الجزء الخامس عشر

212 14 2
                                    

مديرة الروضة:

" أالو ، صباح الخير  سيدة يارا ."

ردت يارا وعلامات القلق بدأت في التصاعد :

"صباح الخير سيدتي , هل إسلام بخير لما إتصالك في هذا الوقت ؟"

ردت المديرة وهي تبتلع ريقها محاولة إيجاد صيغة مناسبة لايصال الخبر لها :

" إتصلت بك سيدتي لإخبارك , كيف أقولها لك ؟"

بدأ صوت يارا بالصعود لحد الصراخ:

" فلتتكلمي بسرعة هل حصل شئ لإسلام تكلمي."

وصل الي مسامعه صوتها الصارخ نظر بإتجاه مكتبها وجدها تستجمع حاجياتها لتختبها بشهقة والدموع تترقرق من عينها تاركة أثرا علي وجنتيها , أسرع للوقوف بجانبها وسؤالها عن ماحدث .
لم تستطع الكلام سوى :

" أريد الإنصراف ،إسلام .... إسلام أريد الذهاب الي المستشفى. "

أسرع الي مكتبه حمل متعلقاته الشخصية ومفاتيح سيارته وهو يصرخ بها :

" سأوصلك  ،إانتظري ثواني ."

لم تشعر بالطريق التي كان ينهبها بسيارته و كانت تهز رأسها بضعف , وبكاء مرير قطع نياط قلبه , لم يشعر بنفسه وهو يربت علي يدها :

" إن شاء الله سيكون بخير ,  إدعي له ."

أومأت برأسها ، تدعو في سرها أن يحفظه الله.

وصلت المستشفى أسرعت بفتح الباب , راكضة الي مكتب الإستعلامات , سألت عن إسلام ،أرشدتها الموظفة علي مكان تواجده
لتجد هي مديرة المدرسة تقف أمام غرفة الإستعجالات تزرع الممر ذهابا وإيابا. 

ماإن رأتها حتي أسرعت إليها صارخة ممسكة بتلابيب ثيابها :

" مالذي حدث له , هل هو بخير أخبرني تكلممممممممممممممي .
لم تكن في حالتها الطبيعية , شعرت بضغط شديدة , فلن تتصور أن يحدث شئ له , وأمه بعيدة عنه , هو أمانتها التي تركته لها .

" إهدئي سيدتي , هو الآن في غرفة الكشف  , لقد كان ينزل من الدرج , ليسقط من إرتفاعه , نحن ننتظر خروج الطبيب المكلف به . "
خرج الطبيب من الغرفة تغزو وجه علامات القلق ليردف سائلا :

" من هي والدته ."

تقدمت يارا مسرعة ردت دون تفكير :

"  أنا والدته , هل هو بخير , أرجوك أخبرني. " ، وأجهشت بالبكاء .
رد الطبيب :

"  الطفل تعرض الي ضربة علي مسوى الرأس ، ولقد حدث له نزيف  عليك الموافقة علي دخوله غرفة العمليات إمضاء إقرار بذلك ."

لم تسعفها قدماها علي الوقوف ، شهقت وتداركت شهقتها بوضع يدها علي فمها , شعرت بالأرض تمتد من حولها تراخت أرجلها لم تشعر إلا وهي بين ذراعيه .
لم يشعر بنفسه لمحها تتهاوى أرضا أسرع الي ضمها , وكأنه يريد أن يمتص وجعها و أن يسندها.
إستكانت هي علي صدره غير مدركة لوضعهما.
سأل الطبيب إلياس : "هل أنت والده. "

لم يعرف بما يرد أومأ برأسه بلا
إقترب من يارا همس لها بصوت دافئ :

" عليك أن تستجمعي قوتك فإسلام يحتاجك , عليك أن تقفي الآن , أريد سؤالك ،

" هل يمكنك الإتصال بوالده.؟"

سأل لتنطفأ بعدها  تلك النظرة في عينيه .
نطقت هي دون إدراك.

" والده مسافر , وأمه أيضا , إلا أنني أستطيع الإمضاء علي الإقرار فأمه أوكلتني بذلك ."

مرت ساعتين , وهي تقف علي أحر من الجمر , تدعو الله أن يعيده سالما , وقفت ممرضة امامهم تدعوها لإنهاء  الإجراءات في مكتب المحاسبة , فهم بحاجة لإسم المريض ودفع المستحقات .
وقف هو ينظر اليها متأملا ليردف بعدها :

" أنا سأنهي كل شئ هلا منحتني المعلومات الخاصة بالطفل؟"

تقدمت منه مديرة الروضة التي لم تنتبه لها يارا بأنها مازالت موجودة :

" أنا سآتي معك فلدي كل المعلومات ، أظن السيدة يارا غير واعية في هذه اللحظة."

إنصرفت وإياه تاركين يارا معلقة بين السماء والأرض , منتظرة أن يفتح ذلك الباب ويمنحها الأمل بأن إسلام  بخير وسيعود إليها قريبا ، وقريبا جدا .

بينما الدموع تحفر وجنتيها خلال ساعتين راسمة مجري أسود بفعل الكحل , خرج الطبيب وعلامات الرضا تعلو ملامحه إقترب من يارا وربت علي كتفيها فما إن رأته تسمرت رجلاها لم تقوى علي الحركة :

إنه صبي مقاتل , هو بخير الآن لقد تمت العملية بنجاح , وقمنا بازالة التجمع الدموي في الدماغ  ؛ بقي لنا أن ننتظر 48 ساعة وإن شاء الله سيكون بخير . قالها الطبيب مبتسما.

إقتربت يارا من الطبيب لم تشعر بنفسها إلا وهي تحتضنه , ربت الطبيب علي ظهرها , وشعر بالخجل من موقفها وكلماتها :

"أشكرك دكتور ، أشكرك جدا جدا ، فلا أجد الكلمات , فقد هربت مني , إنه أمانة , وكم هي صعبة جدا أن تفقد الأمانة وهنا وجدت الدموع السبيل للنزول ."

لم تكن تدرك زوج العيون التي كانت تشتعل من وراءها , من تصرفها المتهور كيف لها أن تحضن الطبيب حتي وإن كان بعمر والدها ،إلا أنه شخص غريب , ثم حاول مداراة غيظه،   

إستدار الي المديرة متمما كلامه :

" انتظر منك مكالمة لتأكيد مادار بيننا هناك ؛ أريد المعلومات كلها بالتفصيل عن الطفل إسلام مهداوي , أريد معرفة صلة القرابة بينه وبين رجل الأعمال الدكتور حكيم مهداوي. "

أرجو أن يعجبكم الجزء هذا ، هل لكم توقعات لمسرى الرواية
هل هي ترضي شغفكم .
انتظر رأيكم صراحة
تحياتي لكم

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن