مديرة الروضة:
" أالو ، صباح الخير سيدة يارا ."
ردت يارا وعلامات القلق بدأت في التصاعد :
"صباح الخير سيدتي , هل إسلام بخير لما إتصالك في هذا الوقت ؟"
ردت المديرة وهي تبتلع ريقها محاولة إيجاد صيغة مناسبة لايصال الخبر لها :
" إتصلت بك سيدتي لإخبارك , كيف أقولها لك ؟"
بدأ صوت يارا بالصعود لحد الصراخ:
" فلتتكلمي بسرعة هل حصل شئ لإسلام تكلمي."
وصل الي مسامعه صوتها الصارخ نظر بإتجاه مكتبها وجدها تستجمع حاجياتها لتختبها بشهقة والدموع تترقرق من عينها تاركة أثرا علي وجنتيها , أسرع للوقوف بجانبها وسؤالها عن ماحدث .
لم تستطع الكلام سوى :" أريد الإنصراف ،إسلام .... إسلام أريد الذهاب الي المستشفى. "
أسرع الي مكتبه حمل متعلقاته الشخصية ومفاتيح سيارته وهو يصرخ بها :
" سأوصلك ،إانتظري ثواني ."
لم تشعر بالطريق التي كان ينهبها بسيارته و كانت تهز رأسها بضعف , وبكاء مرير قطع نياط قلبه , لم يشعر بنفسه وهو يربت علي يدها :
" إن شاء الله سيكون بخير , إدعي له ."
أومأت برأسها ، تدعو في سرها أن يحفظه الله.
وصلت المستشفى أسرعت بفتح الباب , راكضة الي مكتب الإستعلامات , سألت عن إسلام ،أرشدتها الموظفة علي مكان تواجده
لتجد هي مديرة المدرسة تقف أمام غرفة الإستعجالات تزرع الممر ذهابا وإيابا.ماإن رأتها حتي أسرعت إليها صارخة ممسكة بتلابيب ثيابها :
" مالذي حدث له , هل هو بخير أخبرني تكلممممممممممممممي .
لم تكن في حالتها الطبيعية , شعرت بضغط شديدة , فلن تتصور أن يحدث شئ له , وأمه بعيدة عنه , هو أمانتها التي تركته لها ." إهدئي سيدتي , هو الآن في غرفة الكشف , لقد كان ينزل من الدرج , ليسقط من إرتفاعه , نحن ننتظر خروج الطبيب المكلف به . "
خرج الطبيب من الغرفة تغزو وجه علامات القلق ليردف سائلا :" من هي والدته ."
تقدمت يارا مسرعة ردت دون تفكير :
" أنا والدته , هل هو بخير , أرجوك أخبرني. " ، وأجهشت بالبكاء .
رد الطبيب :" الطفل تعرض الي ضربة علي مسوى الرأس ، ولقد حدث له نزيف عليك الموافقة علي دخوله غرفة العمليات إمضاء إقرار بذلك ."
لم تسعفها قدماها علي الوقوف ، شهقت وتداركت شهقتها بوضع يدها علي فمها , شعرت بالأرض تمتد من حولها تراخت أرجلها لم تشعر إلا وهي بين ذراعيه .
لم يشعر بنفسه لمحها تتهاوى أرضا أسرع الي ضمها , وكأنه يريد أن يمتص وجعها و أن يسندها.
إستكانت هي علي صدره غير مدركة لوضعهما.
سأل الطبيب إلياس : "هل أنت والده. "لم يعرف بما يرد أومأ برأسه بلا
إقترب من يارا همس لها بصوت دافئ :" عليك أن تستجمعي قوتك فإسلام يحتاجك , عليك أن تقفي الآن , أريد سؤالك ،
" هل يمكنك الإتصال بوالده.؟"
سأل لتنطفأ بعدها تلك النظرة في عينيه .
نطقت هي دون إدراك." والده مسافر , وأمه أيضا , إلا أنني أستطيع الإمضاء علي الإقرار فأمه أوكلتني بذلك ."
مرت ساعتين , وهي تقف علي أحر من الجمر , تدعو الله أن يعيده سالما , وقفت ممرضة امامهم تدعوها لإنهاء الإجراءات في مكتب المحاسبة , فهم بحاجة لإسم المريض ودفع المستحقات .
وقف هو ينظر اليها متأملا ليردف بعدها :" أنا سأنهي كل شئ هلا منحتني المعلومات الخاصة بالطفل؟"
تقدمت منه مديرة الروضة التي لم تنتبه لها يارا بأنها مازالت موجودة :
" أنا سآتي معك فلدي كل المعلومات ، أظن السيدة يارا غير واعية في هذه اللحظة."
إنصرفت وإياه تاركين يارا معلقة بين السماء والأرض , منتظرة أن يفتح ذلك الباب ويمنحها الأمل بأن إسلام بخير وسيعود إليها قريبا ، وقريبا جدا .
بينما الدموع تحفر وجنتيها خلال ساعتين راسمة مجري أسود بفعل الكحل , خرج الطبيب وعلامات الرضا تعلو ملامحه إقترب من يارا وربت علي كتفيها فما إن رأته تسمرت رجلاها لم تقوى علي الحركة :
إنه صبي مقاتل , هو بخير الآن لقد تمت العملية بنجاح , وقمنا بازالة التجمع الدموي في الدماغ ؛ بقي لنا أن ننتظر 48 ساعة وإن شاء الله سيكون بخير . قالها الطبيب مبتسما.
إقتربت يارا من الطبيب لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتضنه , ربت الطبيب علي ظهرها , وشعر بالخجل من موقفها وكلماتها :
"أشكرك دكتور ، أشكرك جدا جدا ، فلا أجد الكلمات , فقد هربت مني , إنه أمانة , وكم هي صعبة جدا أن تفقد الأمانة وهنا وجدت الدموع السبيل للنزول ."
لم تكن تدرك زوج العيون التي كانت تشتعل من وراءها , من تصرفها المتهور كيف لها أن تحضن الطبيب حتي وإن كان بعمر والدها ،إلا أنه شخص غريب , ثم حاول مداراة غيظه،
إستدار الي المديرة متمما كلامه :
" انتظر منك مكالمة لتأكيد مادار بيننا هناك ؛ أريد المعلومات كلها بالتفصيل عن الطفل إسلام مهداوي , أريد معرفة صلة القرابة بينه وبين رجل الأعمال الدكتور حكيم مهداوي. "
أرجو أن يعجبكم الجزء هذا ، هل لكم توقعات لمسرى الرواية
هل هي ترضي شغفكم .
انتظر رأيكم صراحة
تحياتي لكم
أنت تقرأ
حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )
Ngẫu nhiênحياة الرجل تبدأ في رحم أنثى ، وترتب في حضن أنثى ، ولا تصبو وتنضج إلا في عين أنثى ماذا لو تغيرت نظرة الرجل لها وتتأثر بمن حولها ، هل تستطيع تلك العلاقة الاستمرار في ظل تلك العواصف . روايتي تناقش نظرة المجتمع للمرأة المطلقة ، وكيف لها أن تواجه مجتمعه...