الجزء الثاني عشر

245 20 2
                                    

البارت الثاني عشر

رد إلياس مستفسرا :

" هل النزيلة الأنسة يارا عبد الحميد موجودة في غرفتها , هل من الممكن أن توصلني إياها. "

رد موظف الاستقبال :

" ثواني من فضلك سيدي لأستعلم عنها. "

بعد ثواني عاد موظف الإستقبال ليخبره بأنها غير موجودة و قد تركت الفندق .
حل صمت مباغت ظن موظف الإستقبال أن الخط قد إنقطع رد متسائلا :

" سيدي هل أنت معي. "

رد هو بنبرة حازمة :

" أنا معك شكرا لك ".

أقفل الخط وهو يخطو بخطوات متسارعة نحو باب المكتب بعد أن جمع متعلقاته الشخصية قاصدا المكان الوحيد الذي بقي لمعرفة مكانها .

مرت فترة الغداء علي أحسن مايرام بين مشاغبة إسلام , وحكايات يارا التي لا تنتهي , وكأنها لم تتكلم من سنين , منذ أن وطأت رجليها بيت صديقتها وهي تحكي , وتضحك ,ومرات تبكي , تمر عليها جميع اللإنفعالات في لحظة واحدة ,لمحت التردد في نظرات صديقتها فشجعتها بالبوح بما يختلج في صدرها .
" أريد أن أستمر في إستغلالي لك اليوم , لدي موعد مع الطبيب , ولا يمكنني أخذ إسلام معي ،هل يمكنك إبقاءه معك "

ردت يارا بتسرع :

"هل يمكننا مرافقتك , لا يمكنك الذهاب وحيدة ؟ "

نظرت إلي صغيرها , ثم نظرت إلي يارا وكأنها تحاورها بلغة العيون , وكأن المعني وصلها لا تريد اخذه إلي هناك , لا تريد له أن يتعايش لحظات ضعفها و ومرضها , تريد له أن يحتفظ بصورة أمه الجميلة , الكاملة , لا صورة مشوهة لها .

تفهمت يارا موقف صديقتها وأمرتها بالإنطلاق وهي وإسلام سيقمن بتنظيف الطاولة , وتنظيم المطبخ .

إنصرفت مريم لإدراك موعدها مع الطبيب , بعد إتصالها به , فهي لا تريد التأخر في خطوة العلاج , فلتحارب لأخر لحظة , أوليس الأعمار بيد الله , وهي ستحارب المرض , ليس لاجل أحد ، بل لأجل صغيرها .

**************

أوقف سيارته أمام مدخل العمارة ,ظل يتأملها ، عليه معرفة أي طابق يسكن من قصدته أخر مرة ، قصد كل الشقق يتساؤل عنها , إلى أن وصل إلى باب الشقة المقصودة , سمع صوت ضحكاتها مع ضحكات صبي زلزلت أرجاء الشقة , أشعلت في قلبه نيران لا يدري مصدرها , إستعد بعدها لرن جرس الباب ،ضاربا التعقل عرض الحائط .

أما بداخل الشقة ، لم تترك يارا أي أنشودة لم تنشدها لإسلام , إستعادت كل الأناشيد التي كانت تنشدها في مرحلة الطفولة ،إستعانت بمحرك البحث,
نظر اسلام الي يارا وسألها :

"كيف لي بمناداتك ،فأنا لا أستطيع مناداتك يارا هكذا "
إبتسمت له يارا بحنان وإقتربت منه وردت :

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن