*الفصل الثاني والعشرون*

1.3K 73 0
                                    

وفي صباح يوم جديد يختلف في كل شيء، كان (عيسى) مستيقظ يلعن نفسه على ما حدث بالأمس كيف استسلم إلى شيطان نفسه لهذه الدرجة كيف له أن يتعمق في علاقة ليست مضمونة من أجل راحته المؤقتة كان ينظر ل(نجمة) بألم ويحاول إقناع نفسه أن ما فعله هو الصواب فهي بالتالي لن تتركه إذا علمت الحقيقة، استيقظت (نجمة) بسعادة لا توصف لأنها حققت ما تريده نظرت إلى (عيسى) المستيقظ وعلامات الانزعاج على وجهه أدركت أنه نادم على فعلته بالأمس
(نجمة)بهدوء: صباح الخير
نظر لها بحزن ألم قلبها
(نجمة): (عيسى) حبيبي أنت كويس؟؟
(عيسى): أنا آسف يا (نجمة) مش عارف اقول حاجة غير آسف
(نجمة): على إيه أصلا .. مش فاهمة
(عيسى): إللي حصل إمبارح وو...
(نجمة): (عيسى) أنت عايز تقنعني أننا في مكان واحد لوحدنا ومش هيحصل كدا
(عيسى): كان المفروض...
(نجمة): أنا مراتك المفروض أن دا عادي
(عيسى): مش قبل ما تعرفي الحقيقة
(نجمة): وحصل قبل ما أعرف عادي يعني الحقيقة دي مش هتغير أننا اتجوزنا
(عيسى): أنتِ مش قادرة تصدقي....
(نجمة)بعصبية: أنا مش عايزة أسمع منك حاجة تاني خليت أحلى يوم بتتمنى أي بنت كابوس يا (عيسى) ولا كأنك جايبني من الشارع
أدرك (عيسى) أنه اغضبها بشدة على حديثه وكأنها عار عليه لم يستوعب أنها راضية بما حدث لا يدرك أنها تريده مثل ما اردها
(عيسى)يحاول الهدوء: أنا مش قصدي اجرحك كدا بس..
(نجمة): بس إيه يا (عيسى) .. حقيقة إيه دي إللي خلتك تحس بالذنب من جوازنا ايه الحاجة إللي تخليك تصحى من النوم وشك أسوء منظر ممكن أشوفه
(عيسى): أنتِ سألتيني إمبارح أنا بشتغل إيه مع بابا عشان يسمعوا كلامي و و..
وقفت (نجمة) و هي ملتفى بالغطاء وكانت ستتجه إلى المرحاض
(نجمة)بسخرية: إيه بتاجر في المخدرات
نظر لها (عيسى) بانكسار
(عيسى): لا بابا بيتاجر بيا أنا
نظرت له (نجمة) بذهول ولم تقوى على الحديث ولكن ذهنها كله في ما قاله (عيسى) كيف يتاجر به والده

وفي منزل (حسام) كان قد ذهب (حسام) إلى عمله وجلست (داليا) مع (بسمة) في الشرفة
(بسمة): وحضرتك كنتي مبسوطة في الكلية دي
(داليا): (بسمة) حبيبتي أنا مش حضرتك
(بسمة): أصل أنا مش متعودة
(داليا): بالله عليكي بلاش ألقاب بحس إني ماما أوي
(بسمة)بضحك: حاضر خالص مش هقولها تاني
(داليا): بصي هو أنا ماكنتش بحب الكلية بس شغلها حلو جدا
(بسمة): مش عارفة كان نفسي أدخل ألسن واشتغل مضيفة طيران بس طبعا أبيه (حسام) رفض حتى أحلم
(داليا)باستغراب: ليه؟؟
(بسمة): هو شايف ان المهنة دي مش كويسة وبيقولي مفيش بنت تفضل رايحة جاية من غير ما حد يسألها بتروحي فين وتيجي منين
(داليا): معلش مش فاهمة فين المشكلة بردو
(بسمة): بصي يا (داليا) أبيه (حسام) راجل شرقي جدا في عرق صعيدي مش هيوافق أن أخته تشتغل حاجة تخليها تخرج برا إطار العادات والتقاليد
(داليا): أيوة خلاص فهمت بس دا يعتبر بيتحكم في مصيرك
(بسمة): مقدرش أقوله لا خصوصا أن بابا لو كان موجود كان هيتصرف زيه
نظرت (داليا) إليها وإلى دموعها التى تحاول السيطرة عليها لكي لا تنهمر جلست (داليا) بجانبها واخذتها بين أحضانها وانهارت (بسمة) وظلت تبكي إلى أن هدأت
(داليا): بتكلمي أكتر واحدة فاشلة في المواساة ربنا يرحمه طبعا بس صدقيني محدش هيقدر يحس بيكي غير ربنا حتى لو مر بنفس ظروفك دايما ربنا بيعمل إختلاف في نوعية الإحساس عشان الإنسان يعرف قيمة الشخص أو الحاجة إللي بتروح منه يعني مثلا في شخص باباه متوفي ضهره اتكسر وفي شخص تاني باباه متوفي عارف إن دي حقيقة الحياة كلنا لينا مواعيد نروح لربنا فيها مش هقولك مبيحسش بس عنده إحساس النقص دافع أنه يكمل ..... إيه إللي أنا بقوله دا شكلي طينتها أكتر
ضحكت (بسمة) على قول (داليا) الأخير وابتسمت (داليا)
(بسمة): على فكرة فهمتك وأنتِ مش فاشلة وعندك حق المفروض يبقى دافع عشان أكمل .. متتصوريش مبسوطة أنك موجودة في وسطنا إزاي حاسه أن وجودك فرق معايا أنا مش مع أبيه (حسام)
سعدت (داليا) بحديثها كثيرا أن وجودها فارق في حياة أحدهم تشعر بذلك من وقت مقابلتها مع (حسام) تشعر وأنها شخص مهم لها دور في هذه الحياة هو فقط من إستطاع على فعل ذلك أدخل شعور الإهتمام لها دون أن يتكلم ولكن أفعال فقط لأول مرة ترى أحد يعاملها وكأنها ملكة وليست عارا عليه
(داليا)بشرود: (حسام) كل حاجة فيه جميلة حتى عيوبه زي العصبية محستش أنه بيتعصب غير وهو خايف على إللي قدامه
نظرت لها (بسمة) بخبث حيث لأول مرة ترى أحد يتكلم عن شقيقها بهذا الشغف
(بسمة): ربنا يخليكوا لبعض
توردت وجنتي (داليا) ودخلت في احديث آخره

قلوب للعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن