الجزء الثالث

355 14 2
                                    

رفعت رأسها إليه ،تسلحت بالشجاعة ونطقت دون حتي إلقاء التحية :
"هل تبحت عن سكرتيرة لمكتبك ؟".

إستدار إلياس إلى  وجهة الصوت وماإن وقعت أنظاره عليها حتى  رفع حاجبه الأيمن مستغربا من سؤالها ،وزاد إرتفاع حاجبه أكثر عند تذكره إياها ,إنها الشابة التي أصطدم بها صباح اليوم ،ولم تمتلك ذرة من أداب المعاملة للإعتذار .

أما يارا فقد ضاق بها المصعد مع تلك النظرة، وعندما طال الصمت بينهما عضت على شفتها بتلك الحركة التي تستعملها لتداري خجلها .

لاحظ هو إحمرار وجنتيها وإرتباكها ظل يتأملها ،وهو يحاور نفسه ،إنه يحتاج حقا إلى سكرتيرة في هذا الوقت أكثر من أي وقت آخر , سألها دون أن يرفع عيناه عنها وهو يدرس كل حركة تقوم بها :

"اي مستوى تملكين ؟"

رفعت رأسها إليه وقد ظهر لها بصيص أمل أنار وجهها، وأجابت بإبتسامة ظهرت معها تلك الغمزتين :

"انا درست تجارة دولية لكن ليس لي الخبرة في العمل ؟"

فطنت لمدى غبائها لما كان عليها ذكر عدم خبرتها في العمل.
إبتسم إلياس تلك الابتسامة الدبلوماسية ثم أردف سائلا إيها:

"هل انت مقيمة هنا في الفندق ؟"

ردت وقد إستعادت رباط جأشها :

"إني أقيم في الفندق فترة فقط إلي أن أجد شقة للايجار "

إنتفضت مما قالته كيف لها أن تذكر ذلك فلم يقبل بعد بتوظيفها لما عليه ان يعرف أنها وحيدة .

"اكتفي بهذه الأسئلة ، البقية سيتم طرحه عليك غدا في المقابلة إن كنت مازلت مصرة على العمل ".
أردف إلياس قائلا.

تهلهلت أساريرها من شدة الفرح فتحت فمها للرد إلا أن المصعد قد وصل إلى طابقه وفتحت أبوابه ،ضبط سترته إستعدادا للخروج، وماإن خطت قدماه إلى خارج المصعد حتى عاد إليها ،ومد يده إليها ببطاقته الشخصية قائلا:

"هذا رقم مكتبي يمكنك الاتصال والحضور للاستفسار وإجراء مقابلة العمل ".

أمسكت يارا البطاقة وهي عاجزة عن النطق وكأنها غير مصدقة لما يحدث معها .

إنصرف وهو يرسم على شفتيه نصف إبتسامة رضى بما حدث, أما هي فقد كانت تسبح فوق سحابة وردية تحملها لتطير بها إلى عالمها الوردي الذي عاد بها عشر سنوات من قبل, أين كانت قد بنتها وتم هدمها مع أول خاطب دق الباب وأشترط عدم تكملتها .

عادت إلى غرفتها الفاخرة التي حجزتها وأرادت بها أن تكون سخية مع نفسها وتدللها تحقيقا لأول حلم في قائمة أحلامها .

تلك الليلة لم تستطع يارا النوم فشحنة هرمون السعادة فاق معدله العادي , أمسكت تلك البطاقة تتاملها بعيون واسعة ,ضاحكة .
لاح في أجواء الغرفة عطره تساءلت أتراه موجود هنا في الغرفة , قربت البطاقة إلى  أنفها تخللتها تلك الرائحة المسكرة ,ظلت على حالها تتأملها ثم قامت بتحريك رأسها يمينا وشمالا تنفض عنها افكارا راودتها , بعدها قررت أن تنام بعد أن تخلل قلبها نور أمل أشعته أحيت قلبها الميت .

حبك ....لعنتي الابدية (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن