وبعد أسبوع دون عمل كانت (نجمة) تجلس على مكتبها تحاول نسيان حلمها و حبيبها تحاول وصف مشاعرها التي دفنت
نفعل أشياء لا نريدها بسبب أشخاص أقرب لنا من أنفسنا
لماذا الندم أيها القلب؟؟
هل لترك حبيبك؟؟
أم حزين على حلمك الذي تبخر؟؟
لماذا لا تندفع وتقول له إنك متيم به أنك تعشقه أنك تتعذب في غيبه عنك؟؟
لماذا تندم على ضياع فرصتك وهل هي حقا فرصتك أم تحذير من الله؟؟
لماذا تفكر به وهو لا يعلم عنك شيئا لا يعلم حتى إن كنت تعشقه أم لا؟؟
أشفق عليك كثيرا
ستظل ضعيف النفس وضعف اللسان
هل تعلم لماذا الله خلقك في داخل الإنسان ومسجون في قفص الصدر؟؟ لضعف عضلتك ووقعك في الحب لمن لا يستحق وأنت تعلم أنه لا يستحق ولكن تعشقه
صون نفسك أيها القلب فهذا الزمن للمخادعين فقط لا لقلب طاهر مثلككانت (نجمة) تكتب بشغف سبعة ايام ولم تمس قلم حزنت كثيرا على فراقها للمجلة وللقلم الذي تكتب به ولكن والدها أهم من كل شيء هي تستعد لفراق أي شيء ولكن لا تستغنى عن والدها؛ كانت شارده في حبيبها المجهول وفجأة استمعت جرس الباب وقفت واتجهت إلى الخارج ولكن كان قد فتح والدها
«أحمد»: مساء الخير يا عمي
«علي»بابتسامة: مساء النور اتفضلوا
دلف (أحمد) ولم يكن بمفرده أتت معه (نغم) و(هبه) و(جان) و(عيسى) و(داليا)، تفاجأت (نجمة) بشدة من الموقف نظر لها الشباب وهي ترتدي ملابس اطفال مرسوم عليها قطة وكانت (نجمة) تسرح شعرها على هيئة كعكتين مما أعطاها منظر طفولي نطق (جان) بدون قصد طفلة جميلة واحمرت وجنتي (نجمة)
«نجمة»بارتباك: شكرا
«جان»: أنتي بتفهمي تركي؟؟
«نجمة» بهدوء: البركة في (هبه)
نظر (جان) إلى (هبه) وأبتسم لها وردت له الابتسامة ولكن بخجل لا تعلم ما سر تلك الرجفة عندنا ينظر اليها
«علي»: طب اتفضلوا يا شباب هتفضلوا واقفين .. (نجمة)
«نجمة»: اتفضلوا طبعا .. ثانية هغير وأجيب حاجه تشربوها
ذهبت (نجمة) سريعا إلى غرفتها وأغلقت الباب وحاولت مسك أعصابها واغمضت عينيها و تنفست ببطءوفي الخارج
«هبه»: أنا هروح أعمل حاجه تشربوها دا بيتي التاني .. عن اذنكوا
«أحمد»: (هبه) متنسيش اللمون ل(نجمة)
«هبه»: ماشي هعمله
«داليا»بهمس ل(عيسى): قولتلك مش عايزة أجي هيتحرق دمي
نظر لها (عيسى) بابتسامة استفزتها
«أحمد»: معلش يا عمي جينا من غير استأذن
«علي»: مبدئيا لو مش هتعدل كلامك أطلع بره أنت عبيط .. دا أنا إللي كنت بغيرلك
ضحك (جان) و(عيسى) بشده على هذا الكلام
«نغم»بتشفي: بتحط نفسك في مواقف بايخة أوي
«أحمد»: كدا يا عمي أنا غلطان يعني إني جاي افك عليك الحصار
«علي»: والله بفكر أهرب من البيت على اللي عملته فيا أسبوع كامل أدوية و مفيش قهوة حاجة أستغفر الله العظيم
أتت (نجمة) من الداخل وكانت تستمع إلى حديث والدها
«نجمة»: على فكرة سمعتك و مش (مراد) إللي يخليني أرجع في قراري
ادرك (عيسى) من يلقبه ب(مراد) غيره وابتسم لذلك التشابه
«نغم»: أهدي بس على نفسك يا ست هانم أنتِ أسبوع متجيش المجلة أنتِ اتجننتي؟؟
«نجمة»بهدوء: ومش راجعه
«جان»: بس المجلة محتاجكي
«نجمة»: وأنا محتاجة والدي أكتر
نظر لها والدها بحنان طفلته الشقية تتلاعب باعصابهم
«علي»: يا حبيبتي وأنا ليا مين غيرك...
