الجزء الرابع عشر

267 13 0
                                    

{في الواقع نحن لا نتغير , ولكن اإهتماماتنا بالأشياء تتغير , ثقتنا بالآخرين تتغير , ورغبتنا في الكلام تنتهي , بإنتهاء الكلمات بداخلنا , لذا نلتزم الصمت }

كان مستلقيا في سريره و ينظر إلى  اللاشئ , فجأة سمع طرقات علي الباب , تجاهلها , فهو في غني عن أي  زائر لآن .

ظل ياسر واقفا منتظرا الرد للدخول , لم يتجرأ علي فتح الباب  دون إذن ،ظل يتلفت من حوله لمح تلك الفتاة الشابة تقترب من غرفة  شقيقها حكيم , وقفت بجانبه حيته بإبتسامة , ومرت من أمامه فتحت الباب دون طرقه  , قبل إغلاقها الباب تذكرت من يكون :

"  أظن أنني رأيتك قبلا , هل أنت صديق لأخي ؟"

إبتسم لها ياسر ورد بزهو :

" أنا الدكتور ياسر طبيب نفسي ، أعمل في المصحة التي بها شقيقك ، وأنا  من أتى به للمستشفى ."

رحبت به بحفاوة ودعته للدخول ،ألقي بالتحية علي حكيم الذي ظل شاردا يجوب الفضاء بحثا عن نفسه الضائعة،  تنهدت أماني بأسى وقالت بهدوء :

" حكيم هل تجد مافعلته من الصواب , أن تقتل نفسك , لما تفعل ذلك , هل تريد تركي وحدي أعاني , ألا أعني لك شيئا . ؟"

لم يجبها حكيم ، ظلت فترة تنتظر منه إجابة , لتتذكر بعدها وجودي , قامت بتقديمي إليه :
إقتربت منها وهمست لها بكلمات محاولا عدم سماع حكيم لي :

"هل من الممكن تركي وإياه منفردين مع بعض , فأنا أحاول مساعدته , ولنتكلم لاحقا أنا وأنت ."

وقفت هي عند الباب بتوجس ، إلا أنها أومأت برأسها موافقة ، عادت إلي أخيها طبعت قبلة علي جبينه ، ودعت له بالشفاء ، وإنصرفت تاركة وراها عطرها الآخاد يغلف الغرفة بأكملها.

جلس ياسر بجواره , تنهد بحزن , وظل ينظر الي حكيم , ثم قام بإخراج مجموعة الأوراق التي كانت بحوزته , بدأ يقلبها فقد قام بلصق الأوراق الممزقة وحاول إعادتها الي ما كانت عليه.

شعر حكيم بالفضول لذلك الشخص الذي يتواجد معه , والذي لم يكلمه ولم يعرف بنفسه لحد الآن .
ألقي بنظرة إليه ليجده يحمل أوراقا ، تراءت له بأنه يعرف ماهيتها , إنها أوراق خاصة به.

سأله بطريقة فظة:

" لما  أوراقي بحوزتك ؟ "

حاول ياسر إدعاء الجدية تنحنح محاولا إخراج صوته :

" ألن تسألني أولا من أكون ، ثانيا الأوراق حاولت إصلاحها فقد كانت ممزقة , وقد شعرت بالأسف لضياعها فهي تحتوي كلمات جميلة , فصاحبها مبدع في الكتابة ."

قاطعه بضيق  :

" من سمح لك بقراءتها ."

رد ياسر مدافعا :
" أنا من سمح  بذلك ، فأنا طبيبك النفسي , وتعود علي وجودي دائما , لأني سأزورك بإستمرار. "

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن