كان المشهد غريب ومرعب ومدهش في كل شيء،
دخل رجل أواخر الخمسينات ذو وجه كالصقر لم يتحدث بل دخل متجه إلى (علي) بخطوات واثقة كان معه رجال حماية، وقف أمام (علي)
(محمود): طب كويس أنك لسه فاكرني
لم ترتاح (نجمة) لهذا الرجل إطلاقا اتجهت إلى والدها لتسانده إذا حدث شيء نظر لها (محمود) من رأسها إلى إلى قدميها بطريقة ارعبتها
(محمود): بنتك حلوة يا (علي) تصدق فكرتني بالمرحومة
(علي)بغضب: كلمة تانية صدقني مش هيهمني حد
(محمود)بسخرية: أنت بقيت أعمى ولا إيه يا (علي) أنت مش شايف مين إللي في مركز قوة
سار (عيسى) ببطء يقف بجانب (علي) و(نجمة)
(عيسى): مين بقى إللي في مركز قوة عشان أنا كمان أعمى
نظر له (محمود) بغضب حارق
(عيسى): باركلي أنا اتجوزت .. (نجمة)
أمسك (عيسى) يدها يدعمها ونظر لها يطمأنها
(محمود)بغضب: عرفت .. مبروك يا (عيسى) يا ترى حلو الجواز
(عيسى): جدا ... وإن شاء الله نجبلك والي العهد
كان (عيسى) بارد في ردوده من ما أغضب (محمود) ولكن تملك نفسه، أقترب من (علي) وهمس بغضب التقطه (عيسى)
(محمود)بشر: مش هتخد عيالي كمان يا (علي) أنا إللي هخد روح بنتك
(علي)مماثل: أنا مضربتش حد على أيده كل واحد أختار .. فاهم أختار
أبتعد (محمود) عنه ونظر للموجودين بتعالي
(محمود): حتى (جان) .. طب (أحمد) وقولت متربي وسط ناس....
(أحمد): حضرتك قولتها متربي الحمد لله على دي نعمة أصل في ناس تانية يهمها جمع الفلوس
(محمود)بخبث: مش أحسن ما أعيش بفضيحة
أغمض (أحمد) عينيه بغضب دفين
(جان): هو حضرتك مش ملاحظ إحنا عدينا السن القانوني يعني كل واحد حر في حياته
(محمود): بلاش أنت .. داير تتسرمحلي مع بنت منعرفش أصلها...
(جان)بغضب: أنا مسمحلكش .. الناس مش بالأصل يا (محمود) بيه في ناس كتيرة عندها أصل واطي بس بتتباها بيه
(محمود)بضحك ساخر: بقيت بتعرف ترد على أبوك .. أعمل حسابك مفيش جواز من البنت دي
(جان): أصلا أنا مخدتش رأيك
(عيسى)بسخرية: (جان) أنت اتجننت بترد على أبوك عيب
اتجه (عيسى) إلى والده ببطء
(عيسى): سامحه ميعرفش أنك واصل تقدر تعمل أي حاجة عشان مصلحتك
(محمود): كل يوم بتأكد أني معرفتش اربي..
(عيسى)بسخرية: لا مهو فعلا محدش فيكوا عرف يربي كنتوا مشغولين تربية إيه يا باشا والله ضحكتني
(محمود): هتندم يا (عيسى)
(عيسى): معنديش حاجة أخاف عليها
نظر (محمود) إلى (نجمة) بخبث
(محمود): والامورة دي
(عيسى)بهمس: صدقني مش في مصلحتك تعملها حاجة .. أصل أنا مش هضيع الحاجة مني مرتين
(محمود): برافو بتعرف تهدد
(عيسى)بسخرية: اوووووبا نسيت مش تفكرني يا (جان) .. مش (داليا) اتجوزت
نظر (محمود) ل(داليا) بصدمة التي خبأت نفسها خلف (حسام) ترتعش
(محمود): أنت لعبت بالنار يا (عيسى)
سار (عيسى) بتمهل منتصر
(عيسى): شرفت يا (محمود) بيه
نظر إليهم بغضب جم وصل إلى ذروته واتجه إلى الباب
(عيسى)بضحك: سلامي ل(لصياد) وعيلته
خرج (محمود) سريعا وأغلق الباب خلفه بغضب أعمى حيث أصدر صوت ارتعشت له الأبدان، نظر (عيسى) ل(علي)
(عيسى): أنا آسف يا عمي
(علي): كدا كدا كان هييجي بيك أو من غيرك
(عيسى): كدا مفيش إجتماع بكره
كانت (داليا) في حالة يرثى لها حيث جسدها كليا يرتعش وبارد من لاحظ ذلك (حسام) أمسك بها واحتضنها
(حسام): بس (داليا) في إيه أهدي
اتجه (عيسى) إليهم
(عيسى): (داليا) حبيبتي أهدي إحنا كلنا جانبك
ولكن هي لم تسمع أحد بل سارت إلى الظلام الذي يناديها بقوة تريد ترك الحياة بشدة، امسكها (حسام) جيدا حيث ثقل جسدها
(حسام): إحنا هنمشي يا (عيسى) ... هنروح البيت
(نجمة)بفزع: طيب نفوقها
(عيسى): مش هينفع تفوق لازم تستريح .. ماشي يا (حسام) أنا هوصلكوا
(جان): خليك أنت وأنا هتصرف
اومأ له (عيسى) بهدوء وحمل (حسام) (داليا) واتجه بها إلى الباب ومعهم (جان) خرجوا من المنزل بأكمله وصعدوا السيارة التى انطلقت بسرعة، وفي منزل (نجمة) دخلت سريعا إلى غرفتها فهي في حالة لا تسمح لها بتحدث مع أحد، وفي الخارج جلس الجميع بهدوء
(أحمد): أنا كمان همشي
(عيسى): استنى .. أنت تعرف حاجة بخصوص (جان)
(أحمد): (جان) عايز يتجوز (هبه) .. كان مستنيك ترجع عشان يحكيلك بس اديك شايف إللي حصل
أبتسم (عيسى) ف(هبه) منسبة ل(جان) كثيرا
(عيسى): إن شاء الله نروح نخطبها ومعنا حضرتك يا عمي
(علي): طبعا موافق و(عبد العزيز) أبن حلال مش هيرفض
(عيسى): عقبال إللي في بالي
(أحمد): أنسى .. يلا سلام عشان لسه ورايا حاجات .. بقولك تفتكر كلنا اترفدنا من المجلة
(عيسى): حتى لو هنعمل إحنا مجلة تانية .. عمك مش بيفكر كدا
(أحمد): ربنا يستر .. سلام
ذهب (أحمد) من أمامهم وتنهد (عيسى) بتعب
(علي): أدخل أستريح يا إبني
(عيسى): بابا يعرفكوا إزاي يا عمي دا عارف مامت (نجمة) كمان
(علي): القصة طويلة يا إبني وأنا تعبان
(عيسى): ماشي يا عمي بس حضرتك لازم تفهمني
(علي): حاضر .. (عيسى) أنت فعلا هتجبلي والي العهد
نظر له (عيسى) بصدمة
(عيسى): أنا كنت .. كنت...
(علي): ربنا يرزقكم يارب .. يلا تصبح على خير
ذهب (علي) وجلس (عيسى) بسترخاء أكثر يفكر بتمعن هل يقدم على خطوة لا يعلم مدى تأثرها عليه في المستقبل وليس عليه هو فقط، وقف واتجه إلى غرفة (نجمة) ودخل بهدوء تفاجئ ب(نجمة) تحتضنه
(عيسى): بفزع: حبيبتي مالك أنتِ كويسة؟؟
كانت تبكي بشدة ألمت قلبه حملها واتجه بيها إلى مقدمة الفراش يجلسوا سويا
(عيسى): (نجمة) أهدي بس في إيه؟؟
(نجمة)ببكاء: باباك يخوف أوي يا (عيسى)
(عيسى): طب أهدي ما أنا معاكي أهو
(نجمة): مهو دا إللي مطمني .. بس أنت كمان تخوف
(عيسى)بذهول: أنا!!!!
اومأت له واهدأت نفسها ووقفت تبتسم بخبث إلى خطتها، وقف (عيسى) هو الآخر
(عيسى): أنا أخوف في إيه؟؟
نظرت له وهي تمثل الحزن والاسى
(نجمة): هتسبني ... أنت قولت هتسبني
(عيسى)سريعا: لا أنا مش هسيبك حتى لو حصل بينا مشاكل صدقيني مش هسيبك
اتجهت إليها تحتضنه وابتسمت لنفسها بانتصار
(عيسى): طيب أهدي خلاص أنا جانبك أهو
زادت من احتضانه و مدعبت ظهره ارتبك (عيسى) قليلا لأنها لمست جرحه
(عيسى): أحم .. طب يلا استريحي إحنا تعبانين لازم نستريح
ابتعدت عنه قليلا ونظرت له بقهوة عينيها
(نجمة): ماشي
(عيسى): أحم .. يلا روحي
تحركت (نجمة) ببطء إلى الفراش وتمددت بهدوء استغربه (عيسى) اتجه هو الآخر إلى الفراش وتمدد بجانبها ولكن تذكر قميصه خلعه ببطء وتمدد ثانيا اغمضت (نجمة) عينيها و أبتسم (عيسى) لتعقلها واغمض عينيه هو الآخر