الجزء العشرون

216 10 0
                                        

ظل هو يتابع تغيرات الجو من غرفة مكتبه ,ينتظر قدومها متلهفا لرؤيتها , إلا أنها تأخرت اليوم ,هو اليوم الموعود ليعترف لها بحبه. ..

تقدمت بخطوات متثاقلة إلى المكتب , تفكر في إيجاد الطريقة المثلي للتصرف مع المدعو حكيم , إجتاحتها موجة من الخجل لتذكرها تصرفه , مسحت وجهها بكلتا يديها لعلها تهتدي لفكرة , فلم تجد سوى تركها للقصر كأحسن حل ، قطع عليها توهانها الصباحي خروجه هو من مكتبه .
بدا لها اليوم مختلفا نظراته إليها مختلفة , بها فيض من الحنان وشيء غي معروف , ألقي تحية الصباح عليها ، لترد هي وعلامات الخجل تظهر بوضوح ، ألقي بكلمته ودخل مكتبه :

" أريد رؤيتك في مكتبي حالا. "

نظرت هي إلى إنصرافه ،لتسرح بخيالها مع همساتها وأحلامها التي تسافر بها الي البعيد.

كيف لي الهروب منك ومن خيالك الذي يسكن كل جوانبي , صرت أسمع همسك , أشعر بلمساتك تداعب خصلات شعري , يتطاير مع نسمات تحمل عطرك الذي يسكرني بجنون.
أشعر بك في كل نفس أتنفسه , أرسم لك ألف صورة فملامحك كانت غير مرئية , أحاول في كل مرة تصورك بالشكل الذي أريده ، أجعل منك بطلا لرواياتي ومنقذا لي في أزماتي .
يحلو الحديث معك فلا الكلمات تنتهي ولا الوقت كذلك.

دلفت إلى المكتب لتجده يقف متكأ علي مكتبه ، إلتوت شفتاه المستقيمتان فيما يشبه إبتسامة لم تصل مطلقا الي عينيه .
ركزت هي أنظارها إليه منتظرة أوامره ، إلا أن الصمت كان سيد الموقف فقد وجد صعوبة في بدأ الحديث.

"سيد إلياس هل تريد شيئا" : نطقت بها يارا وهي تفرك كفيها بتوتر .
ظل هو يتأملها وأردف قائلا :

" كنت أريد أن أتباحث معك بخصوص موضوع مهم , من الأفضل أن تجلسي. "

أشار إليها للجلوس علي المقعد الذي بجانبه ،
تقدمت هي بخطوات حذرة كانت تحس بقوة وجوده قربها , وظلت تتأمله حتي إكتشفت أنها تحدق به لمدة طويلة .
تنحنح محضرا نفسه لإلقاء عرضه ، أمسك ياقته وصار يعبث بها محاولا تعديلها ، إلا أنه في الأخير قام بنزعها فقد أشعرته بالإختناق ، لا يعلم لما يشعر بالإرتباك , وكأنه طالب أول مرة يجتاز الإمتحان , نظرت إليه وهي تستعطفه بأن ينهي كلامه , حركاتها , أظن أنه ليس الوقت المناسب لقراءة حركات جسدها , هو وقت المواجهة :

" أنسة يارا , أريد إخبارك بأنني ..." وعلقت الكلمات في حلقه .
أنقذه صوت الهاتف , شتم في سره فهذا ليس الوقت المناسب له ترك رنات هاتفه تزلزل السكون المفروض عليهما .
حدقت به يارا صامتة لم تفهم هي تغير تصرفاته اليوم هو مرتبك علي غير العادة قالت :

" ألن ترد علي المكالمة سيد إلياس , أتريد مني أن أرد فلا مانع لدي ."

وتحركت بإتجاه هاتفه بحركة من يديه أوقفها , كانت يده قوية شعرت هي بحركة تسري علي طول ذراعها إحساس غريب كهربها ,.
أراد في تلك اللحظة أن يضمها إليه بقسوة أن يسكنها أحضانه , أن يغرس وجهه بين طياتها ، تسارع نبضه بشكل خطير , أما هي كانت في وضع هش , لا تقوى الوقوف علي قدميها , أطبق يداه عليها بقوة شعرت به يسحبها شعرت بتلك الحرارة التي تسكرها ,تجعلها تذوب كقطعة زبدة تحت أشعة شمس وقت الظهر، رفعت يدها لتبعد ذلك التأثير , لكن شعورها بملمس جسده الدافئ وخفقات قلبه علي راحتي يديها , حطم كل المقاومة , أصبح يقترب ببطئ دافنا وجهه بين كتفيها ثم أخد يقترب أكثر فأكثر , شعرت بضعف غريب إحتل ركبتيها , نار متأججة مشتعلة تستوطن صدرها , عناقه لها كان إجتياحا ثم بدأ يصبح ناعما، في البداية مرر يديه علي ظهرها ليوقض إحساسا لم تختبره سابقا ،هي تعلم أن عليها المقاومة قامت بمحاولة يائسة لتحرير نفسها قالت وهي تتوسله :

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن