الجزء الواحد والعشرون

205 8 0
                                    

كانت تتأمل الفضاء الواسع , من تلك النافذة الصغيرة , التي تراها تتسع كلما أطالت النظر , تشعر ببعض الرهبة , فهي تخاف الطائرات , إلا أنها حاولت تناسي الأمر بتذكير نفسها بلقائها بإبنها , قطعة من روحها و لكم إشتاقت إليه ,إلى أحضانه , سمعت المضيفة تنبهها إلى ربط حزام الأمان فقد شارفو علي الوصول , اذا لحظة المواجهة قد إقتربت و هي لم تخبر يارا بعودتها , قررت قطع فترة علاجها وأن تكمل ذلك في بلدها عليها التواجد الآن لمساندة يارا ولحماية إبنها .

                     ¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أغمضت يارا عينيها , فالموقف أكبر من أن تتحمله , عليها كشف الحقيقة فلا مفر من ذلك .
إستدارت إلى  محمود  ، حاولت إدعاء القوة إقتربت منه بعيون يملأها الشرر وهتفت بغضب إستفاض في صوتها :

" حذرتك من التدخل في حياتي , إلا أنك تستمر دائما في الظهور فيها والتدخل , وهذا آخر إنذار لك , وإلا فلتتحمل نتيجة أفعالك , أخرج حالا , لا أريد رؤيتك , فأنت لا تعني لي شيئا ,أخرررررررررررررج."

هتفت بصوت غاضب :

"  هل ستظل كالمتفرج علي مايحدث أم ستتدخل ؟ "

قالتها أماني وهي تعكس ءخاها بنظرات مشتعلة .
أجاب حكيم مقتربا بخطوات متفرسة لينطق بعدها بصوت كالزائير :

" أمامك خمس دقائق  ، إن لم تغادر الآن علي قدميك , فأستعد لحملك علي نقالة ."

إرتبك محمود من لهجته المهددة قبل أن يتواري مبتعدا :

" اتمنى لكم حياة كالجحيم معها  ، فهي ليست كما تعتقدون."

إنصرف بعدها يجر أشلاء الخيبة بعد أن طرد شر طردة.
ظل هو يرمقها بنظرات غامضة ، إستدارت هي مغادرة , بجسد يرتعش من هول مالاقت اليوم من مواقف أضعفتها
ماإن خطت أرجلها أول درجات السلم حتي سمعت صوته يصدح ، توقف الزمان بها و لم تستطع الحراك :

" لما تدعين أنك زوجتي , فلا أتذكر انك انت مريم , فهي اجمل بكثير منك ؟"

إستدارت هي بعد أن إستجمعت قوتها فقد دقت ساعة الحقيقة , والأحسن أن تواجهها بدل أن تتعقد الأمور أكثر .
إستقرت عيناه عليها مستنبطا أنها مستعدة للمواجهة فأشار لها أن تتبعه إلى  مكتبه بحركة من يده.
قصدت المكتب وجدته يقف متكأ علي مكتبه مربعا ليديه , وكأنه يمنحها إشارات تحذير بأن لا تتلاعب به.
أغلقت الباب وراءها لتمنح بعض الخصوصية لموضوعهما , إقتربت منه ، إستراحت علي أقرب أريكة قابلتها ترمي بثقلها , وكأنها تحمل هموم الأرض وألقت بسؤالها :

" متى أسترجعت ذاكرتك ؟؟؟ "

" حقيقة انت وقحة , كاذبة , محتالة , كيف لك أن تمتلك الجرأة للسؤال , أنت هنا فقط للإجابة عن الأسئلة وفقط ،
مالذي تخططين له , ولما إدعيت أنك مريم , وهل الطفل ذاك إبني ؟

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن