الطائر المهاجر
هل يمكن للطائر المهاجر يعود إلى وطنه دون الوقع في فخ البشر؟؟
ولماذا يهاجر الطير؟؟هل للبحث عن الطعام أم للبحث عن الذات؟؟
أيا كان هذا طير خلقه الله لكي يرفرف باجنحته فوق السحاب
ماذا عنك يا إنسان؟؟
السؤال الذي يدور في عقلي لماذا يهاجر الإنسان عن وطنه؟؟
ولماذا يرى الوطن سيء إلى هذه الدرجة؟؟
وهل حقا يعتقدون أن الراحة خارج الوطن ؟؟من وجهة نظري أن الوطن يستحق مننا الإحترام أكثر من ذلك، وهذا ليس حديث شعراء ولا مناضلين، الوطن كيان وليس أشخاص، الأشخاص تموت والوطن يحيا، من الصعب العثور على وطن دافئ
أستغرب من قول أنهم يريدون الهجرة إلى الخارج بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية ولكن إذا فكر المرء بكل الجوانب سيجد أن الوطن محفوظ من عند الله وليس الحكام، هناك أوطان أخرى تتمنى وضعنا الحالي؛ حين كنت صغيرة وأحلم بأشياء كثيرة وأرى حلمي يتبخر كان والدي يقول لي انظري إلى بلاد الحروب والدمار كل ما يحلموا به الأمان والسكينة وإنتي تحزني على أشياء تتعوض ولكن الأمان لا يعوضه بثمن
ونحن نريد الهجرة
عجبا عليكم يا شباب تريدون الهجرة وأنتم في بلد الأمن و الأمان((نجمة علي السيوفي))
خططت (نجمة) هذه الكلمات على الورق الذي ستسلمه في المجلة التي تعمل بيها حيث عينت في هذه المجلة منذ شهور تقريبا، (نجمة) فتاة رقيقة تحب البساطة في كل شيء حيث تجلس على مكتبها في غرفتها هدأت اللون وتعمل بصمت هي تعشق الكتابة وتعشق مجالها وترى أن الكتابة غذاء للعقل وليس الكتب
«----»: حبيبتي الحلوة بتعمل إيه؟؟
قطع عليها والدها ذلك التفكير المفعم بالشغف
«نجمة»باستغراب: بابا .. حضرتك دخلت أمتى؟؟ محستش خالص
«علي»: أنا هنا بقالي شوية شوفتك وإنتي بتكتبي قولت أتفرج عليكي وبلاش ازعجك
وقفت (نجمة) واتجهت إليه وقبلته من رأسه ويده
«نجمة»: أنت تعمل إللي أنت عايزه يا سيادة اللوا .. إيه إللي مصحيك بدري كدا؟؟
أمسك اذنها كعقاب ولكنه يمرح معها فهي طفلته الوحيدة بعد أن تركته زوجته
«علي»بابتسامة: عندي بنت سوسة بتخرج من غير ما تفطر معايا لازم أصحى بدري عشان ألحقها
«نجمة»بتمثيل: لا مينفعش لازم تشد عليها شوية يا سيادة اللوا .. بنات آخر زمن
ضحك الأب واحتضنها
«علي»: مش هعرف اغلبك أبدا .. ها قوليلي كنتي بتكتبي إيه؟؟
«نجمة»بحماس: مقال جديد عن هجرة الشباب .. الشباب مبقتش مستحملة الكل شايف إن البلد وحشة ومش عارفين يشتغلوا بجد بضايق من العقول إللي بتفكر كدا .. عايزين كل حاجة على الجاهز .. اه الأوضاع صعبة ومفيش فرصة عمل بس دا مش داعي أنك تهاجر جرب وحاول وعافر لكن مين يسمع
«علي»: بصي يا بنتي سيدنا (يونس) -عليه السلام- لما تعب ويأس من قومه مشي من المكان من غير ما يستنى إذن ربه كان العقاب إيه أنه بلعه حوت مش بس كدا دا ربنا كان هينفذ عذابه على قوم سيدنا (يونس) بس هما لحقوا نفسهم وتابوا وربنا استجاب ليهم، وكذلك سيدنا (يونس) لما بلعه الحوت عرف أن ربنا بيديلوا فرصة تانية يصلح خطأه أنه مصبرش على قومه ومشي وهما على كفرهم .. الشباب فاكرين أنهم لما يمشوا من البلد هيستريحوا ميعرفوش أن ربنا هينزلهم ألف حوت عشان يعرفوا غلطهم .. دورك إنك توعي الشباب دول
نظرت (نجمة) إلى والدها بحب كم تعشق هذا الرجل هو سندها بعد أن توفت والدتها وهي في الثانية من عمرها حيث لا تعرف شكلها إلا من الصور وكان والدها هو الأب والأم معا، قدس حياته لها هي ولشغله وحاليا هو على المعاش المبكر لمرضه المفاجئ
«نجمة»بفخر: طبعا هوعيهم مش بنت سيادة اللوا
«علي»: يا بت يا بكاشة
«نجمة»: طيب يلا نحضر الفطار عشان أنا هتأخر على المجلة كدا
«علي»: الفطار متحضر يا استاذة (نجمة) اتفضلي اتفضلي
ضحكت (نجمة) على طريقة والدها الرسمية وذهبت معه إلى مائدة الطعام
«نجمة»: قولي الأول أخدت الدوا؟؟
«علي»: ليه بس السيرة دي ما إحنا كنا كويسين
«نجمة»: يعني مأخدتوش .. أعمل فيك إيه دلوقتي متمدش إيدك هروح أجيب الدوا واجي
ذهبت (نجمة) لتجلب الدواء ونظر لها الأب وتنهد
«علي»: أنا مش عارف يعني هو الدوا دا هيأخر الموت مهو كدا كدا جاي
أتت له (نجمة) بحزن وهتفت باستنكار
«نجمة»: إيه يا والدي إللي بتقوله دا .. دا كلام على الصبح .. عايز تسبني لوحدي
«علي»: أنا بدعي ربنا يطول في عمري عشان أشوفك عروسة زي القمر
أغمضت (نجمة) عينيها وزفرت الهواء ببطء
«نجمة»: تاني هنعيده تاني .. بابا أنت كل حاجة في حياتي ومش مستعدة أضحي بيك عشان راجل تاني وأنا مبسوطة كدا .. وبعدين يعني هو أنا كدا مش عروسة يا حبيبي أنا مستعدة البسلك فستان الفرح وأتصور واعلقلك الصور وطول ما أنت رايح وجاي تشوفني عروسة
«علي»بحنان: مش من حقي اسلمك لعريسك يا بنتي هتفضلي لحد أمتى كدا يا حبيبتي العمر بيجري....
«نجمة»: إيه يا والدي هو أنا عندي خمسين سنة بابا أنا عندي ستة وعشرين سنة يعني لسه العمر قدامي وبعدين ربنا يجعل يومي قبل يومك
«علي»: بعد الشر يا (نجمة) إيه إللي بتقوليه دا
«نجمة»: مهو أنت مش هتستريح غير كدا .. اتفضل خد الدوا عشان تفطر
نظر لها الأب بيأس من الحديث معها وأخذ الدواء وظلوا يتحدثوا في مواضيع شتى، وفي الساعة السابعة والنصف رحلت (نجمة) من البيت واتجهت إلى مقر عملها بعد تلك المشاجرة الخفيفة مع والدها في حديث الزواج؛ وصلت (نجمة) إلى عملها ودخلت غرفة بيها العديد من المكاتب حيث زملائها في العمل
«نجمة»: صباح الخير عليكوا جميعا
رد الجميع تحية الصباح عليها وأطلقت فتاة منهم إسم (نجمة) بصوت عالي
«نجمة»بفزع: إيه يا (هبه) تعالي ادفنيني أحسن في إيه؟؟
«هبه»بضحك: فرحانة بيكي أنتي مش متخيلة أيه إللي حصل
وقفت نجمة ترتب أوراقها وما تريده وهتفت دون إهتمام
«نجمة»: إيه إللي حصل؟؟
«----»: أنا مش عارفة إزاي صحافية وملكيش في السوشيال ميديا
«نجمة»: بصي يا (نغم) أنا مليش في الكلام دا والفضايح والكدب إللي على المواقع دي وبعدين أنا بشتغل في قسم ملوش علاقة بالسوشيال ميديا بتاعتك دي أنا بكلم الشباب وهما بيتوصلوا معايا عن طريق المجلة
«نغم»: أنا مش عارفة هتفضلي لامتى كدا يا بنتي الناس بتتقدم وإنتي محلك سر
«هبه»: سبيها براحتها يا (نغم) .. المهم يا ستي المجلة عدد قرأها بيزيد كل يوم والناس كلها عايزة تعرف مين صاحب باب "حكايات بلد"
«نجمة»: طب وفين إللي يفرح في كدا .. اه طبعا الحمد لله على أن القراء بيزيدوا بس فين الفرحة
«هبه»: مش أنتي إللي بتكتبي المقالات دي؟؟ يبقى نقولهم
«نغم»بانفعال: نسيتي (داليا) هانم
«هبه»: أخ صح
كانت نجمة تستعد للذهاب إلى المطبعة ولم تريد مشاجرة أخرى بينها وبين رفقاء العمر
«نجمة»: بصي يا (هبه) حاجة تفرحني جدا أن القراء يزيدوا عشان المقال إللي بكتبه بس بينما أنت تجتهد وتعمل هناك (داليا) تسرق مجهودات الآخرين .. ربنا يهديها
«نغم»بغضب: أنتي إللي ساكتة على حقك يا (نجمة) بذمتك دا شغل دا لما تسهري على مقال وتيجي الست هانم تخده على الجاهز منك دا يبقى شغل
«نجمة»بإحباط: (نغم) كفاية كلامك دا .. زي ما أنتي قولتي أنا راضية كفاية أني بشتغل
«هبه»: لا طبعا كلام (نغم) صح أنتي مش راضية أنتي مجبرة على كدا بس إيه إللي مخليكي ساكتة على الوضع دا
توترت (نجمة)كثيرا وصمتت قليلا
«نجمة»: اااا أنا حبه شغلي كدا .. أنا هروح أودي المقال المطبعة
ذهبت (نجمة) من أمامهم سريعا ونظرت (هبه) إلى (نغم)
«هبه»: البت دي مخبية حاجة
«نغم»: مخبية بس!! لا وهبله وباين عليها