للوهلة الأولى لم تصدق أنها قد أنسلخت من تلك العبائة التي لطالما كانت تحتمى بين طياتها.
إنها المرة الأولى التي تتجرأ على قول كلمة: لا .... لا... للواقع الذي فرض عليها من الأول ،
لا ...للزوج الذي أعتبرها دائما خادمة صباحا ، وبالليل وعاء لإفراغ رغباته،
ولا ...فقط للتمرد.
ظلت تنظر من تلك النافذة لغرفة فندق حجزت فيه من يومان إلى تلك اللوحة المرسومة بإبداع .
واقفة هي ممتلئة كبرياء فما أقدمت عليه هو طريق إختارته بمحض إرادتها تعلم جيدا أنه طريق ملئ بالأشواك لكن لا رجعة فيه .
عادت أدراجها لترتمي فوق السرير المريح ،أمسكت حقيبة يدها وأفرغت محتوياتها،لتعيد ترتيب أغراضها وهي في داخلها تعيد ترتيب حياتها المشتتة ،ولتتأكد أنها اخدت كل ماتحتاجه ،لتبدأ رحلتها للشفاء من ذلك المرض الذي عانت منه لسنوات .
أمسكت هاتفها تقلب بين صفحاته, أطالت النظر اليه مترددة في الإتصال , ضغطت على أرقام تحفظها عن ظهر قلب .
طلبتها مرتين على الجوال ، أطال هاتفها الرنين في المرتين فلم ترد ,قررت عدم معاودة الاتصال , شردت تفكر مع نفسها، لن تعتمد على أحد في تمردها العلني سوف تنهض من العدم , تبني نفسها من رماد إحتراقها من جديد كالعنقاء فلم يخلق بعد من يكسرها .
كانت تلك الليلة سخية معها جدا ، إذ أنها كانت أطول ليلة لها خارج منزلها ,أول مرة تبيت بعيد عن من كان زوجها ، حاولت النوم إلا أنه جافاها معلنا معاداتها .
كانت تنتابها أحاسيس غريبة بالضياع بكونها دون سند تعتمد عليه , إرتسم الحزن على ملامحها مطيلا السكن ، فعندما لا نجد سامعين لأحزاننا وشكوانا تتكدس الأوجاع وتتراكم لتخط خرائط على ملامحنا .
يقال أن الثراء هو أن ترى آنعكاسك في عيون من تحب، هي اليوم فقيرة من جميع النواحي ، إكتشافها للحقيقة المؤلمة أثبتت لها أنها وحيدة دون أي أحد.
لكم تمنت أن تعيش الحب بكل جنونه , أن تسقي منه لحد الإرتواء , لكم تمنت الرومانسية بخيلاءها تتشكل لها على شكل ورود توضع كل صباح علي وسادتها وهي غارقة في الاحلام ،وقطع الشوكولا تبعت لها مع الهدايا في يوم ميلادها، وفي الايام المميزة بينهما ,إلا أنها صدمت بإنطفاء تلك الأحلام ,وجعلها تعيش بين جدران سجن مطلي بالإهانة ببذخ .
إستيقضت صباحا على صوت رنين الهاتف، أفاقت منزعجة فهي لم تنم إلا قبيل الفجر ,لتجد أن المتصل قد أخطا الرقم .
غادرت سريرها وهي تلعن صاحب الإتصال لإزعاجها وإفاقتها من نومها، إتجهت إلى تلك النافذة بغرفة الفندق ، كانت تتهادى في مشيتها فقد كانت منهكة إنهاك السنين الذي أفقدها قوتها على المواصلة .
ظلت تتأمل المنظر المقابل لها في الخارج ،شتاء ومطر جن جنونه ،إلا أن جنونها قد فاق الطبيعة فعند إكتشافها الحقيقة تملكها التوهان .
كيف لها أن عاشت كل تلك السنوات مخدوعة أي حاجز ستر لها حقيقة أن زوجها لم يكن يوما لها، قلبه وعقله ,وفي الاخير ذلك الجسد الذي حرمه عليها مؤخرا .
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Randomحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...
