كانت تجلس بداخل المرحاض في يدها ذلك الإختبار لمعرفة هل هناك حمل أم لا مر شهرين على ذلك اليوم الذي تركت فيه الجميع بالأسفل وركضت للأعلى بسبب حديث والدته عن والدتها حقا كانت في صدمة من معرفتها أن والدتها كانت زوجة والد (عيسى) قبل مجيأها للدنيا ولكنه تركها توجه مصيرها بذلك الزواج الغير معلن وتم طلاقها بعد أن استغلها لصالحه كانت والدتها ضائعة وتائهة ومن أدرك ذلك وكان يعشقها في الخفاء (علي) حيث أنه حاول جذبها له ولكن للقدر رأي آخر تركته وتركت البلدة من أجل تلك الفضيحة التي احتوتها أسرتها بأنها تدرس في القاهرة وللحظ الذي كان في حلف (علي) كان يدرس في القاهرة بجانبها وكان يساعدها كثيرا في حياتها لتقبلها ذلك الواقع المرير الذي تركه (محمود) بداخلها وهنا تم إعلانه لها في صراحة تامة أنه يعشقها وكانت هي بدأت الميل له حقا وتم الزواج أمام أهل البلدة واسترداد قيمتها وبعد سنوات أتت (نجمة) للحياة أصرت والدتها على ذلك الإسم لتكون ابنتها براقة دائما بعيدة المنال، ضحكت (نجمة) بسخرية مريرة عندما تذكرت مجيء (عيسى) بعدها بثواني يفهمها كل ذلك حزنت بشدة من والدها كيف يتركها تواجه كل ذلك بمفردها وكيف لم يحدثها عن ذلك مسبقا وهو يجلس دونها في بلدته وكأنه أدى رسالته عندما زوجها (عيسى) كيف يتركها هنا مع قاتل مشاعر والدتها لم يحدث في تلك الأشهر شيء يذكر إلا عدة مواقف فوالد (عيسى) لم يكن بداخل البلاد وعندما أتى منذ نصف شهر يتعامل مع الجميع بلطف يثير الشكوك ولا تعلم إلى الآن كيف رتب (عيسى) أموره معه ولكنها حمدت الله كثيرا أن الله رحم والدتها من ذلك الشخص وعوضها بوالدها رأت ذلك الإهمال العلني لأولادهم، اشفقت على (عيسى) بشدة لأنه تلقى من قسوة المشاعر ما يجعله كالحجر ولكنه كان معطاء لدرجة لا توصف، احتوى الجميع وأقام تلك المجلة الشبابية التي نجحت نجاحا ساحقا لأنها تقدم أشياء غير مألوفة وكل شيء بها شبابي بحت لم يعترض (حسن) على ذلك أعتبرها منافسة شريفة وتكفير عن ذنبه اتجاه ابنته وكم تمنت لهم (نجمة) حياة سعيدة؛ ل(داليا) و(حسام) الذين انتقلوا لشقته التي بجانب والدته بعد أن مات (سيف) الصياد، نعم مات بجرعة زائدة من مخدر لعين وكم كانت نهايته بائسة مثل حياته الجميع صدم من ذلك الخبر الذي ألقاه عليهم (حسام) منذ شهر ونصف قال لنا أنه ذهب للقبض عليه متلبسا في منزله المشبوه مع تلك اللعينة (دينا) ولكن كان قضاء الله نفذ، عدالته تخطت جميع الظنون كانت فاجعة ولكن لم يدم طويلا ذلك الحزن على شبابه الذي هدر في اللاشيء، وكأن القدر حليف (داليا) لبدأ حياة جديدة مع من أمتلك قلبها، كانت تجلس تنتظر تلك النتيجة المصيرية وها قد حدث هي حقا تحمل طفلهما لم تصدق تلك النتيجة وجلست تبكي من الفرحة كانت تشعر بتلك الأعراض التي تأكد أنها تحمل طفل ولكن لم تصدق إلا حينما رأت تلك النتيجة كانت سعيدة بشدة أن هناك قطعة من (عيسى) ستنمو بداخلها خرجت سريعا وكان (عيسى) يجلس يعمل بشغف وكأنه يفرغ جميع طاقته به بسبب معاملتها الجافة معه
(نجمة): أنا حامل!!!
نظر لها لم يستوعب ما تقوله واطال النظر عقله يعمل مثل الأعاصير كيف ذلك حقا هو لم يقترب منها بسبب حزنها على ما اخفاه عنها، آخر لقاء لهم قبل مجيئهم الفيلا منذ شهرين هي تحمل طفله منذ شهرين، ظل غير مدرك لفترة وكأنه فقد الصوت وكانت (نجمة) مع كل ثانية تمر تشعر بإحباط وذلك الخنجر ينغرس في قلبها مرة أخرى هل لا يريد أطفال منها أم أنه يود الفراق حقا، وقف (عيسى) أمامها لا يعلم ما يريده هو حقا تائه هل سيكون أب مثل والده أم سيتغير هو لم يتغير بعد بدأت الدموع تتجمع في عينيه لم تقوى (نجمة) رؤيته بتلك الحالة احتضنت وجهه بيديها
(نجمة): أهدى يا (عيسى) .. متفكرش قولتلك سيب كل حاجة بظروفها
ارتعش (عيسى) في يديها
(عيسى)بعدم وعي: أنا مستحقش أكون أب .. إزاي حامل؟؟
تفاجأت (نجمة) من عدم وعيه وحديثه الغير مرتب
(نجمة): ليه بتقول كدا .. أنت كويس يا (عيسى) وأحنا كنا بنحاول...
(عيسى): مش وقته خالص .. دا مكانش وقته خالص
(نجمة)بصدمة: دا رزق أنت بتقول ايه .. مش من حقك أصلا تتحكم في حاجة زي دي .. لتاني مرة تكسر فرحتي يا (عيسى) برد فعلك أنت ايه يا أخي مش بتتعب من أنك تكسرني
حقا لم يقصد ذلك ولكنه لم يدرك تماما أنها ستحمل بتلك السرعة في وقت يريد التغير به يريد أن يطوي ذلك الماضي ويخشى الله يعاقبه فيهم
(نجمة): كنت جاية أقولك قد إيه سعيدة أن في حاجة هتربطني بيك بس أنت فعلا احبطني .. عامة أبني أو بنتي هيجوا يلاقوا كل حاجة صح ومش هيتخدوا بذنب أبوهم يا (عيسى)
تركته وحده تركته يعاني من ذنب جديد كل ما يمتلكه خوف خسرتهم