بين أنياب الوحش 20 لـ منى لطفي

17.3K 520 9
                                    

بين أنياب الوحش

الفصل (20)

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

"دعه يا أصلان، سيموت في يدك"!!..

هتف رسلان بهذه العبارة وهو يحاول ابعاد يديْ أصلان اللتين أطبقتا على خناق مراد حتى أنحبس الهواء في رئتيه وزحف اللون الأزرق الى وجهه، بينما أصلان يضغط أكثر فأكثر على قصبته الهوائية يكاد يزهق روحه، ولم يفلح أحد في ابعاده عنه، فقد كانت تتراءى له صورة روجيندا وهي تسقط بين يديه كالورقة الذابلة، وللحظة ظنّ أنها قد تكون فارقت الحياة، فقد كان جسمها كقطعة من الجليد وهو يحملها بين يديه، ولم يطمئنّ إلا حينما وضع وجنته أمام أنفها ليشعر بنفحة هواء ضئيلة للغاية تلفح وجهه، فوضع اصبعيه على عنقها ليستشعر نبضا ضعيفا للغاية يضرب في عرقها أسفل أنامله، ليتجه سريعا الى احدى الغرف في الطابق الأسفل بالقصر وفي غضون ثوان حضر الطبيب الذي قرر أنها تعاني من هبوط مفاجئ في الضغط وقد تكون تعرّضت لصدمة ما هي السبب لما أصابها، وطمئنهم أنها سرعان ما تستعيد وعيها ولكنه شدد على ضرورة تجنبها لأية ضغوطات أو انفعالات، وما أن خرج الجميع وقد تركها أصلان حيث هي حتى تصحو من اغماءتها، وقع نظر أصلان على ذلك الزائر الغريب، ليتمتم بلعنة نابية مسموعة بوحشية قبل أن ينقض عليه يكاد يفتك به، ثأرا لما حدث لحبيبته!!..

استطاع رسلان بصعوبة جمة فك يديْ صديقه عن عنق مراد، والذي دخل في نوبة سعال شديد، بينما أصلان يحرك سبابته أمامه يهدر بغضب وحشي مهددا:

- يِّمِيني ديِرِمْ (أقسم بالله).. أن أصابها مكروه لأقتلنك وبكل دم بارد!!

مراد وهو يحاول التقاط أنفاسه المختنقة بشقّ الأنفس:

- لن تسـ تستطيع ابـ ابعادي عنـ عنها، ما أن تصحو حتى.. حتى.. آخذها ونذهب من هنا!!!!

صرخ أصلان وهو يعاود هجومه على مراد بشراسة بالغة:

- جرّب أن تخطو بقدمك خطوة واحدة ناحيتها وأنا سأقص ساقيك الاثنين بيدي!!!

تعالى صوت احسان يقاطع شجارهما وهي تدلف خارج الغرفة حيث روجيندا:

- صمتاً!!!!!!..

اقتربت من أصلان الذي كان يمسك به رسلان بينما وقف مراد يتنفس بعمق وقد بدأت تنتظم أنفاسه ووقف يطالع أصلان في استفزاز وتحدّ بينما تابعت احسان تنهرهما كطفلين مشاغبين:

- ألا يكفي ما تعرضت له صغيرتي اليوم من ضغوطات لتسقط بين أيدينا مغشيّا عليها؟.. ماذا أن استيقظت فجأة وسمعت صياحكما؟..

ثم رفعت سبابتها تواصل بلهجة تحذير لا تخطئها الأذن وقد غدت شرسة في الدفاع عن ربيبتها تماما كالنمرة التي تحمي صغارها:

بين أنياب الوحش رواية  رومانسية تركية مكتملة لـ منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن