الجزء الحادي عشر

247 9 0
                                    

#رواية_حبك_لعنتي_الابدية

البارت الحادي العاشر

ضحكت مريم لكلام صديقتها فهي لم تتغير :

" لازلت كما أنت لم تتغيري ، إن كنت تريدين الأكل تقدمي أمامي الي المطبخ لنقوم بتحضير العشاء ".

مر الوقت بسرعة لم ينتبها أن الوقت تأخر, فقد أفاضت كل منهما للأخري بما يثقل كاهلهما , وكأن يارا تريد الهروب من واقعها ، نطقت مريم موجهة كلامها إلي إسلام :

" إنه وقت النوم ياصغيري لقد تأخرت الليلة ."

شهقت يارا لذكرها الوقت ، أمسكت بحقيبتها مقررة الرحيل إلا أن مريم أوقفتها :

" كيف لك المغادرة في هذا الوقت المتأخر , لن تجدي المواصلات ، وأنت قد أخبرتني أنك تقيمين في الفندق ،وأنت تبحثين عن شقة , أكيد أني لن أترك تخرجين في هذا الوقت المتأخر , ولن أتركك لتستاجري شقة و أنا موجودة . "

نظرت يارا لساعتها فقد تأخر الوقت حقا ، ولن تستطيع الرجوع للفندق الآن ، لن تخاطر بذلك ,وهي حقا تريد البقاء مع مريم و لتفضفض لبعض كل أوجاعهما فالوقت مر بسرعة , وهي تريد معرفة مالذي تمر به صديقتها فهي لم يخفي عليها شحوبها وتعبها المفاجئ ذاك .

إبتسمت في وجه مريم وألقت بمحفظتها دون إكثرات , وألقت بنفسها علي الأريكة الأقرب إليها , لما تريد العودة إلي الفندق لتقابل جدران الغرفة , أم لتتنعم بالسرير لوحدها و مكالمة الجدران ,فتحت ذراعيها لإسلام تدعوه إليها لا تعلم لما تعلق قلبها به وكأنه إبنها , أتراه حرك غريزة الأمومة التي كانت في سبات ، والتي لم تفكر بها طول فترة زواجها فهي لم تكن ترى محمود بصورة الأب الذي يحن علي أولاد , فهو عصبي , حاد الطباع , صعب المعاشرة , طول فترة سكنهم في البناية لم يكن يتعامل مع أحد , ولا يكلم أحد .

إستيقضت من سرحانها علي صوت مريم :

" تفضلي أحضرت لك منامة أظنها مناسبة لك فنحن نمتلك نفس المقاس ،رغم إني فقدت بعض الوزن في الآونة الأخيرة , إلا أني أضمن أنها ستليق بك ,فلازلت تمتلكين قوام جذاب ، فلم تتغيري ."
قهقهت يارا بصوت عالي , لتتبعها بوضع يديها إدراكا لها أنها ليست في بيتها :

" أنت لم تتغيري أيضا مازلتي جميلة كما عهدتك. "

" وأنت أيضا لم تتغيري ،مازالت طباعك نفسها, ولازالت ضحكتك تجلجل المكان ، "أكملت بإبتسامة عريضة ، سعيدة هي بوجودها ، فقد أضفت المرح لحياتها الرتيبة ,وأعادت الأمل الذي فقدته من يومان ,فهي تشتاق زوجها ، إلا أنها لا تود رؤيته الآن في أوج ضعفها ، فليبقي في ذاكرتها أجمل وأرق ذكري لن تعيشها مرة أخري ،فالعمر لم يعد فيه وقت مثل الاول .


عاد الي الفندق و هو يغلي ويزبد , لا يعلم لما يهتم بأمرها و لما تبعها إلي مكان مقصدها , فقد أكتشف أن لا علاقة لها بمنافسيه , فهي قصدت حي شعبي , و لم يستطع معرفة أي شقة قصدت , ومن أصحابها , ظل تفكيره مشغول بها , هو لم يعرفها إلا منذ يومان , لما هذا الإهتمام المفاجئ , فهو ليس مولعا بإصطياد النساء, ولا حتي جمالها ماتجذبه به ، ظل علي تفكيره ذاك حتي غلبه النعاس من التعب .

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن