وبعد جلوس الام وصغيرتها تقريبا لمدة ساعة تحمست ملاك "أمي انتظري لحظة " وبدأ بالركض لتذهب خارج الغرفة لتبحث عن جدها ولكنها لم تجده واطرقت رأسها للأسفل بحزن عندما تأكدت انه ليس موجود لتذهب إلى امها لتدعي الابتسام و دردشوا معا حتى انتهت ساعات الزيارة لتذهب إلى خارج المستشفى لترى جدها واقف بالخارج ينتظرها "لقد تأخرتي يا حمقاء " هذا ما قاله وهو يبتسم بهدوء لها لتبتسم هي الأخرى " اسفه جدي هههههه" وركبوا السيارة معا وفي وسط صمتهم تحدثت ملاك لتقول "هل ستذهب جدي ؟" لقد كانت تعلم منذ البداية أنه سيتركها عندما تستيقظ والدتها و لكن صمت جدها وهو يتكأ بيده على النافذة ويلتفت للنافذة وأجاب بعد مدة " نعم سأذهب" وقالت ملاك والغصة في حلقها
"لماذا تفعل ذلك ؟ ""لأن الماضي متعلق بالحاضر "
"الماضي لا يتعلق بالحاضر نحن الذين جعلناه يرتبط بوقتنا الحالي جعلنا حزننا و يأسنا و تعثراتنا و معاركنا مرتبطه بالحاضر لأننا لم نتجاوزها ! "
"يا حمقاء كان مكتوب من البداية أن نفترق ! "
انهمرت دموع ملاك وعضت شفتيها بقوة
"وانا لا أريد أن افترق عنك " لتكمل وهي تمسح دموعها بقوة والغصة في حلقها "أحبك جدي " هربت دمعة من احدى عيني الجد لتنساب وفضل عدم التحدث حتى لا يظهر حزنه لأنه ايضا كان يرتدي قناع القوة مثل ملاك بالضبطعادوا إلى البيت وهم صامتين وتناولوا عشاءهم معا في صمت حتى نطق الجد "سأجهز حاجياتي الآن و سأذهب غدا ، اليوم هذا آخر عشاء لنا " و ترك الجد طاوله العشاء ليذهب إلى غرفته ويجهز ثيابه و ترك تلك الفتاة جالسة بحزن و تمسك وجهها حتى تغطي دموعها وتركت ملاك الطاولة لتذهب إلى غرفتها و تجلس على سريرها وهي تبكي ودون وعي نامت وهي حزينة و دخل الجد إليها ليغطيها و يمسح دموعها "وانا احبك ايضا يا جميلتي " هذا ما قاله ليذهب خارجا ......
في الصباح
أستيقظت ملاك بسرعة لتنزل للأسفل مباشرة لترى حقيبة جدها في غرفة المعيشة وخرج الجد من المطبخ ليقول لها " لقد جهزت الفطور والغذاء و العشاء ليومين متتابعين ولا تنسي أن تستيقظي مبكرا ولا تتأخري في النوم ولا تأكلي الوجبات السريعة كثيرا حتى لا يؤلمكِ معد....." لقد توقف الجد عندما سمع ملاك وهي تصرخ "وما فائدة هذا كله وانت لست موجود " لتذرف دموعها وتقول بغصة و صوت مهزوز " ما فائدته؟"
لييتوجه الجد إليها ليعانقها "أنا سأبتعد عنك ولكن لا أريد اي شئ يضرك يا حفيدتي الغالية " وسمعا الاثنين صوت الجرس يرن " اظن ان السائق وصل " هذا ما تفوه به الجد ليأخذ حقيبته ويغادر بعيدا لتجلس ملاك على الأريكة وهي تبكي وصوت بكاءها يدوي أنحاء البيت....في القصر
وصل الجد إلى القصر ليقول للخادم ايقظني بعد ساعتين و ذهب إلى غرفته مباشرة ونام و استيقظ عندما سمع صوت طرق باب غرفته ليعتدل في جلسته ويقول "تفضل" ليدخل الخادم ويقول "لقد مرت ساعتين سيدي " ليجيب الجد "حسنا" ليذهب الخادم خارج الغرفة ليجهز الجد نفسه وينزل للأسفل ويرى عائلته مجتمعين في غرفة المعيشة ليدخل وهو يبتسم وبدأ الجميع يسلم عليه ولكنهم لم يعلموا انه أتى اليوم لأنه ودع ملاك بل ظنوا أنه أتى اليوم مثل باقي أيام الاسبوع وهو الجمعة وجلس يتحدث مع أبناءه أحمد و سليم و عبير وفي وسط دردشتهم قال سليم "ما أخبار ملاك " ليجيب الجد "انها بخير" وصمت قليلا ليكمل ويبتسم امامهم " لقد استيقظت زهراء اظن اننا لن نرى ملاك مرة أخرى" ليلتفت جميع أفراد العائلة بصدمة إليه ليقول سليم بحزن "اه اظن ذلك " ليحزن ايضا الأحفاد ونظروا للأسفل حتى روان لأنها عندما تحدثت مع ملاك بنهاية الحفلة ورغم فعلها الشنيع لها احست انها لأول مرة حظيت بفتاة من العائلة واعتبرتها صديقة ولكنها لا تريد إظهار هذه المشاعر امامها ظناً انها نقطة ضعفها لينظر أحمد للجميع لقد كانوا جميعهم عابسين بسبب هذا الخبر ليتنهد أحمد ويقول للجد بهدوء "فلتسامح هذه المعتوه ابي ، الماضي سيكون من الماضي والآن نحن في الحاضر صحيح انها احبت يوسف ولكن اظن انها ايضا شعرت بالحزن عندما خيرناها يا ابي " صمت الاب ليكمل أحمد " عندما رأيت ابنتها احسست انها كانت امامي و تجاهلتها ولكنني في النهاية سيأتي يوم واسامحها و سأنسى الماضي وعندما رأيت ملاك تضحك ابتسمت قليلا وفكرت في نفسي اظن ان الماضي أصبح جزء الماضي وما دخل الحاضر الآن ، ابي لنذهب إليها و لنحل هذه المشكلة التافهة بسرعة لقد مللت حقا منها " و ابتسمت عبير لتقول " وانا ايضا في الحقيقة مللت من هذه المشكلة التافهة ايضا " ليقول سليم وهو يبتسم " لنذهب الآن ! " و وقفوا الأبناء الثلاثة لينظروا إلى الجد وهو مبتسمين و وقف الجد وهو يبتسم " حسنا حسنا " وابتسموا الأحفاد عندما رأو هذا المنظر امامهم ليضرب أدم كتفه بكتف حسام ويبتسم وأبتسم حسام معه....
أنت تقرأ
سأرتدي قناع القوة !! و أخفي ضعفي في أعماقي
General Fiction"تحكي عن قصة فتاة تحاول ان تخفي ضعفها بعدما دخلت امها في حالة غيبوبة ويأتي جدها الذي لم تراه مطلقا يعيش معها وتبدأ قصتهم معا في اللحظات الحزينة و المضحكة"