part 24 "لا ترحلي ، لا تتركيني رجاءً"

297 21 4
                                    

~ ملاك ~

أستيقظت صباحا ومازالت أفكر بكلام آدم ، كنت أتساءل هل حقا جدي يشفق علي!؟ نزلت إلى الدور الارضي لأجد الأفطار على الطاولة و ورقة كتبها لي جدي يقول فيها " ذهبت إلى القصر ، كلي فطورك جيدا وسأتي يوم الأحد ليلاً " أبتسمت قليلاً امام الورقة وبدأت بأكل فطوري و بعدها قضيت اليوم بطوله أشاهد التلفاز ومرت اليومان وانا أشعر بالملل والضجر حتى أتى يوم الاحد وانتظرت حتى الليل ليأتي جدي و سمعت صوت المفتاح وهو يفتح الباب و بسرعة ذهبت لأتوجه الى الباب لأفتحه لينظر إلي جدي بصدمة وتفاجؤ ( هل كنتِ تنتظريني طوال هذه المدة ؟ )  واجبت وانا أبتسم ( بالطبع لقد كنت أشعر بالملل أيها العجوز ) وذهبت لأحتضنه ليقول بتنهد ( متى تمسكين لسانكِ ايتها الحمقاء ؟) واجبت وانا مازالت احتضنه (عندما تمسكه أنت ! ) وضرب رأسي بقوة لأبتعد قليلا وانا أنظر له بصدمة واعطاني نظرة ساخطة ويقول بغضب ( ها من الذي يمسك لسانه ايتها الحمقاء! )  وأجبت بضحك ( لا أحد نياههههااا ) وركضت مسرعة إلى غرفة المعيشة لأختبئ وراء الطاولة الصغيرة ونظر جدي وهو يضحك( هل تمزحين معي انظري إلى حجمك يا فتاة و حجم الطاولة يمكنني رؤيتك بوضوح ) وشعرت بالحرج وانا اقول ( لا بأس على الاقل شئ يكون حماية ) وتوجه جدي إلى مسرعاً ( الان اين الحماية !؟ ) هذا ما قاله وهو يحاصرني وقلت وانا أحاول الهرب منه (انظر وراءك  ي.ي.يوجد أسد ) ومسك خدي بشده ويقول ( هل حقاً تمزحين معي من أين سيأتي الأسد إلى البيت ؟  يالغبائك !) ونظر إلي بعدها بأبتسامة و ربت على رأسي ( هل شعرتي بالملل يا جميلتي )  وأجبت وانا أبتسم (نعم !)
"ربما حزنت قليلاً عندما لم يكن جدي موجود ولكنني  الآن حقاً سعيدة عندما يأتي ويجعل البيت الفارغ من المشاعر ملئ بالأحاسيس" هذا ما قلته وانا ابتسم لجدي وقال جدي وهو يتذكر شيئاً ( هل الثلاجة فارغة ) وأجبت بعدم فهم ( نعم !؟ ) وابتسم ليقول ( هيا جهزي نفسك سنذهب إلى المتجر ) بقيت صامتة لعشرين ثانية حتى استوعب ماذا يقول وقلت وانا اصرخ ( هااااا ولكن الوقت متأخر ) وأجاب ( لا بأس واريد ان اجرب ولو لمرة واحده الذهاب  إلى المتجر مع حفيدتي في وقت متأخر والمتجر ليس بعيد فقط يبعد عشر دقائق عن هنا (¬_¬) )   وقلت بتفكير مع نفسي " لقد مرت فترة لم نذهب لوحدنا سأستمتع حقا وانا أذهب مع جدي " وأكملت وانا اقول ( احم احم حسنا لنذهب  (¬ω¬) ) وتجهزت لأذهب مع جدي ومشينا وانا ابتسم و اهمهم نفس اللحن الذي غنيته عندما صبغت بيت الجارة و بدأ جدي يهمهم معي وانا ابتسم حتى وصلنا إلى المتجر  و قلت بحماس ( لماذا لا نشتري المعكرونة ونصنع الاسباغيتي !؟ ) وضحك جدي ( حسنا حسنا ولكن اذا كنا سنصنع الاسباغيتي يجب أن نحضر كرات لحم ونشتري ايضا حاجيات المنزل ) واجبت وانا اؤمي برأسي وأبتسم .
____

وفي وسط محادثة الحفيدة والجد عن المشتريات لقد كان هناك رجل ، عمره يوحي بالعشرينات وكان احد خدم قصر الجد ينظر لهم بصدمة وأكثر ما أثار صدمته أن رئيس العائلة بنفسه هنا وقال في نفسه ( اذا الشائعات الصحيحة اذا هذه تكون الحفيدة التي يسكن معها حاليا وقسم ايامه وعمله لها يبدو سعيداً جداً وشخصيته عكس الذي يظهره في القصر آه كم انا متحمس سألتقط صورة لهم واريه لأصدقائي في العمل) وألتقط صورة لهم وهم يبتسمون ودون أن يشعرون ولم يعلموا الجد والحفيدة أن هذه الصورة ربما تكون بداية المشكلات والصعاب.
____

اشترينا المأكولات أنا وجدي ومشينا وفي وسط تمشيتنا  قلت لجدي وانا أتذكر كلام ادم واقول بتوتر  ( جدي هل تشعر بالشفقة اتجاهي؟ لأن أمي بالغيبوبة وانا وحيدة هل شعرت بالشفقه ولذلك اعتنيت بي ؟)  وأجاب وهو مندهش ( بالطبع لا انتي حفيدتي وانتي جزء من العائلة لقد اعتنيت بك لأنكي جزء من روحي والذي يقول هذا الكلام هو غبي لا يعلم كم أحبك) واكمل بغرور (وما مدى حبك لي ) وعانقت جدي بعدما قال هذا الكلام وقلت( انا احبك كثيراً ) و بادلني العناق وقال بأبتسامة ( هيا لنذهب والا الذي يرانا سيفهنا خطأ ) و اومئت برأسي وابتسمت ولكن عندما بدأت امشي لقد كان هناك صخرة صغيرة اصطدمت رجلي بها و وقع جسدي على طريق السيارات ونهضت وانا ابتسم في وسط مخاوف جدي  وقلت لجدي ( لا بأس أنا بخير ) ولكن عندما ألتفتت يمين رأيت شاحنه آتيه نحوي وصوت زمر الشاحنة يدوي بالانحاء اغمضت عيناي بسرعة وانا أتذكر أمي والخوف اجتاحني من اصطدام السيارة لي ، فقط ثواني......
لحظة شعرت بيد غريب يسحبني لقد كان جدي يسحبني بسرعة و وقعت على الارض في احضانه وهو يعانقني بقوة ودموعه تنهمر على كتفي ونظرت له بصدمة وهو يقول بنحيب ( لا ترحلي ، لا تتركيني رجاءً ،  لا تتركيني رجاءً كما تركتني ابنتي ! ) لقد كان ثاني مرة اسمع صوت نحيبه منذ دخول أمي غرفة الغيبوبة وانا امام باب العمليات ولكن عندما سمعت بكيت معه وانا اعانقه وقلت بنحيب ( لن أتركك أعدك جدي سأبقى معك للأبد ) جاء صوت رجل وهو يقول ( هل انتم بخير ) لقد كان سائق الشاحنة رد جدي عليه (نحن بخير لا بأس ) واعتذر سائق الشاحنة و سأل اذا يمكنه أن يقلنا إلى المستشفى و رفض جدي وذهبنا إلى البيت ولكن طول طريق عودتنا كان يمسك يدي بقوة خوفاً أن أضيع منه وعندما دخولنا البيت قال جدي وهو يربت على رأسي(  هيا استحمي واذهبي للنوم) ذهبت لأستحم مجيبة له وعند انتهائي من الاستحمام سمعت طرق الباب فتح جدي الباب ومعه عده الإسعافات الأولية و قلت بأستغراب ( لماذا عدة الإسعافات الأولية!؟ ) وأجاب ( لأن ركبتيكي تنزف ) نظرت إلى ركبتي لقد كانت تنزف حقاً لم أشعر بها ربما من الخوف ، وجلس جدي ليضمد الجرح وقلت بصدمة ( لا بأس يمكنني فعلها بمفردي و..... ) قاطع جدي كلامي ليقول ( سأفعلها ! ) و نظرت إلى كوع جدي لقد كانت ايضا تنزف وعندما انتهى من تضميدي مسكت يده واجلسته مكاني ومسكت عده الإسعافات الأولية لأضمد كوعه وقلت له( وانت ايضا تنزف من كوعك) وضمدت كوعه ونظرنا إلى بعضنا وضحكنا معاً لأننا نعلم اننا نساعد بعضنا ولكن توقف ضحكتنا عندما سمع جدي زمجرة بطني ليعلن جوعي آه يا للإحراج (?・・) وضحك جدي ليقول ( حسنا سأذهب لأعد العشاء ههههههههه) وأجبت بسرعة ( سأساعدك !)  وهكذا أنتهى اليوم بطوله مع القليل من البكاء والضحك (。◕‿‿◕。)
________________________________

مرحبا ، أول مرة أكتب فصل طويل يتكون ٩٠٠+ حرف لقد عصرت مخي لكي اخرج هذا الفصل واتمنى أن يعجبكم هذا الفصل ولا تنسوا تكتبوا توقعاتكم بالفصول الجاية ورأيكم بهذا الفصل
😜❤

سأرتدي قناع القوة !! و أخفي ضعفي في أعماقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن