وبعد شهر من نجاح (نجمة) المبهر في المجلة والقصص التي تتفنن في كتابتها، كانت تتحدث مع والدها عن السفر ويجلس معهم (أحمد)
(نجمة): بابا عشان خاطري أروح معاك
(علي): يووووه يا (نجمة) لا يعني لا
(نجمة): لا ليه قولي أسباب مقنعة
(علي): (نجمة) .. روحي حضري شنطتك هتروحي عند (أحمد) .. ومفيش كلمة زيادة
نظرت له بيأس وذهبت إلى غرفتها هي تعلم أنها تعمدت أن تضغط عليه وهو يكره ذلك
(أحمد): في إيه يا عمي ليه رافض أن (نجمة) تروح معاك بقالك كدا فوق الخمس سنين
(علي): مش عايزها تتعود على الناس هناك ولا عويدهم هتتعب يا (أحمد) .. بلاش أحسن أنا هنا مطمن عليها معاك
(أحمد): حضرتك خايف عليها من أهلها دول ناسها وسندها
(علي)بحزن: وأنت أخوها اه مش من لحمها ودمها زيهم بس أنا مطمن عليها معاك مش معاهم
(أحمد)باستغراب: لدرجة دي؟؟
(علي): وأكتر يا (أحمد)
(أحمد): طب حضرتك مسافر أمتى؟؟
(علي): الفجر .. أنا مجهز حاجاتي هتوديني المحطة
(أحمد): ماشي يا عمي
لم يريد إقحام (نجمة) في مشاكله مع شقيقه وابنه الذي لم يؤمن له يوماوفي محطة القطار وقفت (نجمة) مع والدها ونظرت له واحتضنته بشدة
(نجمة): بابا خالي بالك من نفسك .. ومتنساش الدوا .. وهكلمك كل ساعة اطمن عليك
ضحك (علي) لها ولتعليماتها التي لا تنتهي
(علي): أنتِ ركزي في مستقبلك وخالي بالك من نفسك .. وأي حاجة كلميني .. خد بالك منها يا (أحمد)
(أحمد): حاضر .. تروح وترجع بالسلامة يا عمي
ذهب (علي) ليصعد القطار وبعد ربع ساعة أنطلق القطار من المحطة
(أحمد): يلا يا (نجمة) مش هنبات هنا
اومأت برأسها وذهبت حيث السيارة ودخلت وبجانبها (أحمد)
(أحمد): على فكرة لسه (عيسى) عندي في البيت
نظرت له بتياه على مدار شهر كان تغير كثيرا يعمل معها بشغف يحترم مواعيده ويعطيها مساحتها في الكتابة حتى أنه ألتزم المنزل مع (أحمد) لا يسهر
(نجمة): ماشي
(أحمد): (نجمة) ركزي بقولك (عيسى) هيبقى موجود
(نجمة): أعمل إيه يعني يا (أحمد) تطرده عشان خاطري المهم انك موجود مش هقعد معاه لوحدي
(أحمد): هو حصل حاجة بنكوا النهاردة؟؟
أغمضت (نجمة) عينيها تتذكر مشاكسته لها طول الشهر وذلك اليوم الذي أعتذر فيه عن تطاوله عليها
(نجمة): أنا تعبانة وعايزة أنام لما نوصل قولي
صمتت وبعد قليل ذهبت في سبات عميقوصل (أحمد) إلى العمارة وكانت (نجمة) غارقة في النوم نظر إلى البوابة لم يرى الحارس يجلس لعنه وأمسك هاتفه وهاتف (عيسى)
(عيسى): إيه يا إبني أنت فين؟؟
(أحمد): (عيسى) معلش ممكن تنزلي تحت تاخد الشنطة بتاعة (نجمة) عشان هي نايمة ومش هتفوق
(عيسى): طيب نازل
وبعد دقيقتين أتى (عيسى) ونظر ل(نجمة) النائمة
(عيسى): طب ما تصحيها هتطلع إزاي؟؟
(أحمد): هشالها .. لو صحيت أنا وأنت مش هنام يلا شيل الشنطة
نظر له وأخذ الحقيبة وحمل (أحمد) (نجمة) إلى المصعد ومعه (عيسى) كان ينظر لها وهي غافية وكأنها ملاك
(عيسى)بغباء: تقيلة؟؟
(أحمد): إيه السؤال دا .. لا مش تقيلة
وصلوا ودخل إلى الشقة القابلة لهم التي هي في الأصل ملك لوالد (أحمد)و منها إلى غرفة وأنزل (نجمة) على الفراش بحرص و كان (عيسى) معه
(عيسى): طب مش هتغير هدومها
(أحمد): لا سيبها .. يلا نخرج
خرجوا من الغرفة ومن الشقة بأكملها وتنهد (أحمد) وذهب ليجلس على الأريكة
(عيسى): إيه إللي حصل؟؟ وليه متبتش معانا هنا أضمن
(أحمد): مش عارف بس الموضوع خطير .. (عيسى) دي أمانة عندي بلاش تزعلها
(عيسى): متخافش مش هعمل حاجة
(أحمد): ماشي يا (عيسى) .. ربنا يستر .. تصبح على خير
رد عليه (عيسى) وذهب (أحمد) إلى غرفة نوم والديه