وقف بتململ يترقب وصولها , سمع هدير سيارة تقف أمام المزرعة ، إلتفت ليرى إن كانت هي , تقدمت ببطء, بطئ شديد وخطوات متعثرة تنظر إلى المبني بعيون قلقة , تحاور نفسها مالذي أتى بها الي هنا , هل حقا إسلام معه , وقفت مترددة في الطرق علي الباب , شعرت بحاجتها إلى تنظيم أفكارها , أطالت الوقوف لتجد بعدها الباب يفتح ، توقف الزمان عندها , هو وهي في عالم يجمعهما معا فقط يتواصلون بلغة العيون , قررت قطع ذلك التواصل بعد أن أطالا النظر الى بعضهما :
" أين هو إسلام , هل هو بخير ؟"
نظر إليها بعينان لائمتان , علق ليزيل إرتباكها:
" ماتوقعت يوم أن يجمعنا هذا المكان. "
وأشار لها بأن تدخل:
" إسلام نائم حاليا هناك أمر علينا مناقشته وحالا ."تقدمته إلى الداخل تتأمل المكان بعيون حذرة , إتجهت مباشرة الى مكان أين وجدت هناك أريكة , اسندت نفسها عليها , وكأنها في حالة تاهب من اي موقف مفاجئ , أما هو إتكأ علي مسند الكرسي الذي يقابلها , وضع كلتا يديه في بنطال سرواله ,وظل يتأملها بنظرات متفحصة ، لكم هو صعب ذلك الموقف هي أمامه إلا أنه لا يستطيع لمسها , غاصت هي في أحلامها الوردية رددت كلمات أول مرة تخطها بتفكيرها
لكم وددت أن أسمع أعترافك , لكم وددت لقياك في موعد ليلي .
أن نستشعر نسمات الليل وهي تداعب وجهينا , لتنبهنا بأن الحلم أصبح حقيقة.
لكم أردت التحليق بعيدا إليك لكن الارض تمسك بي , وكأن هناك صراع مابين الأرض والسماء لأبقي معلقة لا أطول أحلامي ولا أعيش واقعي.
تلفني الوحدة كثوب أبيض ناصع , ليتخللني السواد ليلا , يحجب عني الرؤية , فعيناك نور ينير لي دربي وأرى بهما عشق سرمدي , لينطفأ كل ذلك برمشة من عينيك .
*******************حاول الإتصال بها كثيرا , إلا أنه لا يوجد رد منها , لا يعلم عنها شيء منذ أن غادرت منذ ساعتين , بحثا عن إسلام , هو قلق لإختفائه , إلا أنه يكابر لا يريد أن يظهر إهتمامه , رغم البركان الذي يغلي بداخله , حمل متعلقاته الشخصية , ومفاتيح سيارته وقصد منزلها الذي كانت تقطن به , هو لا يزال يذكر العنوان جيدا .
وصل إلى تلك العمارة التي أعادت إليه سلسلة من الذكريات , رمت أمامه أول فرحة يوم أتى لخطبتها , حفل الخطوبة الذي كان بسيطا , لقاءاتهم التي لم تكن كثيرة .
تردد في الصعود خاصة عندما لم يجد سيارتها إلا أنه أثر أن يتأكد مادام وصل هناك .
خرجت مريم من الحمام إرتدت ثوبا بيتي قصير , أرادت أن تدلل نفسها مادامت لوحدها , وضعت بعض الزينة لتخفي شحوبها ، رن جرس الباب فجأة بعدها أتبعها دق قوي علي الباب ، وضعت حجابا علي رأسها متناسية ماتلبس ، فتحت الباب مظهرة رأسها فقط من علي عتبة الباب ، راحت دقات قلبها تتسارع , تمسكت بذلك الباب تحتضنه , فقد خانتها قدماها علي الوقوف , إنه أمامها ، لكم تمنت هذه اللحظة وكانت تزور أحلامها كل ليلة لتنقلب بعدها إلى كوابيس تنغص عليها نومها , هو أمامها بتلك الهيبة المتعالية , وتلك الملامح الرجولية التي لا تشبع من التأمل فيه , تراءت أمامها تلك السنوات التي قضتها وهي تنتظره , تتمنى إحتضانه لها , أن ترجع إلى وطنها فهي قد ملت كونها لاجئة باحثة عن مستقر , تمعنت كثيرا في ملامحه لقد تغير كثيرا , وكأنه شخص آخر.
نظراته غاضبة , منقبضة حادة , ذلك الفم الذي تشتهي غزوه , وترتعش شفتاها من إحتلاله قبل أن يلامسها أصبح مستقيما مزموما ، أنفه أصبح حادا، حتي بشرته تغيرت بعد أن كانت بيضاء تنير لها في ظلمتها أضحت مظلمة يشوبها السواد.
ليس هذا من كانت تنتظره لسنوات , ليس هذا بطلها وفارسها , ليس هذا بزوجها .
أما هو نفس الشيء ظل يتأملها ، تغيرت جدا رغم ملامح الجمال التي مازالت تغلفها ، إلا أنها فقدت الكثير من الوزن , وجه شاحب رغم أنها تخفيه بمستحضرات الزينة , عينان يملأهما السواد , شعر للوهلة الأولي بالحنين لها , لكنه وبسرعة البرق رسم ملامح العبوس .
قام بدفع الباب بقوة ودخل دون إستاذان ،جال بأنظاره الشقة راسما إبتسامة مستفزة :
![](https://img.wattpad.com/cover/157683010-288-k455982.jpg)
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Losoweحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...