(البارت العاشر )
" أي مدينة تزورها بتفكيرك ، وأنت معنا ياإلياس .؟"
ضحك جميع من كان حاضرا ، إلا هو تلمس مكان نكزه لذراعه، ونظر إليه بغيض :
" أصبحت يدك ثقيلة مؤلمة ,يامروان ."
" من حقنا أن تجيب عن السؤال , مالذي يشغل تفكيرك وأنت معنا : "قالها مروان ممازحا .
رد إلياس وهو يهم بالمغادرة :
" وأنا من حقي أن لا أجيبك في الوقت الذي تتوقعه ,أنا متعب ومضطر للمغادرة ، أراكم فيما بعد ."
غادر إلياس تحت أنظار رفاقه ، فالكل لاحظ شروده وتغيره ,
أما هو هم بالصعود لغرفته متمتما :
"أشتقت لمنزلي , ولسريري , لقد تأخر مهندس الديكور كثيرا ، و أظن أنه من الواجب الإتصال به وتقريعه علي تأخره .لأستلم شقتي بعد التجديد."
*****************
كانت تسير وهي تتخبط في مشيتها , تريد الإسراع لرؤية مريم , فهي تحتاجها وتحتاج لحضنها ,لم تنتبه لعيون صادفتها في بهو الفندق ,كانت الساعة متأخرة ،
" إلي أين هي ذاهبة في هذا الوقت المتأخر ": سأل إلياس نفسه في حيرة وهو ينظر إلى ساعة يده.
أما هي طلبت من موظف الإستقبال سيارة أجرة وأنتظرت في بهو الفندق ، تتأمل السيدات وهن يعبرن بكامل أناقتهن ، ورجال يرافقن نساء يتمايلن بتلك الأحذية ذات الكعب العالي ,لا تتصور نفسها وهي تلبسها ,فقد تصبح أضحوكة لكل من يراها وهي تتعثر بها .
تذكرت أن تتصل بمريم لتخبرها بأنها آتية ، أمسكت هاتفها وضغطت علي الرقم ، إنتظرت فترة ليأتيها صوتها الحنون :
" ألو ،أهلا حبيبتي يارا ، كيف حالك هل إشتقت الي بهذه السرعة ".
ردت يارا بهدوء :
" أحتاج إليك ، أنا في طريقي إلى بيتك ."
إنها بحاجة إلي أن تروي ماحدث لها لأحد ما , تشعر بغليان يكاد ينفجر .وليس هناك من هو أقرب من صديقة عمرها توأم روحها مريم .
أتاها موظف الإستقبال يعلمها بوصول سيارة الأجرة , إستجمعت بقايا روحها المعذبة ، و إتجهت خارجا غافلة عن الذي ظل يراقبها , شعر بشكوك إتجاهها .
هل من الممكن أن تكون مبعوثة خصيصا له للتجسس علي مكتبه , فهذا ليس بالصعب علي منافسيه فليس المرة الاولي التي تحدث له .
إستقل سيارته , هو لا يعلم لما يتبعها ،إلا أنه يريد التأكد من عدم خداعها له ، فهو قد أكتفي من خداعه من طرف من هم حوله .
وصلت سيارة الأجرة إلي العنوان الذي منحته إياه ,وقفت أمام الباب ودقت جرسه منتظرة أن يفتح لها .
أسرع إسلام إلي فتح الباب ، رغم تحذيرات والدته ، إلا أن عفويته وشقاوته غلبت.
ظل يتأمل الزائرة لبيتهم دون معرفتها .
أما يارا نزلت لمستواه تسأله عن من يكون ،وهي تتلاعب بشعره الحريري الذي إبتلع وجهه من طوله .
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Aléatoireحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...
