ركز عينيه عليها بتلك النظرة الساحرة التي رمقها بها، فقد لمح عينان ضاحكتان تتغير نظرتها بتغير مزاجها هذا ماقاله إلياس .
لم تستطع يارا الهروب من تلك النظرة ،التي لا تعرف لحد الآن تأثيرها علي أي أنثى أخري من أصحاب الطبقة الراقية ، فهم عاشقات لهذا الأسد الذي يصعب مراوغته أو الإيقاع به في شباكهم .
أمال إلياس بظهره الي الوراء ، وأستمر في التحديق إليها ، يحاول صبر أغوارها لمعرفة إن كانت شخص يعتمد عليها ، يحاول درس كل حركاتها ، فحركة الجسد تسبق اللفظ عند التواصل , فهي تقوم بها لا شعوريا ، هي علامات مرئية لما نخفيه من محفزات ومشاعر وهو قد درس ذلك , فهاهي الآن تقوم بحركة مفاجئة إنها تقظم شفتها السفلي فهي تشعر بالقلق, أما الآن فقد أمسكت بذراعها الأيمن بيدها اليسرى فهي تحاول تهدئة نفسها إنها قلقة للغاية , الأن غيرت موضع يدها لترفعه الي فوق ،إنها تطلب الإسراع أكثر في إنهاء الموضوع ألهذه الدرجة أنا ممل .
فطن إلياس إلي أنه لازال يدقق فيها ليقطع الصمت المطبق بينهما :
"هل أنت جاهزة للعمل معي , أعتقد أنك الوحيدة التي أستوفت شروط العمل ."
أردف مكملا :" لكن ليكن في علمك هناك شروط أخري وجب معرفتها ."
نظرت إليه بحزم :
"أرجو أن تكون شروطك لها علاقة بالعمل ."
حاولت بكلامها أن تضع حدود لتعاملها مع أي كان فقد كانت تسمع حكايات عن مغامرات السكرتيرات مع أرباب عملهن لذلك قررت قطع الطريق من الان.
هز رأسه مجيبا وقد ظهرت علامات الإستياء :
" أكيد لمصلحة العمل , وهل تطمعين في شئ غير ذلك ."
تسمرت يارا مما سمعته، أحست بكلامه صفعة ألقيت علي وجهها ، أصطبغ وجهها بلون الأحمر لإنفعالها ،
حاولت ضبط إنفعالاتها اللحظية لترد بهدوء :
"وهل شركتك لها نشاط آخر غير الذي هو ظاهر عليها."
ضيق إلياس عينيه لتصبح أكثر حدة وأردف مجيبا ومحذرا :
" ألمح الذكاء في عينيك لكن أنصحك أن لا تتلاعبي معي ، فأنا لن أسمح لك بتجاوز حدودك أو إستغلاله في عمل شئ قد تندمين عليه، كما فعل من كانو هم قبلك , ماأطلبه منك فقط الإنضباط و الأمانة , فأنت ستكونين المسؤولة الأولي عن أسرار المكتب ، وسأحاول أن أمنحك الثقة الكاملة ، لكن بعدها أنت من سيقرر إن كنت أهلا لها أم لا ."
إبتلعت يارا ريقها بخوف فلم تتصور الأمر أن يتصاعد إلي هذا المستوى من الحدة , هي ماتريده فقط عمل تستقل به حياتها بعيدا عن أي ضغوط عائلية أو من زوجها السابق ، الذي تعلم علم اليقين أنه لن يتركها ترتاح أو تعيش مستقلة فهي تتذكر تهديداته الاخيرة .
هزت رأسها لعدة مرات في إستسلام فهي لا تريد خسارة الفرصة , خرج صوتها ضعيفا :
"أهه , كما تامر سيدي ."
أشار لها بإصبعه أن تنصرف فأمتثلت لأمره منصاعة ، لكن ماإن وصلت يداها وتلمست مقبض الباب لتفتحه سمعت صوته يقول :
"أنت في مرحلة تجربة ، فحاولي أن تثبتي قدراتك لتستمري في العمل , أاه لقد نسيت هناك شخص سوف تجدينه علي مكتبك هو من سيعلمك أمور العمل وكيفية تنظيم ملفات الشركة , يمكنك الإنصراف الان ."
كانت قد إستدارت له لمعرفة مايريد ،وعند إنتهائه فتحت الباب وإنصرف وهي تتنهد ،تخرج زفرات متتابعة فقد كان الأمر أصعب مما تتخيله وتتحمله فهي تجربتها الأولي في مجال العمل .
************************
أحيانا لا تسير الأمور كما نريد, تعاندنا الأيام إلي أن تتعبنا , لنخرج بعدها مهزومين , خائري القوى .
وسط بركان من الألم ودموع تحجرت ،تعود مريم بسيارتها وهي تشق الطريق المشيد أمامها وكأنه ممر لا ينتهي , صوت المحرك يبعت أصوات وكأنها آهات تنطق بدلا عنها , نظرت بجانبها الي إبنها إسلام ذلك الصغير الملاك ، لتغمض بعدها عينيها بألم،
إزدردت ريقها محاولة بلع طعم الصدأ الذي غلف حلقها .
"لمن سأتركك ياإبني , ياقطعة من روحي , يانور أضاء لي العتمة بعد أن سكنتني طويلا ,كيف لك العيش بدوني , أنا الملامة لاني أتيت بك الي العالم وحيدا " :قالتها مريم في نفسها لتتحسس بعدها صدرها ......
"اااااه" تنهدت بصوت مسموع تذكر ماقاله الدكتور في زيارتها ،بعد أن طلب منها عمل تحاليل أشعة الماموجرافي ،لتظهر بعدها النتائج صادمة ،نعم لقد سقطت فريسة لمرض السرطان الذي ينهش صدرها الفتي بكل بشاعة , وقد نصحها الطبيب بأن تبدأ جلسات العلاج الكيميائي , كيف تفعل ذلك , ماذا لو حدث لها مكروه ,مامصير صغيرها , ظلت الافكار تتراقص في مخيلتها لم تشعر بمرور الوقت وقد توقفت عند مدخل العمارة ليسبقها صغيرها بفتح الباب ، راكضا أمامها وهو يعمل تلك الحركات التي تعشقها :
"ماما... سوف أسبقك للأعلي ."
إبتسمت بحزن وهي تتأمل الكون من حولها , شعورها الآن باليتم قد تضاعف , إحساس جاتم علي صدرها , كل الابواب أقفلت أمامها.
أين الحل ......أين المفر .
أتمنى أن أري تعليقاتكم حتي لو كانت نقدا لمعرفة أن كانت روايتي تستحق النشر وهل استمر في تنزيل الأجزاء الأخرى
تفاعلو مع الرواية وانتظرو مني الأجزاء في الأيام القادمة
تحياتي لكم
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Ngẫu nhiênحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...
