لم تتوقع (داليا) أبدا قدوم والدها وعمها هنا دبت رعشة قوية في اوصالها من احتمالية أذى ل(حسام) او أيا من شقيقته ووالدته لا يهمها نفسها فعليا كل ما يهمها لا أحد يلحق به الأذى بسببها
«حسن»: إيه يا (دودو) مش هتقوللنا اتفضلوا مش دا بيتك بردو
أتت السيدة (فاطمة) من الداخل وتفاجأت بهولاء الرجال ونظرت إلى (داليا) باستفهام
«داليا»: دا بابا وعمي يا ماما
«فاطمة»ببشاشة: أهلا وسهلا بيكوا هنا .. اتفضلوا اتفضلوا
نظر (محمود) لتلك السيدة البسيطة والمتواضعة بتعالي ودلف دون أن ينتظر باقي جملتها أم عن (حسن) وقف يستوعب الموقف برمته هو لم يحبذ المجيء ولكن شقيقه أصر على ذلك
«حسن»: أهلا بحضرتك يا فندم
دلف هو الآخر و(داليا) تدعو أن يأتي (حسام) في تلك الأجواء سريعا
«محمود»: هو سيادة الرائد في الشغل؟؟
«فاطمة»: اه يا فندم هو مش معاد رجوعه دلوقتي...
«محمود»: كويس عشان يكون كلامنا مع حضرتك وتعقلي أبنك
امتعض وجه السيدة (فاطمة) كثيرا ونظرت ل(داليا) التي اعتذرت لها بعينيها وتترجاها تتماسك
«فاطمة» بنبرة حاولت جعلها طبيعية: تشربوا ايه؟؟.
«حسن»: كتر خيرك يا حجة .. هو الحقيقة كنا جايين..
«محمود»: نرجع بنتنا عشان اللعبة إللي حصلت دي سخيفة جدا واعتقد شوفتي أبنك حصله ايه بسببها
«فاطمة»: لعبة!!! .. وحصل ايه لابني؟؟
«محمود»: دا على أساس أن وجود (داليا) عادي عندك
«فاطمة»: (داليا) مرات أبني وبنتي كمان .. مش فاهمة حضرتك عايز ايه بالظبط؟؟
«محمود»: إن أبنك يطلق (داليا)
«داليا»: هو حضرتك ليه بتتكلم بالنيابة عني دا جوزي وأنا مش عايزة اطلق
«فاطمة»: شوفت حضرتك يعني أعتقد البنت عندها ستة وعشرين سنة مهياش قاصر ولا هربت من البيت واتجوزت من ورا أهلها دا إللي مجوزها أبن عمها
«حسن»: بس بعدم موافقتي أنا أبوها يا حجة وادرى بمصلحة بنتي .. أبنك مش مستفيد أي حاجة غير وجع الدماغ وأنه دخل نفسه في مشاكل عائلية وإحنا بنعفيه من دا
«فاطمة»: أبني اتجوز لا عمل عيب ولا حرام وبموافقة بنتك إللى هي حياتها .. الجواز مش مصالح بس يا فندم .. أبني مش مستفيد حاجة لأنه مش داخل مصلحة مع حضرتك في بنتك دا هيصونها ويسندها .. مش لاقيه مشكلة بصراحة ولا حضرتك عايز توصلي أن إحنا مش قد المقام
«حسن»: العفو يا حجة
«محمود»: دا شيء مفروغ منه
نظرت ليه السيدة (فاطمة) بغيظ و(حسن) بذهول
«فاطمة»بقوة: كتر خيرك .. بس من الآخر كدا مفيش طلاق البنت زي ما هي مرات أبني فهي بنتي وأنا مش هسبها واللي عنده حاجة يعملها .. ربنا كبير
كم شعرت (داليا) بذلك الأمان حقا لأول مرة تختبر حنية الأم لأول وهلة ترى كم مرغوب بها في مكان
«محمود»بنبرة عالية قليلا: دا آخر كلام يا ست انتِ؟؟!!
«حسام»: حضرتك في بيت محترم هنا مترفعش صوتك على حرمة البيوت
تفاجؤا جميعا بوجود (حسام) الذي كان يتابع ما يحدث منذ حديث والدته ودفعها عن زوجته
«حسام»: خير حضرتك جاي تهدد ست كبيرة في بيتها
«حسن»: يا أبني إحنا كنا بنتناقش
«محمود»: لا تهديد وريني اخرك
«داليا»: كفاية بقى أنت عايز مني إيه؟؟
«حسام»: ادخلي جوا يا (داليا) .. يلا
نظرت له بصدمة استوعبتها فورا ودخلت
«حسام»: أنا مليش آخر يا فندم وبكلمك بمنتهى الهدوء .. مش أنتو الأهالي إللي هتخاف على بنتها بفكرك تاني أنتو دخلتوا اوضتها واحد غريب جريت من هناك بالبجامة .. اه وحضرتك قولت بنفسك ملاكش بنات .. جاي تاني هنا ليه؟؟
«محمود»: هطلقها وهنشوف
رحل (محمود) ينتظر (حسن) في الأسفل وبقى (حسن) ينظر لهم
«حسن» بيأس: عندك حق في كل كلمة يا أبني .. أنا مش أب ولا عمري هكون .. بس بجد مش عارف إيه الخير إللي عملته خلا ربنا يبعت لبنتي إنسان زيك .. أنا عايزك تقولها إني مش وحش معرفتش أكون أب .. عايز اعتذرلها كتير عن حياتها دي كلها .. عايزك متستغناش عنها مهما (محمود) عمل .. (داليا) اتعرضت لكل انواع الخذلان متخلهاش تيجي منك أنت كمان .. أنا مطمن عليها معاكوا هنا ومع الست الطيبة دي .. أصل أمها معرفتش تكون كدا .. عن إذنك
ذهب سريعا وهو يتمنى لهم حياة أفضل وسيفعل كل جهده لمحاربة شقيقه و(سيف) الصياد ،رحل (حسن) وهو يشعر بحزن جم يسكن صدره رآه في أعين ابنته المذعورة من مجرد رأيته، رآه عندما اختارت ابنته أشخاص غريبة عنها لحمايتها منه، رحل وهو يعيد ترتيب حساباته مرة أخرى، أما عند (حسام) ووالدته
«حسام»: أنا آسف يا أمي .. مكنتش متخيل هييجوا هنا
«فاطمة»: أدخل راضي مراتك يا أبني وخد بخاطرها ليها كل الحق في انهيارها دا
نظر لها قليلا ثم استأذن منها لينصرف دخل الغرفة وهي كانت ترتدي حذائها وقف بصدمة ينظر لما تفعله
«حسام»: دا إسمه إيه دا؟
«داليا»بعصبية: غلط كل حاجة كانت غلط .. أنا معرفش إزاي مشيت ورا كلامك كدا ووصل بينا الحال لهنا .. إزاي صدقت أن أنا كدا مش هأذيك أنت ومامتك واختك .. دا اكبر غلط
«حسام»: وطي صوتك يا (داليا) وبلاش جنانك دا
«داليا»: بردو هتقولي جنان .. أنت إللي وصلتنا لهنا يا (حسام) .. أنت أخدت إللي أنت عايزه سبني بقى لو سمحت كفاية كدا
«حسام»: أخدت اللي أنا عايزه!!!!!! هو أنا جايبك من الشارع.....
«داليا»: أيوة فعلا دا حصل أنت جايبني من الشارع .. مكانش ينفع خالص بجد تدخل واحدة عندها سوابق ومريضة نفسيا اتربت في ملجأ .. أهلها ممكن يعملوا أي حاجة عشان مصالحهم .. سبني يا (حسام) طلقني كدا أحسن ومفيش حد هيقدر يرجعني عن قراري دا
«حسام»وهو بقترب: مش هيحصل يا (داليا) وكل كلامك دا ميفرقش معايا
«داليا»بانهيار: أبعد .. أبعد يا (حسام) مش أي مشكلة هتحصل بينا يبقى آخرها سرير .. خلاص بقى كفاية
لم يستوعب حقا ما يحدث لها هل تعتقد أنه يفعل ذلك من أجل راحته في الفراش
«حسام»: ماشي يا (داليا) هيحصل إللي أنتِ عايزاه .. بس أنا رأيي تبعدي شوية عن كل دا
«داليا»براحة: أيوة صح .. عايزة أروح ل(هبه) هناك هرتاح
«حسام»: ماشي
«داليا»بذهول: بجد موافق؟؟!!
«حسام»: اه .. روحي اقعدي عندها .. اتصلي بيها وأنا هتصل ب(جان) .. ولما ييجي (عيسى) هنفذلك إللي مرتحاله
لوهلة حزنت أنه سيتخلى عنها ولكن هي معتادة على ذلك ذهب من أمامها وهي بحثت عن الهاتف إلى أن التقطته وهاتفت (هبه)
«هبه»: وحشتيني يا بنتي المجلة سخيفة جدا من غير رخمتك
«داليا»بنبرة جعلتها هادئة: (هبه) أنا عايزة أجي ابات عندك كام يوم ممكن
«هبه»: أنتِ بتستأذني يا عبيطة تعالي يلا مستنياكي .. بس مال صوتك
«داليا»: هحكيلك لما أجي .. شكرا بجد يا (هبه)
أغلقت معاها إلى أن يلتقوا مجددا وجلست على الفراش لا تستوعب أن حلمها الجميل لم يدوم سريعا هكذا، وبعد فترة قرب الساعة ونصف كانت أمام منزل (هبه) وبجانبها (حسام) هادئ تمام
«حسام»: لو عوزتي حاجة كلميني
نظرت له بصدمة كبيرة لتلك الدرجة كانت مخدوعة به
«داليا»: ماشي .. خد بالك من نفسك ومن (بسمة) وماما
أبتسم لها بهدوء وامسك يديها يقبلها بجفاف لأول مرة تشعر به خرجت من السيارة ودخلت إلى العمارة سريعا ووقف هو ليطمأن عليها إلى أن هاتفه (جان) وقال له أنها بسلام مع (هبه) وأنه يريده في شقة (أحمد)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~