«نجمة»بسخرية لم تقصدها: ليك القهوة إللي بتشربها من ورايا لما بنزل وتدمر صحتك .. مش راجعه أنا مبسوطة جانبك هنا
«علي»: أستغفر الله العظيم .. هو عند وخلاص
«نجمة»: لا يا والدي مش عند وحضرتك عارف أنا عمري ما كنت عنيدة بس من حقي لما أحس بخطر على أكتر إنسان بحبه في الدنيا أبقى عنيدة
«نغم»: يا (نجمة) دا باباكي وهو إللي مربيكي هتكبري عليه
«نجمة»: لا طبعا بس بردو مش راجعه
«أحمد»: سبوهالي أنا بقى .. (نجمة) هترجعي الشغل وهتمسكي الباب الجديد وهتنجحي
نظرت له (نجمة) بتوتر هي تعلم ما في عقله
«نجمة»بهدوء: لا أنا نجاحي إللي بجد والدي يفضل جانبي مش أجري عليه في المستشفيات .. انت نفسك شوفت كانت حالتي عاملة إزاي وفي الاخر يطلع بيشرب قهوة من ورايا
«علي»: هتحبسي نفسك معايا يعني؟؟
«نجمة»: اه ما حضرتك حبست نفسك معايا طول السنين إللي فاتت عمري حشت عنك حاجة حتى لما كنت بتطلب مني قهوة وأنت تعبان كنت بعملهالك عشان مزعلكش وقولتلك هسمحلك بفنجان واحد بس كل يومين أنت إللي خلفت وعدك
كنت طفلة في ثوب امرأة كان ذلك تفكير (عيسى) وهو يتأمل ملامحها الهادئة والبريئة
«علي»بغضب: (نجمة) حاسبي على كلامك متنسيش أنك بنتي
«عيسى»: صلوا على النبي كدا الأول
صلوا جميعا على سيدنا (محمد)
«عيسى»: بصي يا آنسة (نجمة) كلنا جايين النهارده عشان نقولك هترجعي الشغل .. وهترجعي عادي
توترت (نجمة)
«جان»: يخربيت الثقة
«عيسى»بغرور: أقل حاجة عندي
«أحمد»: هتودنا في داهية
أتت (هبه) من المطبخ
«هبه»: (نجمة) هو أنتِ مش مؤمنة؟؟
«نجمة»: طبعا أنتِ بتهزري
«هبه»: المرض دا بأيد ربنا .. وباباكي بيدلع عليكي يا ستي .. (نجمة) ربنا اداكي فرصة واختيار وأنتِ مفهمتيش
نظرت لها (نجمة) بحيرة
«هبه»: ربنا كان بيختبرك ما بين حلمك وبين باباكي .. ربنا كان عايز يشوف هتتخلي عن حلمك وتبقي جنب باباكي .. ولا هتروحي لحلمك وتسيبي باباكي .. وانتِ مهمكيش مراكز الدنيا على قد ما همك أن باباكي يكون كويس يعني نجحتي في الاختبار بس ربنا دلوقتي مديكي فرصة تحققي بيها حلمك
«نجمة»بقلق: واسيب بابا؟؟
«علي»: وهو أنا ليه حاسس من كلامك إني طفل
«نجمة»: العفو يا والدي بس زي ما حضرتك بتخاف عليا أنا من حقي أخاف عليك
«علي»: ولو قولتلك هبطل قهوة
ابتسمت (نجمة) بالتدريج
«نجمة»: وعد يا سيادة اللوا
«علي»: وعد يا حبيبة اللوا
«نجمة»: أنتو شهيدين عليه .. وأنا عشان أكون جدعة في فنجان قهوة كل يومين بس لو خلفت وعدك هزعل يا والدي وحضرتك عارف زعلي
«نغم»: يعني المهم أنك وافقتي
«نجمة»: أيوة
«جان»: أوف .. ساعتين بنقنعك
«أحمد»: (نجمة) عايز أتكلم معاكي .. بعد إذنك يا عمي
«علي»: طبعا يا إبني المكتب مفتوح
نظرت له (نجمة) باستغراب من التغير المفاجأة ذهبت ورائه إلى المكتب وأغلقت الباب
«نجمة»: في إيه مالك يا (مراد)
«أحمد»بحزم: (نجمة) أوعي يكون إللي في دماغي صح
«نجمة»بارتباك: إيه إللي في دماغك؟؟
«أحمد»: (عيسى)!!!
فتحت (نجمة) عينيها على وسعهما من أدركه لشخصية حبيبها المجهول
«أحمد»: (عيسى) الراجل إللي قولتيلي بتحبيه
اسكتته (نجمة) بيدها
«نجمة»بهمس: ششششش (أحمد) أنت قولت هتصون السر واطي صوتك
«أحمد»بغضب همس: أنتِ اتجننتي يا (نجمة) .. (عيسى) .. لا أكيد أنتِ بتهزري .. أكيد عيوني كدبت عليا
«نجمة»بدموع: (أحمد) متخلنيش أندم إني وثقت فيك
«أحمد»: دي مش ثقة ... (نجمة) قربك من (عيسى) غلط .. إزاي مخدتش بالي بجد
«نجمة»بضعف: بحبه
نظر لها (أحمد) بصدمة وذهول وتركها وذهب إلى الخارج استأذن لجلب شيء من السيارة خرج من البيت بأكمله أستغرب الجميع بشدة وخرجت (نجمة) من المكتب
«علي»: في إيه يا بنتي ماله (أحمد)
«نجمة»بكذب: أبدا يا بابا نسي حاجة كنت عايزاه يجبهالي
«نغم»: أول مرة يعملها
«نجمة»: معلش يا جماعة أنا تعبانة شوية
«علي»: مالك يا بنتي
«نجمة»: مفيش يا سيادة اللوا ..بس صداع جامد
«علي»: طيب أدخلي نامي يا حبيبتي
«نجمة»: عن اذنكوا
دخلت غرفتها سريعا وبكت بشدة