الجزء التاسع

292 13 1
                                    

البارت التاسع

بدأت أنزل السلم درجة درجة ، وأنا أسترجع ماحدث بالتفصيل في ذهني ،إذا بي أسمع صوت شئ يرتطم أرضا ، صعدت بسرعة فتحت الباب كاد أن يغمي علي :

"مالذي فعلته ايه الغبي ..."

تملكتني الحيرة والجمود ، منظر الشاب ملقي أرضا ودمه يتطاير , حملته بين ذراعي بصعوبة ونزلت الدرج ،وأنا أشعر بها تطول بي ,طلبت من الفتاة أن تتصل بالإسعاف ، لحسن الحظ أن المصحة تملك سيارة إسعاف ، حُمل علي جناح السرعة, رافقته وقد شعرت بأن مصيرنا مرتبط ببعض .

مرت قرابة الساعة وهو في غرفة العمليات ، كان قلبي يتمزق كلما رأيت أحدا يخرج من الغرفة ولا يثلج صدري بأخباره ، فقد مزق جميع شرايينه .

كانت الساعة السابعة مساءا لا أعلم كيف مر الوقت بسرعة ، لم أشعر بالوقت ، فقد نمت وأنا جالس علي الكرسي ,

" يا إلهي وهل هذا وقت النوم "

جاءني إتصال من والدتي

"اااااه لقد نسيت تماما والدتي " .

وجدت الكثير من الإتصالات فقد كانت قلقة علي ،وعن أخباري ، أخبرتها أنني بخير أنني من الممكن أن أتاخر في العودة ، أقفلت الخط في وجهي ، فأدركت أن ماينتظرني ليس بالهين .

بعد دقائق من شرودي لمحت أخته متجهة نحوي وهمت بالسؤال:

" مالذي حصل ,هل أخي بخير , أين هو , ...... "

كانت تسأل دون توقف , لم أستطيع الرد عليها ، فأنا لم أستشف عن حالته ، ماأنقذني منها ومن توالي أسالتها وقوف الطبيب المكلف بحالته الذي أخبرنا بأن حالته مطمئنة وأنه بخير .

إرتميت علي الكرسي المقابل وكأنني أحمل أطنان من الهموم ,إرتحت لسلامته بعد أن قطع جميع شراينه ,شعرت بالخوف أن لا أكون قد أسعفته أنقذت حياته .

عدت إلي منزلنا ,بعد أن أستعلمت عن حالته , ولا أنسى ذكر لكم ماسمعته من تقريع من والدتي لي ، وقلقها ، وخيبتها بعد أن علمت أنني لم أجري المقابلة .
ولجت غرفتي ،واستلقيت علي السرير منهك ،فما حدث استنزف مني قواي ؛وبينما أنا أسترجع شريط الحادثة ، إذا بي أتذكر تلك الاوراق التي خبأتها بين طيات ثيابي ،فسارعت لإخراجها وبدأت بقراءتها بلهفة ، وشغف لمعرفة سر هذا الشاب .

وجدت في تلك الأوراق قصائد وخواطر لم أفهم منها شيئا ، فأنا لست ملما بالأدب والشعر ، لكنها حتما تحمل مشاعر نبيلة لطالما سمعت بها ، وبدأت أعرفها من خلال تلك الاوراق.

بينما أنا أتفحص تلك الأوراق الممزقة وجدت ورقة سميكة مطوية ،فتحتها لأجدها وثيقة زواج , إذا هو متزوج , إذا هي معلومة جديدة ، وإسم زوجته ( مريم أبو الوفا ).

بعدها بدأت بقراءة بعض الخواطر ،فوجدت فيها معاني سامية وألفاظ رقيقة تفوح منها رائحة الحب , كتبت لمحبوبته التي فرق بينهما الزمان ، وأخري تشمل عتاب وذم علي خيانة وخداع غير متوقع .

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن