الجزء الخامس والعشرون (الجزء الأخير )

409 14 8
                                        


كانت لتكون النهاية أسعد لو كانت حياتنا مثل الرواية إلا أن حياتنا واقعية ، ليس كل مانتمناه نجده
تعرف الحياة بالحب , ونفهمها بالألم ونعيشها بالوهم , هكذا هي الحياة .
أخيرا أصبح عقلها وقلبها على وفاق , وبهما تفكر لأنها عندما عرفت ذاتها عرفت أيضا أنه ليس هناك من يستحقها .

ككل صبح إعتادت السير , لكن هذه المرة قادتها قدماها لمكان أبعد شعرت بالحنين , ظلت تطوف الشوارع بذهن سارح تائهة في ملكوت الله , باحثة لا تدري هي عن ماذا , لتجد نفسها تسير في أول مكان إلتقت به , ألقت بنظرها للبعيد ،فجأة إصطدمت بشخص برغم أن الإصطدام كان مؤلم إلا أنها إبتسمت إبتسامة جانبية ،وكأن الزمان يعيد نفسه , إستمرت في طريقها لتسمع صوته يهمس :

" هل أنا أتوهم , أم أنني فقدت عقلي , هل ماأراه حقيقة ؟"

وقفا في مواجهة بعض , كل منهما يرمق الآخر  بنظرة إشتياق , لتتغير بعدها نظرته إلى  نظرة عتاب:

" وكأننا في أول لقاء لنا , الأيام تعيد نفسها " أردف إلياس قائلا.

ردت هي محاولة الثبات أمامه , فقد خانها قلبها أعلن التمرد , أصبحت نبضاته تتراقص على نغمات صوته , حتى شكت أنها قد وصلت أسماعه .
" لا اظن ، اللقاء يختلف فنظرتك في ذلك اليوم تختلف عن نظرتك لي الآن "

إنفرجت شبه إبتسامة على وجهه ليرد عليها :

" هل مازلت تبحثين عن الحرية "

نظرت إليه بنظرة مملوءة بالألم وأردفت :

" وأنت  مازلت القاضي والجلاد،  إن كنت كذلك فلا إجابة لك عندي. "

إقترب منها خطوة حتى تقلصت المسافة بينهما, تمسك بيدها وكأنه يتوسلها البقاء :

" انت تعلمين أنني أحببتك , إلا أنك خذلتني , وخنتي ثقتي , وكنت متمسكا بك , أنت من أفلت يدي ."

" هل لي أن أسالك , أتظن أنه كان سيختلف الأمر لو لم أكن مطلقة. "

لم يستطع الرد فسؤاله لم يجد له جوابا .
لمحت هي ذلك قالت كلمتها وهي تسحب يدها من بين يديه .
"  أظن أن الوقت فات عن المحاسبة , فأنا وأنت طريقانا مختلفان , أنا في نظرك مجرد إمرأة مطلقة , تبحث عن التحرر بعد طلاقها , إمرأة متعددة العلاقات , فأنت لم تسألني مالذي أريده ،فقد حكمت وطبقت , وماحدث لم يكن إلا سببا مساعد لينكشف الأمر. "

" إذا أنت ترينني هكذا , ومازلت مصرة على قرارك لك ذلك , أعتذر منك سيدتي , سوف اجعلك صفحة من كتاب أطويها ولن ارجع لها أبدا ,أظن هذا ماتريدينه طاب يومك ."

تركها وأنصرف وكأنه سراب تلاشى من أمامها ظلت هي تقف جامدة ترقرقت الدموع من عينيها لكنها أبت النزول فضلت متعلقة بين رموشها كحبات الألماس . دارت بعينيها باحثة عنه , وكأنها تستنجد به , فالألم الذي تشعر به أكبر من أن تتحمله، وضعت يدها بجانب قلبها , تتحسسه , فقد شعرت للحظة أنه غادرها بمغادرته , همست بصوت باكي:

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن