام الفطور لم تتناولي أي شيء، وهذا ضار بصحتك للغاية..

تنهدت روجيندا عميقا قبل ان ترسم ابتسامة شاحبة على وجهها وهي تقول:

- صدقيني خالتي، لا أستطيع تناول أي طعام، فلا شهية لدي بالفعل..

نجاة بهدوء:

- هراء!.. هذا فقط لأنك حزينة لسفر السيد سنان المفاجئ، ولا بد لك من تناول الطعام، فالجوع يهلك البدن ويمرض الجسد.. ولن يفيدك في شيء امتناعك عن تناول الطعام، بل ستكونين أنت أول من سيصيبه الضرر، وضرر بالغ أيضا!!

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن